التنظيمات السياسية في فترة المد الثوري القوي وقمة الغليان في الشارع السوداني كانت تتحدث عن عدم التفاوض بالشكل المطلق للنظام الإنقاذي مهما كانت الدوافع والمبررات ومهما قدم النظام من تنازلات المعارضة التي كانت تخون من يتحدث عن مجرد فكرة التفاوض مع النظام – مع أن النظام لم يكن وقتها قد قسم السودان بعد ولم يبتكر بدعة الإغتصابات الجماعية التي هي بوصف قياداته فخر حين يكون المغتصب من أبناء الأحجار الكريمة والنسب القرشي الشريف الذي غالبا مايكون بالعباس عم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم و لكن سؤال برئ : هل ولماذا العباس بالذات فأبالهب كان أكثر أبناءا من العباس ؟ لماذا لا يكونون أحفاد أبالهب وزوجته حمالة الحطب ؟ لماذا؟ النظام لم يكن أقبح من اليوم في حياته ولم تكشف عورة السلطة كما كشفت اليوم ، فقد أزاح النظام كل الأقنعة التي يتقنع بها حتى قناع الدين ليبين وجهه الميري الكالح بالسلاح والدم كما جاء أول مرة وسدنته يخفون مسدساتهم تحت السترات الواقية النظام يقتل في شوارع الخرطوم المئات من الشباب اليافع في سبتمبر لأنه خرج في مسيرات سلمية والآن تفاوضه الحركات المسلحة وغيرها من محترفي الحوار والمعارضة بالمؤتمرات والمواثيق ... معارضة المناسبات لوفكرنا في ما يحدث في الساحة السياسية هذه الأيام ليس سيئا بالكامل فيمكن أن نجد به المؤشرات الجيدة التي يجب أن ننظر اليها حتى لا ننسى أن هنالك ضوء ممكن أن يأتي في يوم من الأيام فلنحاول أن لاننظر الى تلك الوجوه الكالحة القبيحة التي تجلس بمؤخراتها الطريرة على كراسي الحوار ولننظر الى الجانب المشرق في واقعنا البيئس .. دعونا نحاول على الأقل ، مثلا : برزت في المعارضة وجوه جديدة وقيادات شابة لها رؤية وقدرة على الصمود مثل ياسر عرمان وابراهيم الشيخ و مثل هذه القيادات هي الأجدر بالقيادة من تلك التحف التي ظللنا لها عاكفين. الحركة الشعبية هي المنادى بوثبة البشير الجديدة وحواره هذه المرة بعد أن ردد النظام لأكثر من سنتين بأنه من المستحيل أن يجلس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال على الإطلاق ولكنها طلاقات النظام ولكن بقية مكونات الجبهة الثورية جاءت وشاركت وهذا جيد ومفيد لأن التفاوض حول القضايا الوطن بالتجزئة هو ما يؤدي الى التقسيم والتشرذم ويجب على الجميع أن يكون شريكا في الحوار والحل السياسي ليكون شاملا من قال بأن محصلة التفاوض هي صفر كبير فهو على حق ولكن هنالك نقطة واحدة إيجابية وهي في إعتقادي هي كل ما سنجنيه من المفاوضات الأثيوبية هذه وهي أنه لأول مرة تكون جل المكونات السياسية السودانية مشاركة في مفاوضات بشأن المشكل السوداني منذ أن هبط أبونا آدم – عليه السلام – الى سطح الأرض هذا مؤشر جيد ويدل على أننا موعودين بفترة تختلف تماما عما سبقها .. سلبا أو إيجابا فهي تبدو مختلفة عما سبقها فرقاء العمل السياسي يجب أن يجلسوا ويتحاوروا ليكون الحل السياسي الشامل لكل مشكلات ما تبقى من وطن ولكن ... ما لا يجب أن يكون مثارا للنقاش هو حقوق الذين ظلموا والذين أريقت دماؤهم والمغتصبات على إمتداد فترة النظام ومبدأ المحاسبة هو مبدأ ثابت ليس هنالك من منح أي من القيادات السياسية – مع إحترامنا الكامل لهم – تخويلا بالتنازل عنه حقوق القصاص لشهداء سبتمبر وشهداء دارفور والمغتصبات وشهداء بورتسودان وكجبار وامري والنيل الأزرق وكردفان وغيرها من محطات الوطن الغارقة في الدم الطاهر من دون ذنب أو جريرة فالعدل هو أساس الحكم الثوري وإلا فالثورة مستمرة الى أن يأتي الذي من أجله ظللنا نناضل دوما وطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما [email protected]