قال أنا زعيم لايحل ولا يربط مجرد صورة أنا في وادي والناس في وادي آخر، نجحت ووصلت إلى أعلى الدرجات التعليمية وفي أرقى الجامعات الأوربية أما في الواقع المعاش فقد فشلت فشلاً ذريعاً لا أكاد أعرف الناس ولا أعرف مايفرحهم أو ما يغضبهم، ولا أكاد أعرف أي عادة من عادات البدو.. بالنسبة لهم زعيم بن زعيم.. وقد كان آبائي زعماء لأكبر قبائل العرب، وقد توفي والدي شيخ القبيلة وأنا بأروبا فأمرت العائلة بحضوري لتقلد منصب والدي رحمه الله الذي توفي حديثا.. أنا الآن زعيم القبيلة لانشغالي بالدراسة ومخالطة الغربيين الآن أنا ألبس ثوباً غير ثوبي وإني في حيرة لا أريد أن أخذل العائلة وفي نفس الوقت أنا لا أعرف شيئاً عن الزعامة ولا كيف تسود الرجال أخبرني صديق لي التقيته بأروبا بأن أتعرف بكم وأخبرني أيضاً عن أهل السودان وكرمهم وما أعطاهم الله من بصيرة نافذة وحكمة عظيمة ومن أعطي الحكمة فقد أعطي خيراً عظيماً. يا شيخنا دلني أنصحني وجهني.. كيف المخرج؟ قلت هل ترضى أن تبتدئ من الصفر قال نعم وإني موافق حتى على شروط سيدنا الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام.. قلت صدقت وجزاك الله عن أهل السودان خيراً فهم فعلاً أهل حكمة وأهل كرم منهم على سبيل المثال شيخنا ود تكتوك حلال المشبوك ورشيدنا شيخنا العبيد ود بدر حكيم الحكماء. قال رفقاً علي يا شيخ ماذا تعني بحلال المشبوك قلت أنت الآن مشبوك وفي ورطة.. أبونا ود بدر رحمه الله قال «البدي القرش والبملا الكرش والبفرش البرش». قال: اشرح لي جزاك الله خيراً.. وبعد الشرح.. قلت: له هذا الدرس الأول فتدريسي لك سيكون مجرد إتقان لحكمنا السودانية. قال: وأنا افتخر بأني قد درست على يد حكماء السودان.. وزدته أن كثيراً من الزعماء وأصحاب المناصب العليا وأصحاب السيادة ما أن تقلدوا تلك الدرجة العالية إلا واأقفلوا أبوابهم دون الناس وأصبح الدخول عليهم محال ومحادثتهم محال والقرب منهم من سابع المستحيلات، وهذا كله من لزوم الشخصنة وما من وقت يحتاج فيه إلى الناس إلا ولبسوا ثوباً مغايراً ويطلقون كل أساليب الكذب والوعود للحصول قسراً على قلوب الناس وسريعاً ما يرجعون إلى ثوبهم الأصلي ونسوا وتناسوا أن لهم في رسول الله«ص» أسوة حسنة.. كيف كان يعامل أصحابه وكيف كان يواسي الجائعين والمساكين منهم. وعيى صاحبنا الدرس وصار شغله الشاغل أن يملأ الكرش ويبذل ماله لذلك ويعطي بذات اليمين وذات الشمال ويقيم صلاة الجماعة لوقتها وقد شيد مسجداً بالقرب منه.. ويشهد الجميع أنه يصلي معهم الصبح حاضراً وبعد ذلك ألزمته بل شددت عليه بالالتزام بأن يقضي حاجة زائره قبل أن «ينكرش» إشارة للسرعة. صاحبنا الآن والحمد لله شيخ قبيلة عربية كبيرة تتناقل سيرته العربان والتف الناس من حوله، بل أقبلوا عليه بالمحبة من كل فج عميق ولا يتوانى أبداً عن الالتزام بدروسه ويقول أنا تلميذ لحكماء السودان. ملحوظة: بدأت في نشر أكثر من خمسة آلاف مخرج للاستفادة منها وحتماً ستحتاج لها يوما من الأيام وشكرا للأخوان ياسر المسعودية-مضوي القطينة-آدم ربك وسارة توتي وغيرهم الحمد لله على هذا المخرج وإلى اللقاء في مخرج جديد. قال تعالى «ومن يتق الله يجعل له مخرجا» سورة الطلاق الآية 2