عقب سقوط نظام نظام العقيد الليبي معمر القذافي بمقتله في فبرير من العام 2012ودخول الجماهيرية مرحلة الثورة الشعبية اكتسبت علاقاتها مع السودان بعدا جديدا ،بلغ زروته بزيارة رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل وتقديم شكر الشعب الليبي للسودانيين حكومة وشعبا لوقفتهم الي جانب الشعب الليبي والمساعدات اللوجستية التي كان لها الاسهام الواضح في تغليب ارادة الليبيين ودحر النظام الذي جثم علي صدورهم لعقود متطاولة من الزمان،عزز ذلك الامتنان الزيارات العديدة المتبادلة بين الجانبين ،علي مر الحكومات الحزبية التي اعقبت المجلس الانتقالي الليبي ،واخرها المؤتمر الذي احتضنته الخرطوم والخاص بدول الجوار الليبي والذي حاول وضع الحلول لعديد المشكلات التي تواجه ليبيبا ومحاولة ايجاد قواسم مشتركة للفرقاء المتناحرين هناك . وكان تتويج تلك العلاقات الاخذه في الازدهار بزيارة رئيس الحكومة الليبية مؤخرا للسودان وتباحثه مع القيادة السودانية وحرصه علي تاكيد قوة ومتانة العلاقات ،اعقبه زيارة وصفت بالتاريخية لعلي كرتي وزير الخارجية السوداني لطرابلس ،وما رشح وقتها ان السودان يحمل وساطة للتقريب بين اسلاميي ليبيا والقوي المناوئه لهم . الا ان الامور انقلبت راسا علي عقب وفجاة اصبحت اللغة الناعمة المتبادلة خلف عدسات الشاشات وفلاشات الكاميرات ،وبدت ليبيا تقلب ظهر المجن للسودان ،بداته باطلاق سيل الاتهامات لسلاح الجو السوداني ودمغه بتقديم دعم لوجستي للجماعات الاسلامية التي تقاتل في ليبيبا ،وهو الاتهام الذي نفته الحكومة علي لسان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد ،وتلي تعكير الاجواء اقدام السلطات في ليبيا علي حظر السودانيين ضمن دول بعينها من الدخول لاراضيها ،والتضييق الواضح علي السودانيين المقيمين بليبيا . الا ان اللافت والذي يؤشر لدخول العلاقات السودانية الي منعطف تصعيدي هو استدعاء الخارجية السوداني للسفير الليبي في الخرطوم محمدصوبا وابلغته استنكارها الشديد لتصرف مدير مكتب الخطوط الافريقية (الليبية)في الخرطوم بمنع سفر السودانيين الي ليبيا بحجة بان هناك قرارات رسمية وردته بهذا الخصوص ،ونسب لعلي الصادق مدير الادارة العربية بالخارجية قوله :ان السفير الليبي شكك في ان يكون مدير مكتب الخطوط الافريقية قد تسلم توجيهات بهذا المعني ،مبينا ان السفير الليبي نفي علمه باي قرار صدر بشان طرد السودانيين من ليبيا ومنعهم من الدخول اليها ،بيد ان الصادق ذكر ان السفير الليبي افاد بانه ابلغ بصورة غير رسمية بن هناك حظرلحركة الطيران في مطار طبرق لمدة 24ساعة فقط مؤكدا يان الرحلات القادمة من الخرطوم لم تكن مستهدفة في حد ذاتها ،انما شمل الحظر في يوم صدور القرار (الاربعاء)كافة الرحلات القادمة الي مطار طبرق ،وزاد السفير بانه لم يتسلم اي اي توجيه بحظر السودانيين من السفر الي ليبيا . ولكن عبدالرحيم عوض السيد من حركة المحامين الاتحاديين (الاصل)قال ل(المستقلة):يجب الايتضرر الشعب السوداني من الخلافات السياسية ،وان العلاقة بين السودان باعتقاده ازلية ،وذات جزور بحكم الدين واللغة والجوار الامن ،لافتا لاختيار سودانيين كثر لليبيا مهجرا ودولة اغتراب ،مشيرا الي ان تعكير في صفو تلك العلاقة ستتاثر به عشرات الالاف من الاسر السودانية ،مبينا بان التدخل السوداني في الشان الليبي سيجر اثارا كارثية علي السودان ،ويلحق الضرر بشعبه .وزاد عوض السيد يجب ان يقف السودان علي مسافة واحدة من جميع الفرقاء الليبيين ،واكد ان الصراعات التي تجري هناك ستلقي بظلالها علي السودان حال قامت الدولة السودانية بدعم فصيل علي حساب فصيل اخر . في حين قال المحلل السياسي حسن محمد صالح ان السودان هو انسب مكان لاحتضان اي مصالحة ليبيبة ليبية باعتبار انه طرف مقبول لعديد من الفصائل المتناحرة ،وجزم بان الشعب الليبي وحكومته لن يجدوا افضل من السودانيين حرصا علي مصالحهم وتبنيا لمشكلاتهم ،مذكرا بالدعم الكبير الذي قدمه السودان للثوار الليبين ،وتوج بانتصار ثورتهم الشعبية ،ولفت صالح لاصابع عربية لم يسمها قال انها سعت بالوقيعه والتحريض لتعكير صفو العلاقات الاخوية بين طرابلسوالخرطوم .محذرا من ان تنساق طرابلس وتستمع لتلك الاصوات المحرضة . المعروف ان السودانيين في الجماهيرية بداوا رحلات عكسية للسودان ،اثر تصاعد وتيرة الصراع بين الاطراف والفصائل الليبية المسلحة ،وقالت الاخبار بان نحو 5000سوداني غادروا البلد ،فيما يواجه كثيرون ازمات حقيقية في ظل الاضطرابات هناك. [email protected]