في فضائية الخرطوم، يتحكم موظف الاستقبال في (لبس) الضيوف وإدارة القناة تعمل (أضان الحامل طرشة). وقد سبق وأن احتدّ النقاش بيني وأحدهم وكنت قد سجلت حلقة وأنا في طريقي للخارج، فاستوقفني قائلاً إن لبس البنطال ممنوع في القناة . وهذه ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها موظف الاستقبال على بعض ضيوف القناة. وفي إحدى المرات تدخّل الأستاذ عابد سيد أحمد واعتذر لي وقدم آيات من الأسف ووعد بمعالجة الأمر . ولكن ظل الحال كما هو، فهل تدار فضائية الخرطوم من الاستقبال؟ الفضائية نفسها لا يوجد فيها ما يبعث على البهجة سوى إطلالتها المميزة على النيل. أما الاستوديوهات الداخلية فهي عبارة عن (جملون) ساخن صيفاً وبارد شتاءً، تدخل إليه عبر سلم مهترئ، وإذا لم تحترس فستخرج وقدمك في (الجبص). استوديوهات بائسة وأجهزة من زمن الفريق عبود وصورة مهزوزة، ولكل شيء ظل، (كل حاجة في الزول تتشاف اتنين اتنين)، كل عين فوقها عين، وكل أنف بجانبه أنف. بالله عليكم الكاميرات دي جبتوها من وين؟ هذا غير الديكور التعيس، وغير الآمن، والذي يشبه غرفة الأشباح في المتنزهات . أذكر مرة أني كنت ضيفة على برنامج المتألق خالد ساتي (صالة تحرير)، والذي يعده الشاب الهميم (هيثم التهامي)، ونحن داخل الاستوديو سقط أحد حوائط الديكور علينا، ولولا عناية الله ولطفه وخشبة المنصة التي استندتُ عليها لكان نصيب خالد ساتي (4) غرز في الرأس. هذا طبعاً غير تعاسة الاستوديو وسوء المقاعد والمنضدة الوااااحدة لأغلب البرامج والأرضية المتشققة. منظر يشبه تماماً كآبة المنظر وسوء المنقلب الذي نستعيذ به في دعاء السفر. وهذا كله كوم وبرامج القناة نفسها كوم تاني؛ فمن يا ترى هذا العبقري الذي أخبرهم أن (مباااراة) والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر في حله وترحاله سيجلب عليهم حبه وعطاياه؟ ومن الذي قال إن فضائية الخرطوم تعني مكتب والي الخرطوم لا ينقطع عنه البث إلا عندما يذهب الرجل إلى بيته؟ وربما في منزله أيضا تكون هناك كاميرا بجانب سريره حتى يستيقظ. إن الكثير من برامج فضائية الخرطوم هي جريمة في حق المشاهد السوداني، تقع تحت بند الأذى النفسي والمعنوي. الآن..... غادروا هذه النمطية وطوروا برامج القناة، اخضعوا البعض لدورات تدريبية، وطالبوا الكفاءات التي غادرت بالعودة، عدلوا من الديكورات والاستوديوهات واصرفوا على المذيعين للاهتمام بمظهرهم، واحترموا ضيوف القناة، وتذكروا أن القناة التي لا تحترم ضيوفها غير جديرة بالاحترام. وعلى السيد والي ولاية الخرطوم أن يقضي يوما واحدا في متابعة برامج القناة، وأن يستعين بكوب ليمون وأقراص للصداع. أخيرا تعلموا من الأستاذ حسين خوجلي احترام الضيوف وتقديرهم، وتعلموا من الأستاذ حسن فضل المولى المثابرة والوقوف على كل صغيرة وكبيرة والوجود المستمر في القناة والقدرة على إدارة وحسم الأمور دون تدخل موظف الاستقبال... نواصل *نقلا عن السوداني [email protected]