قبل ثلاثة ايام فجر ابوقرده مفاجئة من العيار التقيل بتحول حركة التحرير و العدالة الي حزب سياسي يحمل اسم نفس الاسم طاويا بذلك صفحة من صراع طويل مع السيسي دارت حول كيفية ادارة الحركة و تسيير السلطة االاقليمية التي بدات يعد ايامه الاخيرة من عمر اما بحكم الاطار الزمني الذي رسمه لها اتفاق الدوحة او بحكم فشله الذريع في تحقيق اي نتيجة ايجابية على الارض حيث انها فاقمت الاوضاع على الارض و انتشرت الشعور بعدم الامان و ارتفعت اعداد النازحين و زادت معاناتهم و غاب التنمية في كل النواحى . ذلك بالرغم من الاموال الطائله التي نفقت في سبيلها . اعتقد ان ابوقرده و بحنكته السياسية استطاع ان يتغدى بالسيسي قبل ان يتعشى به الاخير، ولا شك ان المراقبين لمجريات الامور داخل حركة التحرير و العدالة يدركون الي اي مدى وصلت التصعيد فيها ، ومعروف لدى الكثيرون وبحسب مصادر موثوقة ان السيسي بدء التحضير بالانفراد بالحركة مبكرا حيث دفع بتعليمات مدعومة باموال كبيره الي المقربين منه للاستعداد بتحويل الحركة الي حزب سياسيى بعيدا عن انظار الاخرين و ذلك بعيد فشلة في ابعاد ابوقرده عبر اجتماع الامانة العامة العام الذي انعقد في العام المنصرم، وفي اخر محاولاته قبل شهر قام السيسي بادخال ضمن الترتيبات الامنية افرادا قال انهم جنودا الحركة وبعده بيوم فقط ارسل الاستاذ جعفر منرومدير مكتبه لتسجيل الحركة وتحويله الي حزب سياسي الخطوة التي تنبه اليه مكبرا ابوقرده وافشلها. وقد تبين عبر لجنة الفرز الذي كونه الحكومة ان اقل من عشرون فردا فقط من الذين ادخلههم السيسي يتبعون للحركات بينما البقية وهم اكثر من ثلاثة الف فرد ليس لهم علاقة بالحركة. كما سلفنا ان انقسام الحركة كان امرا متوقعا لدى المراقبين ومن المعروف ان السيسي سبق ان وجه اليه اتهامات في مرات عديده منها الانفراد بالرأي و اقصاء قيادات الحركة ، تعمد اهمال القيادات الميدانبة و تقريب بعض القيادات الرخوه بانتباع سياسة السلطة مقابل الطاعة العمياء ،اقصاء اصحاب الاراء الجريئة ، الفشل في ادارة شئون السلطة و الفساد و وحمايه الذين يفسدون باموال السلطة و احتضانه لهم ، التهرب من لقاء القيادات و اعضاء الحركة سواء من الميدانيين و العسكريين، ممارسة سياسة فرق تسد، اثارة النعرات توظيف المئات من الموظفين لا علاقة لهم بدارفور و اقصاء ابناء الاقليم و عدم الاكثراث بهموم الناس او الالتفات الي معاناتهم ،الاقامة الشبه دائمة بالخرطوم وترك دارفور بمشاكلها ، سد ابوابه على انوف الزوار من اعضاء حركة ،الميول الي الحياة الارستقرطية ، استخدام لغة اممية عاليا في مخاطبة البسطاء وغيرها من الاتهامات التي بدوره ادت الي تدهور شخصية السيسي وسقوطه في نظر اهل دارفور. في الحقيقة، نجح ابوقرده في ادراة الصراع بكياسة و مهارة عالية و تبنى خطة هجومية على كل الاصعد جعل من غريمة دوما في موقع الدفاع على سبيل المثال جاء قرار السيسي بفصل امينه العام بعد ثلاثة ايام من تسجيل ابوقرده لحزبه وبذلك صار قرار عديم الجدوى ، يعمد ابوقرده الظهور الكثيف عبر وسائل الاعلام لايصال اراءه و انتقاداته بينما يفضل السيسي عدم الظهور او توكيل الامر بعض قياداته الهشه مما يزاد في اضعاف موقفه اما المتابعين. ايضا التخبط واضعا عند السيسي حتى في الطريقة المتاخره باقاله ابوقرده والتي جاءت في الوقت البدل الضائع كما ارتكب نفس التهمه التي ظل يلصقه لغريمه وهي العمل خارج مؤسسات الحركة ، لو سلمنا جدلا انه صائبا في ذهب اليه علينا ان نتساءل كيف يمكن فصل الامين العام و المؤسس الفعلي للحركة في اجتماع انعقد بحضور فقط ثلاثه اعضاء من المكتب الرئاسي وهم ابو العباس و مختار عبدالكريم و شخصه الضعيف بغياب بقيه اعضاء المكتب الرئاسي و حتى الذين يحسبون له سجلوا غيابا ، هذا بغض النظر عن النظام الاساسي للحركة الذي لن يمنح الرئيس او المجلس الرئاسي الحق في اسقاط عضوية اي عضو من الحركة و حسب النظام ان ذلك الامر يقع ضمن صلاحيات المجلس الثوري للحركة الذي يراسه بخيت ضحيه و يهيمن عليه مجموعة ابوقرده. الاسئله التي تلهث عن الاجابات الان، لماذا يوجه ابوقرده علنا اتهامات خطيره في طريقة اداء سلطة السيسي ويتهمة بالفشل الزريع بينما يلجأ الاخير الي الصمت المطبق؟ لماذ يقدم الاول تقارير مدعومة بالارقام تبين مدى تفريط السلطة بمقدرات الدوحة ويكتفى السيسي بعدم الرد؟ الا يعلم السيسي سكوته هذا يعني ضمنا الاعتراف بالذنب و جعل من غريمه في مكان المدافع عن حقوق اهل درافور المهدره بين ملفاته؟ أيجهل السيسي بصمته هذا رفع من قدر غريمه و طار بشعبيته الي الافاق وبذلك قدم له خدمة مجانية؟ اذا متى يظهر السيسي ليبرأ نفسه عبر انجازاته خلال السنوات الاربع ان وجد له انجازات اصلا ويقطع الطريق امام ابوقرده؟ اخيرا تم ادارج اتفاق الدوحة ضمن دستور جمهورية السودان حسب التعديلات الدستورية الاخيرة مما يحتم على الحركات الموقعة علي وثيقة الدوحة ضرورة التحول الي احزاب سياسة يضمن لها ايجاد موطي قدم لها في المعادلة السياسية القادمة و الذي سيكون لها اثارا واضحة على تكوين السلطة الاقليمية التي يراسه السيسي قد يطاله هو شخصيا خاصه بعد فشله في لعب الدور المنوط به وعدم رضا الشريك الرئيسي وهو النظام في طريقه الي تدار بها السلطه و ابدء الوساطة القطرية صراحة لعدم رضاها في طريقة تنفيذه ولاول مرة قبل اسبوع عقب اجتماع لجنة تقييم الاتقاقية ... وهل يعد السيسي نفسه للخروج من السلطة الاقليمية يوما؟ [email protected]