هذا الذي تفعله الحكومة السودانية ليس بالجديد وليس من المهم دعوة المؤتمر الوطنى للحوار فى الوقت الذى يصادر فيه الحريات العاملة بكافة انواعها ومنها حرية التعبير وحرية العمل السياسى والعمل الاجتماعى، ويمنع اى نشاط جماهيرى لا يرغب فى قيامه (حتى بعض التجمعات التى لا علاقة لها بالسياسة مثل الاحتفال بيوم المرأة العام السابق)، وهذا العام قام بقفل مركز محمود محمد طه الثقافي وهذه الحكومة وتستخدم العنف المفرط لتفريق الحاضرين الذين لم يذعنوا لأوامره ويعتقل الذين يطالهم، ويصادر الصحف بعد طباعتها لمعاقبتها ماليا وإجبارها على الاستسلام لسياسته، ويفرض على الصحفيين قيودا كثيرة فى أداء عملهم ويعتقلهم أو يستدعيهم لابسط الاسباب، واحيانا كثيرة بلا اسباب، ويحتجزهم فترات طويلة، ويمنع الكثير ين من ممارسة عملهم الصحفى ويرغم الصحف التى يعملون بها على ايقاف اجورهم ليقطع أرزاقهم ويجيع اسرهم عقابا لهم على اتخاذهم مواقف وطنية ووقوفهم ضد الظلم والفساد، وتحذيرا لغيرهم بان هذا هو المصير الذى ينتظرهم إذا لم يخضعوا لمشيئته.. وغيرها من الإجراءات التعسفية والقمعية التى لا يتورع ولا يستحى الحزب الحاكم عن القيام بها ثم يزعم انه يسعى للحوار للاتفاق على الثوابت الوطنية والوصول الى معادلة يرتضيها الجميع لحكم البلاد..!! *لا تدهشنى أفعال المؤتمر الوطنى التى تتناقض مع أقواله .. فهكذا إعتدنا من المؤتمر الوطنى (بكافة مسمياته) منذ إستيلائه على السلطة فى البلاد فى عام 1989 .. حيث لم يف مرة واحدة بالوعود والأحاديث المعسولة التى أطلقها على لسان قادته عن الوفاق الوطنى والحوار .. وكل الخطرفات الآخرى التى سمعناها منه على مدى ربع قرن من الزمان جثم فيه على صدر الشعب وحكم البلاد ودمر كل مشروعاتها الوطنية الكبرى ونهب ثرواتها وعاث فيها فسادا بما يخدم اهدافه ويحقق المصالح الشخصية لقادته والموالين لهم .. بينا بقية الشعب إما جائع، أو ضائع، او مهاجر او فى رحلة بحث عن وطن بديل ومقام آمن وعيش كريم..!! ولكن ما يدهش هو قبول البعض لهذه الدعوة، أو النظرة الايجابية إليها والتفاؤل بما يمكن ان يتحقق منها .. وكأنهم ليسوا من أهل هذا الوطن ولم يعاصروا كل أكاذيب وأفاعيل وكوارث وجرائم المؤتمر الوطنى وإصراره على الانفراد بالسلطة وممارسة النهب والسلب حتى والبلاد تمضى فى طريق واضح نحو الهاوية والإنشطار والحرب الأهلية فى كل شبر فيها!! .. والغريب أن أغلب هؤلاء هم أكثر الذين تضرروا من النظام، واكثر الذين عرفوه وخبروه بل كان بعضهم جزءا منه ثم رماهم فى النار بعد ان استخدمهم لتحقيق مآربه وأجندته، كما انهم أكثر الذين يعرفون أن ما يدعو اليه الان من حوار ووفاق وطنى ووثبة وقفزة هو أكذوبة أخرى من أكاذيبه ولعبة جديدة من ألاعيبه المفضوحة ... إلا إذا كانوا سذج أو بلهاء ؟! وبما انهم ليسوا سذج أو بلهاء أو مراهقين سياسيين، فليس هنالك سوى تفسير واحد هو انهم منتفعون أو باحثون عن منفعة شخصية قبل ان ينقضى ما بقى من عمر..!! آه يا بلد .. يموت فيك المبدعون والأخيار كل يوم .. بينما يبقى المنتفعون والأشرار والمتآمرون خالدين ابد الدهر .. واضح أن حكومة المؤتمر الوطني يظهر خلاف ما يبطن وهو دائما يفرض سياسة الأمر الحل يكمن في أن يكون هناك حوار بين كافة القوى السياسية لمناقشة قضايا البلاد المصيرية ثم بعد ذلك تكوين حكومة انتقالية تنفذ مخرجات الحوار وتهيئ البلاد لإجراء انتخابات حرة نزيهة. هناك نقطة مهمة وهي تمويل هذه الانتخابات : معروف أن الانتخابات مكلفة جدا ، السؤال هو كيف يتم تمويل هذه الانتخابات والميزانية يوجد بها عجز كبير ؟ في انتخابات 2010 الدول الغربية مولت الانتخابات لتمرير انفصال الجنوب أما الآن فلا يوجد تمويل خارجي لهذه الانتخابات. لذلك يجب مقاطعة هذه المسرحية. فقد قام النظام الحاكم بتعديل قانون الانتخابات واعادة هيكلة مفوضية الانتخابات في الوقت الذي طرح مبادرة حوار الوثبة !!! هل يعبث معكم النظام الحاكم او يراوغكم .. النظام الحاكم يعمل بطوات مرسومة ومتكتكة تماما وفقا لحسابات دقيقة جدا وسيناريو مدروس من كل الجوانب بما فيها الاحزاب المعارضة وسيخرج عليكم بانتخابات في ابريل 2015م اسوأ اخراجا من انتخابات 2010 الشعب السوداني وغريمه النظام الحاكم كل منهما يدرك خطورة الاخر وكل منهما يتربص بالاخر وسيطيح احدهما بالاخر حتما ولذلك فان كل من الخصمين ينبغى علينا الاعتراف كمعارضة باننا سبب رئيسى فى اطالة عمر هذه العصابة الفاسدة الفاشلة الظالمة ولقد سنحت لنا العديد من الفرص والسوانح واولها اعدام شهداء رمضان عام 1990مرورا باعدام مجدى وجرجس واركانجلو وغيرهم من الشهداء بالاضافة لاجتياح قوات خليل ابراهيم وهروب الرقاص وعصابته وغيرها وغيرها انتهاءا باحداث سبتمبر2013 والان هذا النظام يترنح اقتصاديا واذا تم تنسيق حقيقى بين معارضة الداخل والخارج ستتم الاطاحة بهذه العصابة قبل ان ينشر الفاسد الاصم كشوفة ناخبيه المزعومين ادم فاضل ادم فاضل [email protected]