في الليلة الظلماء يفتقد البدر، الموت حق، والقبر باب كل الناس داخله، وكل ابن انثي وان طالت سلامته يوما علي آلة حدباء محمول. لوعة المشهد تكتسي طابع الحزن، والمآقي معبئة بأباريق بحسبنا الله ونعم الوكيل، عندما يخبرك احدهم انه قد تحدث مع الراحل المقيم العوض المسلمي قبيل عشرة دقائق فقط من وفاته، بانه قد تسامرنا وتحدثنا عن الحياة والسياسة والله يلطف بعباده، ثم يغلق الموبايل وبعدها بنصف ساعة يتصل متصل اخر تظنه العوض، لكن تسمع ان الشخص الذي كنت تحدثه قبل نصف ساعة، وكنت تدردش معه قبل نصف ساعة، الشخص الذي وعدك باذن الله سيكون معكم في شهر يونيو، هذا الشخص انتقل الي جوار ربه الان في المستشفي، حيث انه لم يكن يعاني من سقم سوي انه فجاءة شعر بألم صدره بجنبه الايسر ثم هرع به الي المستشفي لتسافر الروح الي بارئها ويبقي الجسد ممدا منتظرا الدفن. الي علياء الله عرجت روح الاخ العزيز المهذب الشفيف النقي الدواخل والكاتب العوض المسلمي، لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل، شهد له الجميع بتواضعه الجم ونجدته للملهوف، وشهد له الجميع بدماثة الخلق، ابتسامته لا تغادره ابدا، رحل عن الفانية اثر ازمة قلبية لم تمهل كثيرا، تاركا لنا كتابات هنا وهناك ودموع حارقة بطعم الملح. الحياة تمضي لا شك في ذلك، ولكن سنحمل الم فراقك في دواخلنا اخي العوض كوشم ابدي في مسام القلب، ولن انسي قط زيارتك لنا لتفقد والدي يرحمه الله عندما كان طريح الفراش بمستشفي ابراهيم مالك أنت وشقيقك محمد المسلمي، لن انسي دردشنا تلك اللهم ارحمه رحمه واسعة والهم اهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء استودعناك الله الذي لا تضيع ودائعه، وعزائي موصول الي الاخ محمد المسلمي، ويا من يعز علينا ان نفارقهم وجدنا كل شيء بعدكم عدم.