لم يكن الترجي التونسي يعلم عندما اختار ان تلعب مباراته أمام الزعيم المريخ الساعة الرابعة عصراً بتوقيت تونس لم يكن يعلم أن المريخ سيتأهل على حسابه ولم يكن في مخيلته ان (ضفر) له بالمرصاد ليعطل احلامه ويحول عجلات قطاره من الابطال إلى دوري الترضيات الافريقية المعروف بالكونفدرالية، ولو أنه كان يتخيل ذلك لما حدد زمن المباراة الرابعة، وهذا يعني أن المريخ سيتأهل والشمس في كبد سماء تونس الثورة، وقد كان وتأهل المريخ (نصت نهار) وهذا اكثر اثراً وأعمق تأثيراً وفريق المريخ يحتفل بالتأهل امام جماهير الترجي والدنيا نهار وتزداد النجمة جمال ونضار، فلو كان التأهل تم ليلاً لكان الأمر اسهل عليهم وكما يقولون (الليل غطا الجبال). تأهل المريخ وأسعدنا في مباراة قوية ابدع فيها ولعب فيها نجومه مباراة كبيرة، مباراة ليست للنسيان، وبالرغم من هزيمة المريخ إلا أن العبرة بالخواتيم وأسعد المريخ جماهيره وجماهير الكرة السودانية عامة بإقصائه للفريق العنيد، الفريق الذي مازال مذهولاً بعد ان حرمه المريخ نعمة التواجد في دوري كبار أفريقيا، ولم يتعود أن يكون خارجه. اجمل ما اعجبني في هذا النصر هو رد الصاع صاعين لمدرب فريق الترجي الذي صرح في مؤتمره الصحفي أنه لن يقيم فريق المريخ لأنه لا يستحق ذلك، وهاهو الرد يأتيه قوياً وعلى أرض الملعب من نجوم المريخ الذين جرعوه الخيبة والهزيمة كاساً مر المذاق، حتى يتعلم كيف يتأدب في حضرة الزعيم، وحتى يتعلم كيف يخاطب الكبار، وحتى يعلم من الذي يستحق التواجد في دوري المجموعات ومن الذي تم وضعه في حجمه الحقيقي. أيضاً كانت جماهير الكرة السودانية في موعد أخر مع الفرح بتأهل الهلال ليرافق الزعيم لدوري عمالقة القارة السمراء، بعد مباراة لم يكن الهلال فيها في الموعد رغم انه فاز فيها بهدف (بشه) لكن أيضاً فإن العبرة بالخواتيم وها هو الهلال يهل في دوري المجموعات ونتمنى ان لا تكون قرعة الغد قاسية على قطبي الكرة السودانية وتنصفهم باللعب مع فرق لا تكون حاجز بينهم وبين المربع الذهبي. في مداخلتي بالإذاعة الرياضية صباح أمس الاحد تمنيت ان يكون اليوم يوم الفرح الكبير للكرة السودانية وبحمد الكريم الوهاب فقد كان لنا ما اردنا، وحتى نحافظ على السير بسلام في دوري المجموعات، يجب مراجعة الهفوات والمشاكل التي حدثت على طول المشوار الأفريقي السابق، حتى نطمئن على مستقبل انديتنا وسط فرق ليست بالسهلة، ولها امكانيات كبيرة، بشرية ومادية وفنية تمكنت من خلالها التأهل على حساب فرق من العيار الثقيل مثل الرجاء المغربي والأهلي المصري والصفاقصي التونسي، ففرق مثل (مازيمبي الكنغولي – وفاق سطيف الجزائري – مولدية شباب العلمة الجزائري – المغرب التطواني المغربي – سموحة المصري - اتحاد العاصمة الجزائري) زائداً المريخ والهلال هي حتماً عصارة الكرة الافريقية هذا العام، لذلك أي لقاء سيكون له حسابات كثيرة يجب الاستعداد لها حتى نبلغ المربع الذهبي، ليس ذلك فحسب بل ننافس على كأس البطولة، فمعظم هذه الفرق الذي بلغت دوري الثمانية الكبار أقل شهرة وأقل مكانة وأقل تأريخاً من المريخ والهلال وهما يستحقان الصدارة على هذه الاندية. # منحنى حزين .. أمس أفل نجم الشيخ ابو زيد محمد حمزة الذي ظل قمراً منيراً في سماء الدعوة إلى الله، وخدمة الاسلام والمسلمين، نتضرع للمولى عز وجل أن يتقبله قبولاً حسناً و يحشره مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً .. آآآآمين. [email protected]
