تلك العبارة الكبيرة أعزّ مكان التي إفتتح بها الشاعر الفحل الأستاذ سيف الدسوقي عافاه الله وهو يعدد في رائعته الشهيرة مناقبنا رافعاً رأسه في غربته المبكرة متباهياً بمكانة وطننا شا مخاً بيده البيضاء الممدودة للعالم شرقه وغربه مبادراً بالصداقة وليس محذراً بدنو العذاب ..فلم يردها أحد خائبة ليس بالعطاء أو الإغاثة وإنما بصفاء البسمة التي تمجد إنساننا بامانته ونقاء سريرته حيثما حلّ ! واليوم حيث يضرب الذل أطناب خيامه في كل أرجاء ذلك الوطن العزيز وقد وطده هذا النظام .. تبحث الأممالمتحدة ومعها حكومتنا غير الرشيدة وبدون خجل عن معينات الإغاثة لخسمة ملايين وأربعة أعشار المليون جائع ونازح ومشرد ولاجيء ضيف في وطنه السابق .. هو بالضبط عدد ٌ يوازي ذات عدد المتخمين و المدقسين والمزورين والذين سرقت أسماءهم من على شواهد القبور أو من إنتحل شخصياتهم همباتة الأصم في الجخة الهزيلة الأخيرة..فطرب الرئيس الذي يستعد للحكم خمسة سنوات أخرى لتوفر له أمم الكفار المتحدة طعاماً لمليون شخص في كل سنة قادمة.. أما الأربعة أعشار المليون فهم عنده مجرد رقم لرعايا خارج مسئوليته عن مأساة من تستعمرهم من أسماها الحشرة الشعبية التي يتقاسم خرقتها البالية سلفا / وماشار! أعز ّ مكان عندي السودان .. لان حسانه أعف حسان ..نعم وستظل عفتهن فوق العفاف نفسه ولن يطعن فيها ضبط اربعمائة جواز سفر لمتفلتا ت عند قواد هو واحد فقط من عشرات وربما المئات من عديمي النخوة والضمائر لذين يستغلون سواء في الداخل أو الخارج حاجة أولئك المغرر بهن إضطراراً بعد أن غيب صوت صرختهن وا معتصماه زعيق الطبول الجوفاء إحتفاءاً بذلك النصر الأخرق المزعوم لحزبِ وضعه الشعب السوداني بالمقاطعة في العلب الصدئة التي تماثله في الحجم .. ورئيسٍ يرقص على نقيق الخيبة فلم يسمع أصوات المصارين التي تناهت الى العالم البعيد فجاء يتحسس تلك البطون .. التي سرق قوتها الدجالون ومسحوا اللحي من دهن السحت بأكمام الدين المفترى عليه ! وهل يعود السودان بسمة سعيدة في ثغر أفريقيا كما جاء في تلك الأنشودة الدسوقية بعد أن عبثت كل دروبها وغاباتها و أجوائها في وجه أجنحة طائرها الرئاسي المغرد خارج سرب الشرعية وهو لازال يكبر ويهلل في غيبوبته التي أنسته الحقيقة من حوله .. وهاهو سلطان الجوع الهاتف يذكره بأنه لا زال موجوداً وحاكماً معه في اركان مملكته التي اشعل فيها حريقاً لن ينطفي إلا بزفرة الشارع الحرى و الذي بات منتفخاً بالغبن وينتظر دبوس لحظة الإنفجار العظيم. فما سد رمقك يا شعبي إلا زرعك وما أشبع طفلك إلا ضرعك وما ستر عورتك إلا نسجك .. وما حفظ عفة نخلاتك إلا سقياها من نهر تليد الذكر الذي نخشي أن يتبخر في لهيب حرائق هذا النظام وتتبعثر معه أحرف كلمة أعز مكان الى شتات أمكنة إذ هي لن تستحق مسمى أوطان .. بعد أن كانت تنعم بدفء .. أعّز مكان !