هذا شئ لا يصدق. سته ايام فقط وعدد المشاركين في صفحتنا علي الفيس بوك (قناة بلدنا الفضائية) الجديدة البسيطة المصممة باقل امكانيات فنية وبلا ترويج يصل عدد المشاركين فيها الي 60 الف سوداني اصيل؟ انه شئ لا يصدق. هل يمكن ان تكون توقعاتنا في مكانها وان رهاننا علي شعبنا الابي الكريم في محله؟ وهل سنستطيع (نحن الشعب) ان ننجح في تجميع اكثر من 20 مليون سوداني حولنا وان قناتنا الحلم ستصبح حقيقة رغم ان عدد مقدر منا لا يملك قوت يومه؟ انه فعلا شئ لا يصدق. ولكن صراحة كل ذلك يمكن تصديقه. اما الشئ الغير قابل للتصديق فهو ان كل الناس الذين اتصلو بنا عبر كل الوسائل كانت رسالتهم واحده وهي (نحن نكره الكيزان). وكنا كلما نتحدث مع احدهم ويبدأ في التعبير عن مكنوناته, نقول له: لقد سبقك فلان من البلد الفلاني قبل قليل بهذا.. حتي بدانا نشك في ان المتصل واحد باسماء وهمية ومن اماكن مختلفة من العالم..حتي من جنوب السودان وبلهجة عربي جوبا حدثنا احد المتصلين عن جاهزيته لتقديم كلما لديه من اجل اسقاط هذه الحكومة الظالمة. سوف لن تتوقف المسيرة لانها اداة جديدة للتغير يشارك فيها الاف الكادحين من ابناء وبنات شعبنا. لن تتوقف حتي يعلم كل السياسين والانتهازيين والمرجفين واصحاب الاغراض الخاصه ممن لم يتوقفوا لحظة من استغلالنا والحديث باسمنا لاجل تكديس المال باننا احياء. سيتفاجأ هؤلاء الانذال عندما يتنقلون قريبا بين قنوات تلفزيوناتهم فيجدونا امامهم مرفوعي الرؤوس رافعين علامة النصر بكبرياء. ولكن من هو م. ع. إ. هذا الذي جعلناه عنوانا لمقالنا اليوم, وماعلاقته بقناتنا المرتقبه؟ انه (الطفل المعجزة) الذي سنفتتح به برامجنا عن الاربعين حرامي (علي وزن المجلس الاربعيني). وسنبأ به لانه مثل (القُراده) في جسدنا يمتص في دمنا يوميا بطريقه لو توقف عنها يوما, لجعل مدارسنا مكتملة الفصول وطلابنا غير محتاجين لشراء الكتب ومرضانا غير مجبرين علي مد ايديهم طلبا لقيمة الدواء. هذا الرجل ليس له مثيل في تاريخ السودان منذ تأسيسه في اكل اموالنا بالباطل. اتحدي اي شخص ان يدلني علي كابتن طائرة او كمساري في قطار او سائق بص سفري قد قام برحلات خلال 26 عاما كما فعل هذا الرجل. في يوم ما اتصلت باحد اصدقائي كان يعمل موظفا في بنك السودان وطلبت منه ان يطلعني علي قيمة بدل السفرية التي يتقاضاها الوزير في حكومة الكيزان في اليوم الواحد. فقال لي انها لا تقل عن الف وخمسمائة دولار. قلت له: هل استطيع ان اعرف عدد الايام التي سافر فيها احد الوزراء خلال فترة ما؟ فقال لي: يمكنك الحصول علي ذلك من وزارة المالية الاتحادية. فاتصلت باحد الاخوة في وزارة المالية وسالته عن بدل سفريات هذا الرجل فقال لي: بدل السفريات في ظل هذه الحكومه لا يتم اخذه مباشرة من وزارة المالية لان بعض الوزارت والهيئات الحكوميه قد درجت علي تجنيب اموالها لمثل هذه الاغراض. وعندما سالته عن الرجل قال لي: علي اقل تقدير منذ مجئ الانقاذ يمكن ان يكون قد سافر مايقارب 300 يوم في السنة. 300 يوم في السنه؟؟؟ وكانت النتيجة مذهلة عندما جلست امام الالة الحاسبة وضربت 300 يوم في 26 سنه في الف وخمسمائة دولار. قرابة الاثنا عشر مليون دولار حصيلة ماجمعه الرجل من بدل السفريات فقط. اما اذا طلع كلام صديقي خطأ واصبح بدل السفرية للوزراء, كما قال لي اخر, حوالي 2000 دولار, فستكون خزينة سيادته قد دخلها (بلاخروج) غرابة ال 16 مليون دولار. واذا اضفنا قيمة تذاكر السفر له وللوفد المرافق له والزمن المهدر يكون قيمة مافقدناه لا تستطيع الاله الحاسبه ان تستوعبه. ماذا نسمي هذا بربكم؟ مافائدة استمرارالسفر الي خارج السودان اذا كانت علاقتنا بالخارج قد وصلت الي درجة القطيعة الكاملة مع معظم الدول حتي التي كانت تجمعنا بها علاقات قويه مثل الكويت والامارات العربيه؟ نحن لا نحقد علي هذا الرجل ولكننا نضحك عليه لانه يتخيل بانه يضحك علينا بحركاته الصبيانيه هذه. لم يجئ يوم شاهدنا فيه خبرا لسفر وفد الي خارج السودان علي التلفاز الا وراينا صاحبنا هذا (منحشرا) وسطه كالطفل. كان مع د نافع عندما تم قذفه بالكرسي الزائع الصيت في لندن. وفي افتتاحه لذلك المعرض الغريب الاسم في تلك المدينة الغريبة الاسم ايضا في اعماق الصين لمنتجات سودانية غير موجودة اصلا. اما مايثير الدهشه والسخريه هو سفريته الي الرياض لتكريم الراعي السوداني المشهور في سفارة السودان في الرياض, ثم ياتي بعد كل هذه الملايين المنهوبه من افواه اطفالنا ليقول بانة سيكسر ايدينا. يا مصطفي!! ياود يامصطفي!! ارعي بي قيدك يابتاع الرعاة انته. [email protected]