*لم يجد وزير التربية والتعليم مخرجا ،لكساء المعلم الهيبة والبريق ،الذي افتقده زمنا طويلا ،الا عبر عودة عقوبة الجلد مرة اخرى في المدارس ،حتى لايساق المعلم الى ساحات المحاكم والنيابات ، ويغدو صغيرا امام تلاميذه ،لذلك اطلق الوزير رغبته للعلن ،بعد ان همس بها لنفسه اكثر من مرة ،فاصدر القرار بتاديب التلاميذ بالجلد ،لتبقى صفحة المعلم مبرأة من السوء،لكنه للاسف لم ينظر لاوراق التلاميذالتي نقش بعض معلميهم فيها، اكثر من نقطة سوداء ،بارتكابهم اسوأ الاخطاء النفسية والجسدية ،باقدام بعضهم على اغتصاب تلاميذهم وفي وضح النهار داخل المدرسة ،في انتهاك صريح لقدسية المكان والعلم . *نظر الوزير بمنظار احادي ومن زاوية واحدة وضيقة ،اذ حصر العبء ، الذي وقع على منسوبي وزارته فقط ،واراد ان ينتشلهم من التردد على المحاكم والنيابات ليرمي باللوم والذنب على سلوك التلاميذ الذين يدفعون باساتذتهم الى المحاكم ،في اسقاط واضح لفشل وزارته ، في اختيار المعلم الذي يستحق ان تميزه (كاد ان يكون رسولا). *وزارة التربية رغم التكرار والحشو ، الذي تعاني منه مقرراتها والتي تفتقد لجماليات العلم والتعلم والمعارف والمهارات ،فانها كانت ومازالت قبلة العديد من التلاميذ ، لاخيار لهم الا الذهاب اليها ،والجلوس على مقاعدها المتاّكلة ، وفصولها المتهالكة ، ورغم ذلك، تناى الوزارة بعيدا عن هموم التلميذ ،ومشكلاته المتعددة ،التي تتمثل في دفع الرسوم والحرمان من الدراسة، وهنا نجد الوزارة تتفرج يوميا على عجزها ،عن ضبط التسرب المدرسي والاجلاس وتردي البيئة المدرسية .اغمض الوزير جفنيه عن كل ذلك ،وتمسك بهيبة المعلم رغم ان بعض معلمي وزارته ، قد ودعوا --- منذ ان بدأت (مسلسلات) التحرش والاغتصاب على طاولات الدراسة ----هذه الهيبة واخلاقيات المهنه وخلعوا رداء الاحترام والالتزام ،وباعوه في السوق بثمن بخس !! *المادة 29 من قانون الطفل توضح الجزاءات المحظورة في المدارس ،وهي منع العقوبات البدنية القاسية ، تاتي المادة متزامنه مع منع الجلد في المدارس بامر وزير التربية ، فالجلد يمثل احد العقوبات البدنية القاسية جدا على جسد ونفسية التلاميذ الذين تصاحب بعضهم، عاهة مستديمة جراء الضرب المبرح .اضافة الى ان الجلد يمثل عنفا ضد التلميذ ،ويتسبب في هروب التلميذ من مقاعد الدراسة . *افلست الوزارة تماما من الموجهات الايجابية الثرة ، واختفى اسمها من سجل الانجازات ،واصبحت وزارة راكدة وساكنة ، فقررت ان تحرك مياه بركتها بجديد على (مزاجها) فابتدعت اعادة العقوبة الممنوعة في المدارس حماية للمعلم ..... *ليت الوزير يعيد النظر في قراره القاسي ، المجحف بحق التلاميذ الاطفال، خاصة وانه لم يمر اكثر من خمسة ايام على اليوم العالمي للطفل. *همسة هذا الزمان.. بلا قلب ولا نور .ولا وتر من الالحان .... هذا الزمان ...مشحون بالاوجاع ..وحسرة الاوطان .... هذا الزمان... قد خمدت في نصله الاحزان .... فيا ويحي من قادم الامواج والحيتان ..... [email protected]