في مساء السبت كانت دار الجالية السودانية بتورنتو موعودة باحتفال أفرادها بيوم المراة العالمي، حضور مكثف غلب طابعه التواجد النسوي المضاعف دوما للعنصر الرجالي، أتين بكامل زينتهن وما يحملنه من أطباق للمشاركة والتفاعل والتلاحم والتضامن فى يومهن العالمي فصنعن الفرح بأريحية التواجد والتواصل ليبقى القول وشهده دوما هو إن المكان بالناس. بدأ برنامج الإحتفالية فى تمام الثامنة مساء بتقديم الأستاذة ناهد باشا أحد رائدات الحراك المتفاعل بالجالية دكتور النور نادر النور الرئيس المنتخب للجالية فى دورتها الجديدة لقراءة آيات من القرآن الكريم، بعدها طلبت الأستاذة ناهد من الحضور أن يقفوا دقيقة حدادا على روح الشهيدة سمية بشرى الطيب المرأة التى أصيبت بطلق ناري في مظاهرات الحماداب وتوفيت لاحقا بمستشفى ابراهيم مالك فى 23 فبرائر بعد 25 يوما قضتها بالعناية المكثفة، ثم اعتلت المنصة السيدة حنان الديب عضو لجنة المرأة بالجالية وخاطبت الحضور فى كلمة تعريفية بيوم المرأة العالمي مدعمة حديثها بفيلم تسجيلي باللغة الإنجليزية عن دور المرأة ونضالها، ثم أعقبتها السيدة سليمى يوسف رئيسة الإتحاد النسائي السوداني فرع كندا حيث تناولت الدور النضالي للأستاذة الراحلة سعاد أبراهيم أحمد طوال حياتها،، بعدها أعلنت المنصة عن فترة راحة تناول الجمع فيها ما طاب ولذ من مأكولات شهية استمتع بها الحضور. بعدها واصلت الأستاذة ماجدة ميرغني فى الحديث عن الجوانب الإنسانية فى حياة الراحلة سعاد ابراهيم أحمد، ثم تحدثت الأستاذة نجاة الزبير إحدى رائدات العمل النسوي فى سرد تحليلي للحركة النسائية مع مختلف الأنظمة، ثم أعقبت حديثها الأستاذة هيام هاشم وتطرقت بإسهاب عن الهجرة وإختلاف الثقافات وأثرها على المرأة المهاجرة بصورة عامة والسودانية بصفة خاصة وعلاقتها بالأسرة وأبنائها الذين ولدوا ونشأوا فى مجتمع ثقافاته تختلف جذريا عن تلك التى نشأت فيها الأم وكيفية مواجهة الأم لكل التحديات التي تواجهها وأبنائها يكبرون تحت أعينها في ظل المتغيرات التي حولها. بعدها فتح الباب للنقاش وقد كان واضحا ان هناك قصور ونقاط مهمة لم يتم الحديث عنها الشيء الذي حدى بالأستاذة آسيا وفي أول فرصة للنقاش كانت من نصيبها أن تلوم القائمين على الإحتفالية بأن كل السيدات اللاتي تحدثن لم تتطرق أي منهن على الإنتهاكات الصارخة التي تحدث ضد المرأة في ظل النظام الحالي ولم يتطرقن بالحديث عن أزمة نساء دارفور وإغتصاب 200 إمرأة بينهن قصر في قرية تابت، تلك الفضيحة التي هزت الضمير العالمي، إنفعلت السيدة آسيا واصفة الإحتفالية لا تعدو عن كونها برجوازية الإخراج......!!!! حيث تفاعل معها كل الحضور بالثناء والتصفيق على إثارة هذه النقطة المهمة بما فيهم الأستاذة هيام ومن معها على المنصة حيث شكرنها على طرحها سؤالها المهم، وفى سياق تبريرها بعدم الحديث عن تلك الأنتهاكات ذكرت الأستاذة هيام بأنهم لم يغفلوا عن ذلك قصدا وقد كان ضمن فقرات البرنامج أن تأتي سيدتان تتحدث إحداهما عن قضية دارفور والأخرى عن معاناة المرأة قي شرق السودان خاصة والوطن عامة تحت وطأة هذا النظام ولكن لأسباب لا يعرفونها لم تأتي السيدتان ولم تتصلان حتى آخر لحظة.....!!! ثم تطرقت السيدة سهام عريبي للدور الإيجابي الذى تقوم به المرأة لدعم أنشطة الجالية الإجتماعية وإستحداثها المظلة الداعمة ماديا لتوفير كل السبل التي تجعل من الجالية ودارها مكونا قويا يخدم أعضائها بطرق شتى، ثم تحدث الأستاذ عبدالله الخليفة حاثا نساء الجالية بإبتكار يوما أسبوعيا يتواجدن فيه بالدار بدلا عن مرة كل شهر فى يوم الأسرة وذلك أسوة باليوم الرجالي الذي يتجمعون فيه كل جمعة مما يجعل من الجميع أسرة تعمل من أجل جاليتهم. وفى الختام تم تكريم بعض سيدات الجالية اللاتي لهن نشاط هميم لخدمة أبناء الجالية ودارهم بتفاني منقطع النظير حيث وقفت الأستاذة كوثر ومعها السيدة سهام عريبي لتقديم بعض الهدايا الرمزية للمكرمات وهن السيدة مريم نبق والسيدة علوية البكري والسيدة سميرة عابدين والسيدة مريم جمعة. إنتهت الفعالية الساعة 12 ليلا وقد كان حضورها جميلا ومشهودا ولكن شابها عدم التنسيق الجيد بين لجنة المرأة بالجالية وفرع الإتحاد النسائي السوداني بكندا الشيء الذي لم يخرجها بالصورة التي كان يطمح إليها الجميع. وفي تقديري أن أول الإخفاقات هو حصر نضال المرأة السودانية خلال ال 60 عاما الماضية فقط والذي بدر الحديث به عن الأستاذة سعاد ابراهيم احمد متناسين نضالات الكنداكات الكوشيات قبل 2000 عاما حيث أماني ريناس وأماني شكتو وأماني تيري وبالطبع فإن الكنداكة الملكة أماني ريناس قادت الجيوش ضد الرومان وأسرت من جنودهم الكثيرين وأخذت منهم تمثال أغسطس ورجعت به كما انها غيرت زهرة اللوتس بزهرة سودانية خالصة،، وتغافل الحديث عن نضالات مهيرة بت عبود وملكة الدار محمد وزوجة البطل علي عبداللطيف وتفاعل نساء عظيمات مع حركة المجتمع السوداني وخدمته مثل ثريا التهامي وخالدة زاهر ودولت الحسن ومحاسن عبدالعال وبتول عيسى وفاطمة احمد ابراهيم،، كما لم تتطرق أي من المتحدثات وكما ذكرت الأستاذة آسيا لقهر المرأة السودانية فى ظل هذا النظام بالجلد والسجن والإغتصاب والقتل ولا للظلم الواقع للمرأة فى شرق السودان والنيل الأزرق وجبال النوبة وأم الكوارث دارفور،، وإن كانت هذه المناقشات قد سقطت سهوا لعدم حضور بعض المدعوات من المتحدثات ولربما عدم التنسيق الجيد لكن نتمنى ونرجو أن تخرج التظاهرات القادمة بصورة أجمل وفي النهاية يبقى مجرد الحضور والإحتفال فى حد ذاته شيء عظيم،، وفي يوم المرأة أهنيء كل نساء الجالية ونساء بلادي بيومهن وكل عام وهن بخير وسعادة. ....أبوناجي... تورنتو