* ونخاطب بعض منسوبي الوطني اليوم بالذي يُقال من وراء ظهورهم عنهم .. * نخاطبهم بذلك لعلهم يحسون، ويستحون، ويقومون بهجرة معاكسة من الدنيا إلى الدين.. *أو ب(هجرة إلى الله) حسب نص عبارة أمين الحركة الإسلامية التي يرددها الآن.. * فيا أخوانا جماعة الوطني كثير من أبناء شعبنا يعلمون (واقع) الكثيرين منكم قبل التمكين.. * يعلمون أين كان يسكن هذا؟ وماذا كان يأكل ذاك؟ وكم كان تمتلك تلك؟.. * ويعلمون - كذلك - حقيقة ما يمكن أن يجنيه المرءُ من أجره الحكومي مهما عظُم.. * فلا تثريب على الناس - إذاً - إن هم ضربوا الأمثال الشعبية تشبيهاً لحالكم الآن.. * فمنهم من يقول - عن زيد - (اللي ما بتشوفو في بيت أبوك بخلعك).. * ومنهم من يقول - عن عمرو - (هو مستجد نعمة).. * ومنهم من يقول - عن أخت نسيبة - (تمسكنت لحد ما اتمكنت).. * علماً - يا جماعة هي لله - أن شيئاً من ذلكم لم يكن يُقال عن الذين سبقوكم.. * الذين سبقوكم من لدن عهد الاستعمار وإلى زمان ما قبل حقبتكم هذه.. * فليس منهم من دخل إلى الحكم فقيراً وخرج منه ثرياً.. * وليس منهم من ظهرت عليه دلائل النعمة وهو وزير.. * وليس منهم من بدا ملهوفاً - يسابق الزمن - في اقتناء العمارات والفارهات والأموال.. * ثم لا أحد منهم كان يتحدث عن الشريعة، أو يقول (هي لله)، أو يردد عبارة (ما لدنيا قد عملنا).. * فأين أنتم من الأزهري الذي استدان من الشيخ مصطفى الأمين ليُكمل بيته؟.. * أو عبود الذي طلب من حكومة اكتوبر الانتقالية التكفل برسوم دراسة ابنه؟.. * أو الشريف حسين الذي فرض على نفسه - وهو وزير مالية - والآخرين سيارات (همبر)؟.. * أو النميري الذي لم يكن يمتلك داراً واحدة عقب الاطاحة به.. * أو الصادق المهدي الذي رفض سيارة الحكومة ونثرياتها ومخصصاتها؟.. * أو عمر نور الدائم الذي كان يُعيد ما يتبقى من نثريات أسفاره إلى خزانة الدولة؟.. * وما نقلناه لكم من كلام الناس هذا كان قد جهر به (شيخكم) الترابي عقب المفاصلة.. * قال إنكم وقعتم أسرى لشهوات السلطة والجاه والمال وغرتكم الدنيا.. * وترفعون - ما زلتم - شعارات الدين رغم بعدكم عنها وأنتم تعلمون.. * فاسمعوها مني - ومن الناس - يا من يعنيكم الأمر من أهل الوطني .. * وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا . الصيحة