اسمه : فرح بن محمد بن عيسى بن عبدل بن عبد الله بن محمد بن الأبطح. وهو من قبيلة البطاحين.عاش بمنطقة سنار واشتهر بالحكمة والفراسة والأقوال الخالدة و إشتهر بالشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك ويقال انه ولد فى منتصف القرن الحادى عشر وعاش اكثر من مئة عام وعاصر مملكة الفونج وكان بسيطا ومحبا لاهل العلم واحبه العلما ء لما يتمتع به من حكمة وفطنة وذكاء وفراسة وقد تناقل الناس اقواله بإعجاب وإسهاب لما تحمله من مضامين دائما ما تتحقق ويقال ان أقواله ملاءت كل السودان حتى علا صيته فى كل بقاع البلاد . ومن حكمه يقال ان بنتا له بلغت سن الزواج فصحبها الى السوق و أخذ يصيح ( الداير ليهو حمامة قبال ما تقع الملامة ) فلحق به ابن اخ له وقال له انا ستأزوجها يا عمى فلا تفضحنا ، ارايتم كيف حاول هذا الحكيم العظيم الحفاظ على بنيه المجتمع السودانى مبكرا ليمنع انزلاقه الى الرزيلة . و يقال ان احد ازواج بناته اشتكى له تذمر زوجته المستمر من العيشة معه فقال له ينصحه ( املاء ليها مصرانا وبرد ليها اضانا وشوفا لوتطرانا ) اى كان ينصحه بإشباعها من الطعام و المودة والقيام بواجباته الزوجية نحوها نحوها و يؤكد له انه حينها سوف تستمر الحياة بينه وبينها دون مشاكل و من جانب اخر قال لابنته احضرى لى الركوة وهى ابريق مصنوع من الفخار وقام بكسرها خلسة متعمدا وأخذ يبكى فنظرت له ابنته متعجبة و هى تسأله أتبكى يا ابي من اجل انكسار ركوة ؟ سوف ابتاع لك غيرها فقال لها ( كيف تشتري لى غيرها بعد ما شافت عورتى ) ففهمت ابنته قصده وعادت الى زوجها قانعة والموقف يؤكد اننا امام رجل قد سبر اغوار البشر ونبه مبكرا لاحد اهم اسباب المشكلات الزوجية والتفكك الاسرى و وضع العلاج الناجع لها قبل وجود هذا الكم الهائل من الكتب والموطبوعات التى تتحدث باسهاب عن سر السعادة فى العلاقات الزوجية و التماسك الاسرى . اذن نحن امام حكيم وفيلسوف ومعلم و لسنا امام رجل دين عادى و على كتابنا و مؤرخينا ان يعيدوا الكتابة عن هذا الفيلسوف و الحكيم السودانى المبدع بإسس جديدة تظهر ملامح هذا الرجل وشخصيته العظيمة و تعرف الاجيال الجديدة به . و للشيخ فرح اقوال وحكم كثيرة، و منها ان رجلا كان يطارده بعض الجنود الترك و قد استجار بالشيخ فطلب منه ان يتخبى بكوم قصب بجانبه وعندما حضر الجنود وسألوه ان كان رائ الرجل فقال لهم انه تحت هذه الكومة من القصب فلم يصدقه الجنود وظنوا انه يضللهم ليمكن الرجل من الهرب فخرج الرجل بعد ان ذهب الجنود وقام بمعاتبة الشيخ كيف تخبئنى وترشد عنى ؟.. فقال له الشيخ فرح ( لو الصدق ما نجاك الكذب ما بنجيك ) انظرو لهذا المربى العظيم و زمه لعادة الكذب بإسلوب عملى وحكمة نادرة . ألم اقل لكم إنه كان فيلسوف وحكيم و مربى عظيم اكثر من رجل دين أرأيتم كيف تخرج الحكمة من ثناياه ، و كيف يربى النفوس . وللشيخ فرح اقوال كثيرة كل منها يحتاج لساعات من التأمل والتدبر منها ( خربانة ام بنايا قش ) و منها ( اخر الزمن يجى الكلام بالخيوط والسفر بالبيوت ) و حكمته فى تعليم البقل و كل يا كمى فبال فمى و غيرها . [email protected]