بسم الله الرحمن الرحيم النظم الديكتاتورية الشمولية التي سيطرت على الوطن العربي عقوداً من الزمن..لم تكن تعطي فرصة حقيقية لذكر مفهوم الشرعية..سوى الحديث عن الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية ..ثم يكون الجمود ونسيان العبارة ومفهومها..بعد أن يكون الحاكم خالداً مخلداً في ثقافة الحزب الواحد وإعلامه .. بيد أن التغيرات السياسية التي اطلت برأسها عقب ما سمي بالربيع العربي..أعادت العبارة للاستخدام اليومي ..لكن المفارقة ..تم مط المفهوم الذي أصبح كرة تتقاذفها الأطراف وفقاً لرؤية كل فريق..تذكرت عندها جملتين شعريتين للتجاني سعيد في ديوانه الوحيد ( قصائد برمائية )قبل طلاقه للشعر يقول يقول فيهما: القاتل ثائر في لغة الثوريين والثائر قاتل في لغة المقتولين فعند بداية الاحتجاجات على النظام السوري..بدأ الغرب والمعارضة يصفان بشار الأسد بالفاقد للشرعية لقمعه المظاهرات المناهضة له والتي كانت جديدة على النظام العربي.. فما كان منه إلا أن أجرى انتخابات أعلن بعدها أنه الشعب قد منحة الشرعية.. أما مصر فقد نالت نصيب الأسد من تنازع المفهوم بين الإخوان المسلمين وبقية المصريين الذين رأوا ن محمد مرسي قد فقد شرعيته الشعبية بعد الثلاثين من يونيو..ووصف الإخوان السيسي بالانقلابي الفاقد للشرعية الساطي عليها..وكان شعار مرسي رئيسي..حتى كانت اعتصام رابعة وسيل الدماء المهدرة..وما زال الوصف سارياً حتى بعد إجراء الانتخابات..وكادت تونس أن تدخل الدوامة لولا وعي الشعب التونسي وانحناء الغنوشي للعاصفة..وما زال القتال دائراً في ليبيا باستخدام نفس المفهوم.. وهاهي اليمن تدخل على الخط بقوة ..حيث يرى الحوثيون وعلي عبد الله صالح أن هادي قد فقد الشرعية بزحف الجماهير ونهاية ولايته.. ويرى مناوئوهم أن عبد ربه هو الرئيس الشرعي المنتخب.. لكن الجديد هنا هو تدخل التحالف بقيادة السعودية لصالح الرئيس الشرعي المنتخب وفق سلة أهدافهم المعلنة..وكان مؤتمر القمة الأخير سوقاً لتثبيت الشرعيات في اليمن وليبيا...لكن المفارقة كانت في استمرار نزع الشرعية من الأسد.. وبلادنا نالت وما زالت تنال نصيبها ..فلأجل البقاء في السلطة ..تجري الانتخابات التي لا طائل منها ..إلا أنها تتم لاكتساب الشرعية. ولئن كان هذا هو حال الحكومات والدول..فإن مجال الفضائيات قد استخدمه كل طرف حسب دعمه..وبعد أن كانت الجزيرة مثالاً يضرب في المهنية ..كشفت وجهها خاصة بعد إزاحة مرسي..وكانت العربية في المقلب الآخر..وهاهي الميادين التي أسسها غسان بن جدو عقب رفضه خط الجزيرة تتحوصل في المحور الايراني السوري وحزب الله وأخيراً الحوثيين..أما المستقلة فلا مسمىً فيها يطابق محتواها..وبفعل وجود قطر والسعودية في التحالف..توحدت توجهات العربية والجزيرة على غرار إن المصائب يجمعن المصابينا.. لكن الثابت أن كل الوطن العربي يدرك ويحلل ما وراء كل موقف ..ورحمة الله على الحياد المتوهم في الفضائيات الإخبارية ..اللهم إلا البي بي سي والفرنسية 24 فهي الأكثر مهنية ومصداقية ..رغم تمثيلهما للدول التي أنشأتها. [email protected]