انَّ الحقودَ وإنْ تقادمَ عهدُه فالحقدُ باقٍ في الصدورِ مُغَيَّبُ وإذا الصديقُ رأيتَه مُتَمَلِّقاً فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجَنَّبُ لا خير في وُدِّ امرِئٍ متملقٍ حلْوِ اللسانِ وقلبُهُ يتلَهَّبُ بلقاك يحلف أنه بك واثقٌ وإذا توارى عنك فهو العقربُ يعطيك من طرف اللسان حلاوة و يروغ منك كما يروغُ الثعلبُ واختر قرينَك واصطفيه تفاخراً إن القرينَ إلى المقارَنِ يُنسَبُ فباى عين تنظرون اليوم لهذا البلد ... ثم تتباكون على حاله المكلوم الذى ما كان الا من صنع اياديكم فما كانت جريرته حين قفزتم على ظهره بالعسكر والبندقية وانتم ادعياء... هل نفذتم مشروعكم الحضارى والذى ماكان الاسراب يحسبه الظماّن ماء...اى جرم ارتكبه هذا الوطن حتى مذقتموه .... بحكمكم المر يرام إن حالكم اليوم حال الذئب البرىء من دم ابن يعقوب فانظر ياترابى الى الشعب الذى اصبح ينام منكم على وجع ويستيقظ على هم واسف ...فهل اشبعتم شهوتكم من الزعامة ثم ماذا بعد هذا؟؟... واليوم تعود لنا باكيا اسيفا على حالنا ام تريدنا إن نأسى على حالك انه حالنا ياشيخنا حالنا الذى ما كان ليسكن فيه شيطان الانقاذ لولا إن تسلطتم به علينا ..وكانت اذيتكم بالغة فى الشعب المغبون واليوم تنثر ما فى جعبتك من عاطفة وشجون... بعد إن فات اوان البكاء ... وجف دمع العيون فقد قتلتم السودان ...ومشيتم فى جنازته... وما حالنا وحالك الا كمثل طائر نزل بساحتك فادخلته فى قفص بعد إن سام على يديك كل اصناف العذاب والتغريب ثم اخرجته من القفص ..وعمدت الى اجنحته فكسرتها تماما بيدك وقلت له انت حر ايها الطير الجميل.. فلك الفضاء كما تشاء ....ثم بكيت أيها الشيخ ملء جفونك حزنا واسفا ليس على الطائر ولكن على حالك وانت سقيم تحمل اوزار ما صنعته وما ارتكبته من ضرر جسيم فى حق هذا الشعب ثم تسال نفسك اليوم بعدها لماذا لايطير هذا الطائر الكسير ... لقد جلبتم الداء الدفين حتى انتشر وتمكن سوس الفساد من نخاع كل خلية من خلايا البلاد رعيته بمباركتك وربيته وشجعته ونثرت له من الاغراءات حتى باض وفقس فلماذا البكاء ...اذا ايها الشيخ اين انت وكيف كنت .. واليوم تستجدى حنين شعب كسرت ظهره واكلت عمره ورميته بنبلك فمضى سهمك ونلت مبتغاك ..واخترق الجلد ثم اللحم واستقر فى نخاع الوطن...اتبكى القتيل وانت القاتل.... ونقول لك لاعليك فلاتحزن واطمئن ياشيخ الترابى فنحن لم يبقى لنا ما نحزن عليه اكثر فقد قسمت عصاباتكم بلادنا الى نصفين ..وجاع بسببكم العباد وانتشر المرض وعمت الفوضى واحتدمت الصراعات وكثرت الفتن وعم الغلاء ودمرت المشاريع وتناثر الشباب فى ارجاء المعمورة بحثا عن لقمة العيش فهاجرت الكوادر وامتلات المقابر.. فاطمئن يا شيخنا وقر عينا فقد زاد الفساد وتفككت الاسر واستلبت الانقاذ مقدرات البلاد اطمئن ايها الشيخ اصبح السودان بفضل جماعتكم غير مرحب به فى الخارج بعد إن ضربت حول بلادنا العزلة وفرضت عليه العقوبات فاطمئن اطمئن إن من جلبتهم لنا حكموا بالباطل وظلموا الشعب واستباحوا الحرام كثرت المخدرات وامتلأت الشوراع بالعطالة والمرضى واصبحت جماعاتكم هم الصفوة والاثرياء زادت كروشهم وتضاعفت قروشهم ولكن ابشرك سيأتى يوما يسقطون من عروشهم ... فالله المستعان... وغرورُ دنياك التي تسعى لها دارٌ حقيقتُها متاعٌ يذهبُ والليلُ فاعلم والنهارُ كلا ماأنفاسُنا فيها تُعَدُّ وتُحْسَبُ وجميعُ ما حصلتَه وجمعتَه حقاً يقيناً بعد موتِك يُنْهَبُ تبّاً لدارٍ لا يدوم نعيمُه ومَشيدُها عما قليلٍ يخربُ [email protected]