رواية مجد المهزومين لهنري ترويا تعكس مناخ الدكتاتورية في العهد الامبراطوري لروسيا لا سيما حين تولى نيقولا الأول العرش وما حدث من ثورة النبلاء الليبراليين وبالتضامن مع بعض قواد الجيش. بطل الرواية يحمل اسم نقولا -اسم يماثل اسم الامبراطور- وهو مناضل ضد حكم الامبراطور نيقولا . وأثر الهزيمة الساحقة التي لحقت بثورة الديسمبريين كانت شديدة على هذا المناضل وزوجته صوفيا الفرنسية الجنسية والتي فضلت الارتحال إلى صحراء سيبيريا الثلجية لتكون قرب زوجها السجين. تحكي الرواية في جزئها الأول حالة الارتباك وضعف تنسيق الثوريين لثورتهم ثم العقوبات القاسية التي نالوها بدءا بالاعدام وانتها بالسجن الشاق للبعض الآخر. كما تبين الرواية العلاقة العاطفية بين بطلها نيقولا وزوجته صوفيا التي كانت متوترة قبل القبض على الزوج . أما الجزء الثاني من الرواية فهو سرد مفصل للرحلة الشاقة التي عانت فيها صوفيا في سبيل الوصول إلى سيبيريا والبقاء إلى جوار زوجها السجين. كما أن الرواية تكشف عن فحش البيروقراطية في العهد الدكتاتوري وحالات استغلال النفوذ. نقلنا هنري ترويا بقلمه المبدع إلى عالم الأمبراطورية الروسية في العام 1825 ، بمدنها وقراها وأسيادها وعبيدها وأحوال المجتمع .. وبؤس الفلاحين والعبيد والقيود الصارمة على الإنسان الروسي . مما يقربنا آنيا من وضعنا في السودان بشكل واضح ، وتتضح لنا الصورة المتقاربة بين الدكتاتوريات في العالم أجمع ، حيث العبودية والإذلال وانعدام حرية الإنسان في التعبير والبؤس الاقتصادي والانحلال الأخلاقي ...الخ . إن رواية ترويا تصلح ﻷن تكون مرآة لكل الأنظمة الاستبدادية وأن يكون الامبراطور نيقولا الأول هو كل رئيس دولة دكتاتورية. أمل الكردفاني 17ديسمبر 2014 [email protected]