كل عام و الوطن النازف دملت جراحه و عادت طيوره المهاجره تبنيه و تعمره و تمسح مرارته التي استحالت الي سحابة قانية تمطر دم واهآت و الم . عام يطوي صفحاته و السودان لم يبارح مكانه منذ العام 1956 و هانحن نرثي لسان حالنا نبكي علي مستعمر بارحنا مخلف لنا وطن فشلنا في المحافظة عليه . ها نحن نرفع راية استقلالنا وسط انكسار الفرقة و الاختزال الذي حولنا الي صغار و لن يفتئ في ظل وجود الانقاذيون . هل المحجوب كان يتوقع ان يرتحل منقو الي جنوبه مودعا محمد احمد غير شاطرا معه يوم 1/1/1956 ؟؟و هل عندما سلم الازهري رفات علم التاج البريطاني هل حدثه قلبه بأن وطنه سوف يستحيل الي ماساة في سفر القرن العشرين . هل الفضيل و الماظ البطل رفدوا حياتهم في سلسبيل النضال لاجل هذه اللحظه ؟؟و هل القرشي الذي نالت منه المنية و هو في ريعان شبابه في محراب جامعة الخرطوم ضاعت تضحيته هباء منثورها .. كم تألمت من اجلك يا زنقار و انت ايها الخليل و عازة قد اغتصبت و امتهنت و لازال العسكر يعربد في عرضها وسط التكبير و التهليل . وهل شرفنا الباذخ طويت صفحاته مع من توسدوا الثري .. ملحمتك ايها الصديق التي سردت تاريخ امة و اكتوبرك يا الفيتوري و انت تجاهد لنيل الوثيقة التي منحت الي لاعبي الكرة و اعداء الدين .. ارض الخير التي استحالت الي لعنة افريقيا و وصمتها السوداء ..و حتي الطير الجائع نفر و فر من صوت زخات البارود يا اسماعيل حسن .. لا زال الوطن يرزخ تحت سياط الجلاد و لا زال العدل غائب و الكرامة مهدرة و الحقوق مسلوبة و السودان يتألم ... اين هي الخرطوم جنة رضوانك يا سيد خليفة التي استحالت الي مكب نفايات و ازيز الناموس و الذباب ينافس صوت فقهاء سلطان الطاغوت في الازعاج .. وغريب العطبراوي رحل الي بلاده مصطحبا معه شباب السودان في موسم هجرة مغاير للمنطق تحت تكبير و تهليل خزائن السلطان التي هي في انتظار صنبور العم سام واخوانه للاجهاز علي ما تبقي من وطن بعرق و آهات بنيه .. ضفائر النيل يا كابلي و قمرها الذي توسطها في تلك اللوحة الربانية غابت وسط سحابات الدانات و القذائف واكسبت الوجوه العامرة بالتهليل بؤس و احالتهم الي مسوخ ادمية هائمة تبحث عن ما يسد الرمق في غابة الغيلان الانقاذية .. في انتظار عودة الوطن.. [email protected]