قبيل إن ادلف للموضوع ..رايت من باب الموضوعية إن القى الضوء على الخبر الغريب حتى لا ارمى التهم جزافا على هؤلاء الشباب بدون معول ولادليل فاصيب ظنا وزورا ابرياء ولكن علينا إن نتطرق للموضوع من بدايته .. تحت شعار شتاء دافىء لصالح منظمة خيرية وقف شباب وشابات يطلقون مبادرة الحضن بجنيه ...واكرر الجملة مرة اخرى الحضن بجنيه... ماذا يفهم من هذا الشعار علما انه مكتوب على لافتات باللغة الانجليزية warm hug for only 1 sudanese pound يحملها شباب من الجنسين يقفون امام عفراء مول ... تبريرات هؤلاء الشباب انهم يريدوا إن يجمعوا مبالغ مالية لشراء بطانيات للفقراء والعجزة واطلقوا عليها مبادرة ( حضن دافىء). لنقل إن هؤلاء الشباب كانت نيتهم حسنة وسليمة... وان هدفهم سامى وانما ارادوا فعلا إن يحركوا المحسنين فيتبرعوا لهم لمصلحة الجمعية الخيرية المزعومة التى ليس من وراء قصدها الا تدفئة الايتام والعجزة فى الشتاء السؤال لماذا كتبوا لافتاتهم باللغة الانجليزية جنيه مقابل حضن دافىء ثم تركوا المعنى مفتوحا لخيال المارة... وبينهم المريض... والمجنون والمسطول او حتى الواعى وهل يفهم الا هكذا ( يمكنك إن تحضن اى فتاة اوفتى مقابل جنيه) او ربما نكون لدينا سؤ فهم فلماذ استعملت كلمة حضن اصلا مقابل جنيه مبتورة وليس هناك اى اشارة للايتام ...ولماذا لم تكن العبارة من اجل تدفئة الفقراء مثلا؟ ولماذا حضن دافى تحديدا ..وهى كلها اشارات جنسية مبتزلة ولها مدلول لايذهب الفكر الى اليه مباشرة.. وتقول بكل اباحية إن معبرنا الى الجنيه انما مقابل حضنة ... السؤال الذى يفرض نفسه اليس هناك طريق اكرم وافضل فى التعبير والاستحسان وتحريك القلوب الى العطاء بدون هذا الانكسار الفج ؟ وهل نحن بلغ بنا الانكسار حتى نعرض شرفنا للمساومة ..والتسعيرة ..ونضع اعراضنا على طاولة العرض ليشترى منها من يريد كما يريد فان كانت الحضن بجنيه فقط فبكم يكون سعر ماوراء الاحضان وكيف يكون الحال اذا وجد احدهم ضالته فتمادى ليروى شهوته وقد وجد امامه الماء مباحا مكشوفا لينهل منه.. كيفما شاء وهل بداية العلاقة الجنسية الا بالحضان ثم الملاطفة والملامسة والمداعبة.... لماذ يضع شباب انفسهم فى هكذا مواقف؟ لماذا يسخر البعض من العقل والاخلاق السودانية وكيف يكون الحال ونحن نختلق ابشع الاساليب للوصول الى متنفس مرضى ....وكريه وغير منطقى ... ومتى كان فعل الخير يسعى اليه بالفسق والانحلال ؟ فماذا يساوى الهدف إن بلغناه بتحطيم قيمنا واخلاقنا وايماننا ؟ هل اصبح الشباب مهترىء وسطحى ومحطم وساذج ....الى هذا المستوى فانحط بانسانيته... فباع البعض منهم اعراضهم بدراهم معدودة ؟ هذا الحدث ليس من نسج الخيال... وليس مجرد دعاية... ولم تكن المدينة هى باريس ولا نيويورك او لندن انه فى قلب الخرطوم وتحديدا امام عفراء مول... إن الانتكاسات اصبحت جزء من واقعنا وبالتاكيد هى صنو الفشل المركب وهى الافراز المنطقى لدمار الاخلاق والقيم والانحطاط الاجتماعى وتقوقع الشباب الذى استكان للاسف للحال المايل بعدما اصابه مرض الهوان والشعور بالتبلد والقهر فاصبح التعبير الاحتجاجى عن كوامن نفسياتهم ياتى مشوها سطحيا ضارا بهم وبمن حولهم .... نحن لن نبحث عن الاعذار والمبررات لمثل هذا التصرف المشين المرفوض شكلا ومضمونا الذى لايليق بشباب كان الاجدر بهم إن يسعوا لاثبات وجودهم من خلال مواقف تليق بهذا الوطن وتليق بهم ولن نقبل ابدا ان يشوه السودان وصورته الراقية بان ينحدر به جماعة الى مثل هذا الحضيض حتى ولو كان من باب الاحسان. لا يختلف اثنان إن الاحوال التى خلفتها ومازالت تتراكم من حكم الانقاذ ..القت بظلالها على المجتمع السودانى وخلقت بالضرورة اجيالا واهية خائفة ...ضعيفة تتوارى... خلف احلامها وامالها التى لم ولن تحققها لهم مثل هذه السخافات الكريهة... بل يجب عليهم التحرك بشكل ايجابى بعزيمة واصرار وثقة.. نحو المستقبل الافضل... والله المستعان [email protected]