بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ظل التعايش الديني والتسامح المجتمعي في سودان قبل الانفصال سمة ملازمة للسودان ذاك الوطن وللسوداني نعم الانسان في ذلك الزمان ولفترة ليست بالقصيرة بعد الاستقلال او قل بعد الابتعاد عن الحكم الراشد وتباعد السنوات عن منطقة جذب وتأثير ذلك الحكم , تسرب الي المجتمع مكون تأثيرات وافد الافكار من شيوعية تعمل في طبعها بعكس تيار موروثات المجتمع السوداني وحركة ( اخوان مسلمون) تحمل صحفا مصرية في تفسير الاسلام وتطبيقاته في بيئة يتناحر فيها القبطي والمسلم بطريقتهم الخاصة التي لا تعرف البيئة السودانية مثيلا لها . لم تكلف النخبة السودانية الحاملة للفكرين الوافدين الي بيئة التسامح والطيبة في فحص البضاعة التي يحملونها للبيع في ارض السودان وعمدت الشيوعية الي تقطيع الارجل السودانية لتناسب مقاس الحذاء الشيوعي الوافد فكانت مايو جوادها الابيض عبثت من خلالها في بنية الاقتصاد تأميما ومصادرة يشياعهم في ذلك ناصريون وقوميون وبعثيون وبرامكة من بقايا ما اكل السبع فهرب رأس المال ورجاله من يهود واقباط واغاريق وارمن عاشوا ردحا وتمتعوا بالجنسية السودانية وسودانيون اخرين وأقعدت تلك الممارسات الفطير الاقتصاد السوداني الي يومنا هذا وبالرغم من التراجع عن قرارات التاميم والمصادرة الا ان صحن الصيني لم يعد كما كان قبل الكسر فانفرط العقد الي يومنا هذا. ولم تذهب ( الاخوانجية) بعيدا عن الحاق الدمار يهز بنية المجتمع وفي اول سرية بعثرت تماسك الديمقراطية وحرية التعبير في ستينات القرن الماضي من خلال تحريك الشارع لحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان فتذوقت اول انتصار علي غريمها التاريخي ثم توالت معاركها ووزاد وزنها في عهد نميري ( النسخة الاسلامية) ففصلت قوانين سبتمبر1983 مفتتحة عهد وضع الاحزاب التقليدية بين حدي المقص واستعملت ايضا ذات البدرية يساندها عدول رجلين غيب الله ذكرهما الان وكان اغتيال شهيد الرأي والكلمة المرحوم باذن الله الاستاذ محمود محمد طه نتاج تلك القوانين ثم في نفس طويل صبروا علي نميري الي ان حان قطافه ووجدوا ضالتهم في بعض الاحزاب السودانية المنبت فكرا وتطبيقا والتي فات عليها مكر الجماعة فاستقووا بها وتمكنوا من البقاء في الساحة انتظارا لفرصة اخري لابتهالها وتسديد ضربة موجعة لنسيج المجتمع السوداني فكانت الانقاذ ضالتهم وعجلهم الذي انتظروه لاربعين عاما فقسموا السودان بين دار اسلام ودار اخري يذهب اليها الجنوب الحبيب وما تزال ذات الافكار تدور في رؤوسهم لتغييب كنائس كاودة وكادقلي واحياء سلطنة دار فور ومملكة الفونج فمثلث حمدي لا يعترف بتلك الاقاليم . اترك الصورة للقارئ كما هي ليعمل الفكر ويتابع مسيرتنا خلال فترة ما بعد الاستقلال فستكون مخرجاته كما يلي: تقاذفتنا افكار شيوعية واخوانجية وافدة متطرفة علي نقيضين من بيئة افكار واهل السودان. بكل سماحة اهل السودان توزعنا بين هذه وتلك من اجل رغد العيش ولم نعلي قيمة الوطن التراب والانسان. الصحوة الوطنية ضرورة للجم التطرف بشقيه واعمال مبدأ التسامح الديني والدعوة الي الله بالحسني ولنا في تطبيقات رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام في صلح الحديبية خير قيادة للتسامح والحكمة في ضبط المقال. الاسلام باذن الله منصور بقدرة الواحد الاحد وسيعم الارض وليس بالضرورة في حياة الترابي والبشير وعلي المتحدثين من حركات الاسلام الكف عن خطوطهم الحمراء والاحتكام الي صوت العقل ونبذ هذا الغلو والتطرف. هذا ما اود اثباته انهما سيان في تدمير السودان التراب والانسان ----- الشيوعيون والاخوان المسلمون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد [email protected]