فى مقال عبد الوهاب الافندى بعنوان سقوط الرئيس البشير كتب ان البشير كانت لديه فرصة واضاعها فى اول ايام انقلابه المسلح على الشرعية وذكر ان البلاد كانت فى اتون حرب اهلية مدمرة وشلل سياسى وعلى حافة الانهيار الاقتصادى والعسكرى ولو سلمنا جدلا بصحة كلامه وهو غير صحيح على الاطلاق واعترف ان الوضع لم يكن طبيعى وان البلد كانت فعلا فى ازمة الكل معترف بها ولذلك قبل انقلاب او تمرد الحركة الاسلاموية على السلطة الشرعية كان الوضع كالآتى حكومة وحدة وطنية اشترك فيها كل اهل السودان عدا الجبهة الاسلامية تكونت هذه الحكومة فى القصر برعاية ميرغنى النصرى ومولفقة كل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والنقابات عدا كما ذكرت الجبهة الاسلامية التى رفضت مع ان السيد الصادق اتصل بهم ليشاركوا حتى يكون هناك اجماع ولكنهم رفضوا واعدوا العدة لامر آخر المهم هذه الحكومة (حكومة الوحدة الوطنية) كانت تحضر لوقف اطلاق النار مع الحركة الشعبية وكان سيتم هذا الامر فى اجتماع مجلس الوزراء فى 4/7/1989 والتحضير لمؤتمر قومى دستورى لمناقشة ووضع مسودة لكيف يحكم السودان فى جو من الحريات السياسية والصحفية واستقلال القضاء وكل حزب او جماعة يجضروا طرحهم ويتناقش الناس ليخرجوا بالتراضى والوفاق لكيف يحكم السودان وكمراقب من الخارج شعرت ان معظم السودانيين فرحوا لهذا الامر وكذلك معظم الدول لان السودانيين قرروا انهاء الحرب والحوار السلمى لكيف تحكم بلادهم خاصة ان التمرد بعد هزيمته فى الكرمك وقيسان ادرك ان الحل العسكرى مستحيل وفى الجنوب الحكاية كر وفر ولا منتصر فيها بمعنى ان كل السودانيين والعالم ادركوا ان الحرب عبثية ولا منتصر فيها ولابد من الحل السلمى ولم يكن هناك تقرير مصير ولا ايقاد ولا اصدقاء ايقاد الخ الخ لكن الحركة الاسلاموية التى يتواضع امام كذبها مسيلمة الكذاب صورت للناس غير ذلك وان الحكومة باعت الشريعة لقرنق الخ الخ ومظاهراتها ومسيراتها ورفعها للمصاحف تذكرون ذلك جيدا ولم يعترضها احد ولم يوقف صحقها احد الخ الخ نعم الوضع كان سيىء لكن برنامج حكومة الوحدة الوطنية امطى السودانيين الامل والحلم بوقف الحرب وحل المشكل السياسى بالحوار السلمى وابت الحركة الاسلاموية السودانية الملعونة الا ان تجهض هذا الامل والحلم بانقلابها فى 30 يونيو 1989 وبدأت ماكينتها الاعلامية وافرادها فى الكذب ليبرروا انقلابهم على الشرعية الشعبية حتى صدقوا كذبهم وصدقه الغوغاء والجهلاء ماذا تتوقعون من انقلاب بدأ بالكذب ولا يزال يكذب على الناس والمصيبة يا دكتور الافندى وانت معاصر لكل الاحداث لا تذكر ولو بكلمة حقيقة عن حكومة الوحدة الوطنية التى التف حولها كل السودان عدا الجبهة الاسلامية وبرنامجها المحدد فى وقف اطلاق النار والعدائيات والتحضير والاشراف على المؤتمر القومى الدستورى حتى ان معظم السودانيين نسوا امر حكومة الوحدة الوطنية وانساقوا وراء اعلام الحركة الاسلاموية الكاذب وصاروا يرددون بكل غباء وبلاهة فى ان الوضع كان سيبئا ومافى رغيف ومافى بنزين ومافى امن والجيش ما لاقى احذية يلبسها الخ الخ وكل هذا الكلام الفطير وحتى لو كان صحيحا لكن حكومة الوحدة الوطنية التى كونت فى القصر بشرعية شعبية ومن كل الفعاليات السياسية والمدنية والنقابية الا الجبهة الاسلامية بدأت فى اولى خطواتها لاصلاح الوضع السياسى والاقتصادى والامنى بمشروعها لوقف اطلاق النار والعدائيات والحوار القومى الدستورى!!!!!!!! اقسم بالذى رفع السماء بغير عمد ترونها ان مسيلمة الكذاب يتوارى خجلا من الحركة الاسلاموية السودانية التى فاقته فى الكذب والضلال ارجعوا لبيان انقلابها الاول وانظروا لحال الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا وعلاقاته الخارجية وشعبه المشرد فى الخارج والداخل والجنود الاجانب الذين حضروا فى عهدهم لحماية مواطنى السودان من حكومتهم وهذا لم يحصل فى اى عهد منذ استقلال السودان وسبق ان كتبت مقالا عن هذا الموضوع حتى يعلم الشبان صغار السن كيف كان الوضع السياسى قبا انقلاب الانقاذ الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال ان المؤمن او المسلم لا يكذب والحركة الاسلاموية السودانية هى الكذب يمشى على قدمين !! [email protected]