فى زمن التعليم (التجارى) الذى لا يساهم فى نمو الوعى وتنمية الثقافة العامة، مما أدى الى هجرة عدد من منتسبى كلية الطب فى أحدى الجامعات السودانية، الى جماعة (داعش) فى سوريا، لا أحد يدرى كيف يكون مصيرهم هل هو القتل عن طريق القصف الحكومى السورى أو ذبحا بواسطة جماعة داعش التى تهوى اراقة الدماء خصوصا وأنهم يحملون جنسيات دول يعاديها ذلك التنظيم، وفى الزمن السابق كان عدد الأدباء والشعراء بين الأطباء والمهندسين يفوق عدد المتخرجين من الكليات الأدبيه والنظرية. وفى هذا المقام تهمنى كتابات وخطابات (الأسلامويين) السودانيين دون غيرهم خاصة خلال فترة الأنتخابات غير (المبرئة) للذمه التى جرت فى السودان أخيرا والمعروفة نتيجتها مسبقا والتى لن تعطى النظام شرعية ظل مفتقد لها منذ 30 يونيو 1989، فما بنى على باطل يبقى باطل وغير دستورى. أحد اؤلئك (الأسلاميين) ذهب الى بريطانيا ممثلا للنظام فى أسوأ ايامه فى منصب دبلوماسى حينما أعلن الجهاد على الجنوب وحينما فتحت بيوت الأشباح وقتل الكثيرون دون محاكمات عادلة. وبعد أن ملأ ذلك (الدكتور) الأسلاموى جيوبه من المال الحرام، ولخلافات تخص الأسلامويين وحدهم ولا شأن لنا بها ، خرج صاحبنا على النظام والتحق بأحدى الجامعات اللندنيه، يبث (السم) وسط الدسم فى كتاباته، يظن بأن انتقاد (الأنقاذ) والمؤتمر الوطنى كاف ويمكن أن يضعه فى زمرة المعارضين الحقيقيين ولو كان صادقا لبدأ (بالتحلل) من المال الحرام الذى حصل عليه خلال خدمته فى نظام الأنقاذ .. ولو كان صادقا لأنتقد (المنهج) والفكر الذى تأسس عليه نظام الأنقاذ ولأعلن بوضوح أنه منهج لا يصلح لأنسانية العصر، فكيف تعيش فى لندن مستمتعا بالديمقراطية والحرية الفرديه وحقوق الأنسان وأهلك فى السودان يعانون من الفساد والفشل والطغيان والجبروت الذى كان المتسبب الرئيس فيه (المنهج)، لأنه لا يعترف بالديمقراطية أو التبادل السلمى للسلطة ولا يؤدى الى تقسيم عادل للثروة، ولا يحرم أو يجرم (التمكين)، الذى استفاد منه صاحبنا الدكتور فى الجامعات البريطانية شخصيا. وما يؤكد تمسك صاحبنا (بالمنهج) ودفاعه عنه، ملاحظتنا لكتاباته المستمرة ضد ثورة 30 يونيو المصريه التى لم تكن مثل انقلاب (الأنقاذ) ولا يمكن مقارنتها به، فتلك ثورة مصرية حقيقية، أهم من ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام (مبارك)، خرج فى شوارعها لمواجهة جماعة ارهابية متطرفة أكثر من 30 مليون مصرى ازالوا نظاما دمويا وطاغيا كانت اثاره سوف تتمدد لتصل للسودان وتتعداه لتصل الى كآفة الدول الأفريقيه وحتى جنوب أفريقيا. وهذه مناسبة نذكربها دعاة (حقوق الأنسان) وفى مقدمتهم المنظمة الدولية الأولى المهتمه بتلك الحقوق والمسماة (بهيون رأيتس وتش) يبدو انها لاتعرف (المنهج) الأسلاموى وفكر (الأخوان المسلمين) وهو سبب كلما يشهده العالم من تطرف وارهاب وقتل وأبادة جماعية. اذا كانت (هيون رأيتس وتش) لا تعلم، فأن نظام (محمد مرسى) قرر ولم يتبق له سوى التنفيذ احالة أكثر من 4000 قاض مصرى فى يوم واحد ويستبدلهم، بمن لا علاقة لهم بمجال (القانون) ومعهم قضاة من (الأخوان المسلمين) ، اسسوا تنظيما سموه (قضاة من أجل مصر)، هم الذين أستبقوا اعلان نتيجة الرئيس الفائز فى مصر فجرا قبل أن تعلنها اللجنة القضائيه المكلفة بتلك المهمة، وأعقب ذلك خروج جماعة الأخوان المسلمين لميدان التحرير بعشرات الآلاف منذرين ومحذرين ومهددين اللجنة (الرسمية) اذا اعلنت رئيسا فائزا غير (مرسى) فسوف يجعلوا شوارع مصر تجرى دماءا، فهل هذه ديمقراطية؟ و(محمد مرسى) الذى يتباكى على الديمقراطية الآن من محبسه، أستقبل قبل خروج الجماهير المصريه فى 30 يونيو الى الشوارع، عددا من رموز التطرف والأرهاب وصافحهم بالأبتسامات والقبل، ومن بينهم من أفتى بعدم جواز تهنئية المسيحيين فى أعيادهم فى وطن يبلغ تعداد المسيحيين فيه أكثر من 15 مليون أنسانا ومن بينهم من أعلن على الفضائيات مطالبته بتحصيل (الجزية) من المسيحيين لكنه لم يطالب بأن تؤخذ منهم (صاغرين) اذلاء حقرا .. ومن بين الذين أستقبلهم من هدد شباب ثورة 30 يونيو (بالسحق) وقطع الرقاب أذا هم خرجوا للشوارع فى 30 يونيو، ذلك (المهدد) خرج من السجن بعد 30 سنه لمشاركته وعمه فى قتل (أنور السادات) .. الآن يتباكى صاحبنا الدكتور السودانى فى لندن على الديمقراطيه التى انتهكت فى (مصر) وقاتل السادات اصبح قياديا فى حزب (متطرف) شارك فى صياغة الدستور! و(مرسى) وهو الرئيس تم ادخال عدد من الثوار المناهضين له داخل قصر (الأتحادية) الجمهورى وجرى التحقيق معهم وتعذيبهم بواسطة كوادر (الأخوان المسلمين) بتوجيه شخصى من (مرسى) بعد أن رفضت قوات الجيش والشرطه التعاون معه فى ذلك العمل اللا انسانى ، ولذلك حوكم بجرائم الأرهاب وأستخدام القوة فى غير محلها، مع اسقاط التهم التى تؤدى الى اعدامه وهى جريمة قتل عدد من المتظاهرين بالرصاص الحى. الشاهد فى الأمر أن دفاع ذلك الدكتور (الأسلاموى) عن جماعة (الأخوان المسلمين) وأعتبار نظامهم ديمقراطى، يجعله معارض لجماعة فى السودان لسبب يخصه، لا يهمنا كثيرا، لا (للمنهج) ويجعل توبته غير نصوحة، وذلك يؤكد بامكانية رؤيته فى المستقبل مؤيدا وداعما لجماعة مشابهة لجماعة (الأخوان المسلمين) فى مصر اذا، التى أجازت مادة فى الدستور المصرى تبرئ المسلم اذا قتل مسيحيا خاصة اذا كان شهود الحادثة كلهم من غير المسلمين وهى المادة 219 التى الغيت فى الدستور الجديد بعد 30 يونيو. ثم ما هو موقف ذلك الدكتور الأسلاموى فى جامعات لندن اذا تحرك فى الغد ضمير ضابط وطنى فى الجيش السودانى وقاد ثورة مثل التى قادها (السيسى) هل سوف يفعل كما نراه الآن متضامنا مع (تركيا) وقطر ضد ارادة شعب جاء (بألأخوان)عن طريق صناديقالأنتخابات وبنسبة ضيئلة فخانوا الديمقراطيه، وأتجهوا فورا بسبب (المننهج) الى الديكتاتورية والى حكم الفرد والى تكميم الأفواه بل ذهبوا الى ابعد من ذلك فكشفوا عن نيتهم لتاسيس كتائب ومليشيات موازية الجيش والشرطه وبذات مسماهما فى السودان (دفاع شعبى) و(شرطه شعبيه) .. واضح أن ذلك الدكتور (الأسلاموى) قد خدع الأنجليز عن حقيقة الأخوان المسلمين وهو يعامل كخبير وكمستشار، لذلك كان موقفهم غريبا ومعاكسا للديمقراطية التى يتشدقون بها ويريدون لها أن تسود فى جميع بلدان العالم، لا أدرى كيف يتم التعامل عن طريق (الديمقراطية) مع من يقحم (معتنقه) فى السياسة؟ اضافة الى ذلك فذلك الدكتور الأسلاموى (بجامعات) لندن، نلاحظ له يقف بأستمرار ضد تحرك الضابط الليبى الذى كان متقاعدا (خليفة حفتر) ، الذى أستشعر مسوؤلياته وواجبه من أجل وطنه والعمل على تخليصه من الأرهاب والتطرف وهذا يعنى أن ذلك الدكتور (الأسلاموى) الذى يعمل فى جامعات لندن مؤيد لذلك الأرهاب ولقوات فجر ليبيا، ولمن ذبحوا المسيحيين المصريين والأثيوبيين كما تذبح الشاة والسودانيون جميعهم يتمنون ظهور ضابط وطنى من بين صفوف الجيش السودانى مثل (حفتر) يقفون من خلفه لمواجهة طغيان وجبروت (الأسلامويين) فى وطنهم، الذى جعل البلد خاويه من علمائها وخبرائها فى جميع المجالات، وبعد أن كان السودانيون يعرفون بالشرف والأمانه واتقانهم لعملهم ، اصبح بعضهم يرحل بجرائم تمس الشرف والأمانة. ذلك نموذج واحد فقط أستعرضته لكتابات الأسلامويين (المفخخه) و(المستفزة) التى نستشعر خطورتها، لا أطالب بمنعها كداعية حقوق أنسان مؤمن (بالديمقراطية) التى يجب أن تكون حق للجميع، لكننى نحذر من الأحتفاء الزائد بتلك الخطابات والكتابات (المخخه) والمستفزه والذى الحظه فى عدد من مواقع التواصل الأجتماعى بل فى بعض الصحف الدوليه والأقليميه، لأنها يمكن أن تضلل الشباب والطلاب فى زمن عدم الأهتمام بالثقافة العامة وبزيادة الوعى. تاج السر حسين - [email protected]