الكنكشة خشم بيوت فكنكشة اصابت السودان جراء موجة البرد القاسية فضربت المواطنين الى درجة التخشب واستطاع الجوع إن يتسلل الى اعماق البطون الخاوية فى وطن يتكىء على فاقة وفقر وطن يتارجح بين الفوضى والظلم ..فالكنكنشة اصبحت واقع معاش فالجوع والفقر والفساد مكنكش فى الرقاب وكلما ظن المواطن إنه بعيدا عن الكنكشة يجد نفسه محاصرا فاصبح حالنا يتراوح بين التككنش والمتككنش به .... واما الكنكشة الاخرى فهى كنكشة حكومة تابى الا إن تظل سيف مسلط على رقاب الشعب المغلوب على امره...حزب الكنكشة الذى يرفع راية الادعاء والكذب والاحتيال بان السودان حق شرعى له بل يجب إن يظل حزب الكنكشة الحاكم بامر نفسه على الدولة المتهالكة ... وليس غريبا ولا عجيبا إن تصبح الكنكشة على السلطة واقع امتد بعمر السنوات التى كنكشت فيها الانقاذ على الرقاب واشترت الذمم واستولت عبر الباطل على مقدرات الوطن لم ولن تكون مفاجأة إن تكسر رقبة الحقيقة فالكنكشة استمرت ربع قرن وتطورت ولم تكن الوزارات والمراكز القيادية الا شكل من اشكال الكنكشة فى السلطة والتقوقع فيهاواستلابها وحلب الفائدة كاملة الدسم لمصالح فردية او حزبية تعميقا لمفهوم الكنكشة وتنفيذا دقيقا لمخطط التكنكش على ارض الواقع ... الكنكشة الحزبية لا تعبر مطلقا عن تطلعات المواطن والوطن انما تهدف الى تحجيم دور المواطن فى حدود السماح له فقط بان يظل تابعا ضعيفا سهل الاحتواء ولا يترك له حيز التطلع الى افاق مستقبلية ارحب واوسع.. وما الكنكشة فى مطلقها لا تعنى الا الاستبداد وفرض الراى بمنطق القوة والاستعباد والانقياد... ظل الرئيس كنكاش من خلال ضعفه وانحيازه الغير عادل الى حزب الكنكشة هو العقبة الكأداء التى حالت بين الوطن والانطلاق الى الامام وخلق واقع متوازن خارجيا ينعم بالسلام داخليا طيلة سنوات حكمه فاصبح يضرب به المثل الاعلى فى منطق الكنكشة السلطوية وهو يرى ما وصل اليه حال السودان من تردى وفساد وفشل على كافة الاصعدة فلماذا يظل الرئيس كنكاش فى سلطة لم تشهد فى سنواته الا الانحطاط حتى اصبحت السلطة لديه مجرد متعة اوشهوة يرضى بها غرور لا يدعمه العقل ولا تضبطه الحكمة فهل سال نفسه يوما ماهى الايجابيات التى حصدها السودان اليوم جراء حكمه غير الرشيد ام انه ينوى اصلاح ما افسدته يداه فى (سالف العصر ) وللاسف فان الكنكشة السلطوية ليس مجرد وسيلة فقط بل هى غاية وهى فى النهاية تاّمر يسعى الى تقويض السلام وتفتيت ما تبقى من الوطن فان فرض السلطة بالجبرية لا تعنى الا الانتقال من مساحة الاتفاق الى ساحة الاختلاف والمواجهة.. وهوالثمن الذى يدفعه المواطن والوطن ... ولم تخلوا كراسى الوزارات من الكنكشة فالتاريخ شاهد على تبادل الكراسى الوزارية بين شخصيات محددة لان مبدأ الكنكشة الوزارية هو الامتداد الطبيعى للحياة السياسية الفارغة المحتوى الخالية ...من روح الرأى والرأى الاخر ... وبدلا من إن يحاول حزب الكنكشة ابداء حسن النوايا فى الوصول بالبلاد الى بر الامان استمر فى الموال السابق وعلى نفس الوتيرة الكريهة مقدما صورة شائهة للديمقراطية وفاقد الشىء حتما لايعطيه... السؤال ماذا سيقدم الرئيس كنكاش لبلاد ظل هو السبب الجوهرى والاساسى فى تقسيمها وتقزيمها... وتحطيمها.... فالله المستعان. [email protected]