*مذبحة الصحافة التي وقعت بالأمس بمصادرة أربع عشرة صحيفة بعد الطبع، كتب هذا الحدث هو الأول في تاريخ الصحافة في السودان، وخطورته تكمن في أن هذه الخطوة ربما تمثل بداية المسير نحو مزيد من الإقصاء والتخويف، فمهما كان الحدث وآثاره ومهما كانت أخطاء الصحف في التناول فهذه المصادرات لا تتسق مع الحدث نفسه، فالصحفي يواجه عقوبات عدد من القوانين، أولها قانون الصحافة والمطبوعات، ثم القانون الجنائي 91 وقانون أمن الدولة وقانون المعلوماتية، فكل هذه السيوف المسلطة على الأقلام لم تكفِ حتى تُضاف اليها هذه المصادرات المتعسفة؟! *وقال (بلال في منبر وكالة السودان للأنباء إن وزارته ليست معنية بمصادرة الصحف وإن ما حدث استند على تطبيق قانون جهاز الأمن والمخابرات، لافتاً إلى أن الوضع الراهن لن يتغير إلا حال تغيير قانون الأمن عبر توافق سياسي خلال الحوار الوطني، ورفض بلال مداخلات في منبر سونا دعته لتقديم استقالته على خلفيه مصادرة الصحف، وقال إن ما حدث ليس كافياً لاستقالتي. ) *السيد وزير الإعلام يؤكد في كل أزمة تمر أنه ملكي أكثر من الملك، لكن تنصله من مسؤوليته عن الصحافة، فإننا نعلم أن مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية يتبع لرئاسة الجمهورية، ولكن ذاكرة الصحفيين في هذا البلد المأثوم لم تنس أبداً أن السيد/ وزير الإعلام أرغى وأزبد وهدد وتوعد بأنه سيطلب من السيد/ رئيس القضاء بإنشاء محكمة خاصة بالصحافة وقاض مختص، فهل كان في تلك المطالبة مسؤول عن الصحافة وعندما وقعت المذبحة صارت مسؤولية المجلس؟! ولماذا يكيل الوزير بمكيالين؟ ونفس هذه المكاييل مارسها بخصوص المراكز الثقافية التي تقاسم إغلاقها مع شقيقه الوزير الشقيق محمد يوسف الدقير وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم: حيث أغلق مركز الأستاذ /محمود محمد طه الثقافي وأغلقت وزارة بلال اتحاد الكتاب السودانيين، بذات المسجل العام للجماعات الثقافية مولانا إقبال الحسن محجوب وهي ترتدي قبعة ولائية وأخرى اتحادية!! *إن ما جرى من مذبحة صحفية مؤسفة لهي النذير العريان لما سيؤول إليه الحال في مناخ الحريات الصحفية والحريات العامة، والوزير الذي يتحاشى الاستقالة على اعتبار أن ما حدث لا يكفي ليقدم استقالته!! وحقيقة لا ندري ما الذي ينبغي أن يحدث حتى يتكرم سيادته بهذه الاستقالة الكريمة؟ ومن هو المسؤول عن تردي الأداء الإعلامي عموماً؟ وحسب علم وزارته من هي الأصابع التي تعمل على التمييز بين صحيفة وأخرى في فرص الإعلان؟ بل حتى فرص الصحفيين في المؤتمرات الصحفية التي يديرها السيد والوزير والانتقائية التي يمارسها بلا عدالة؟ سيد بلال أكرمنا باستقالتك أكرمك الله.. والمطلوب الآن موقف موحد تجاه مكابدة الصحافة والصحفيين الذين يحاكمون بخمسة قوانين.. وتقول لي ما بستقيل؟! وسلام يااااااااوطن.. سلام يا برمة يتوعد بمحاسبة الفريق صديق لتأييده بقاء البشير رئيساً!! هههههههه ومن سيتوعد الإمام بالمحاسبة بقبوله لابنه مساعداً للرئيس ورتباً أخر.. وسلام يا.. الجريدة الأربعاء 18/2/2015 [email protected]