عندما سُئل شاعرنا الكبير «أحمد مطر» عن عدم كتابته في الغزل.. قال للسائلين رأيه بكل شجاعة كعادته دوماً في الحديث عن المسكوت عنه بفرمان «السياسة» تأدباً أو بكلمات أكثر تحديداً.. المسكوت عنه «خوفاً» من مآلات الحديث في «السياسة» والخوض فيها مع الخائضين.. حيث قال شاعر «الكرامة العربية» التي ما زال البحث جارياً عنها حتى يومنا هذا منذ مطلع العام المنصرم الذي طال «ربيعه» قال لمحدثه: أنا على علم بأن لكل الشعراء دواوين في الغزل وهذا هو بالضبط ما طمأنني أن ثغورنا «العاطفية» ليست مكشوفة والحمد لله.. وأن مخزوننا من القلوب المشكوكة بالسهام كفيل بأن يعيل «لواعج غرامنا» ألف سنة مقبلة على الاقل.. وأضف على هذا بأن أمننا الداخلي مستتباً ومضبوطاً ببركة الآلاف المؤلفة من ضباط «الايقاع»!. ü وعليه فإنه من الطبيعي أن يكون بداخلنا اليقين بأن الجهاد على تلك «الجبهة» اصبح بالنسبة لي «فرض كفاية».. مما يمنحني عذراً واسعاً للانصرافإالى حجرة رغائبي الذاتية دون خشية من «عازل» أو «رقيب»! ü خلاصة الأمر هي أن لي قلباً مفعماً بالعواطف المشبوبة.. لكنه لا يعرف الكذب مطلقاً ولذلك فإنني سأكون مستعداً إذا حاولت اقناعه يوماً بضرورة اقامة معرض لصبابتي وأنا سابح في الحريق! ü كل هذا وأنا لم أفهم بعد لماذا فشلت كل جهود «الاغاثة الغزلية» في امدادكم بما تحتاجون ولكني ابشركم.. نزولاً عند رغبتكم.. فإني سوف امدكم بما تحتاجونه ولو بعد حين.! ü سأقطع لكم وعداً بأنِّي سأكتب حالما انتهي من البكاء على القتلى في جميع بقاع الوطن العربي، وإذا كتبت فإنِّي سوف اتأخر قليلاً لأنني ربما انشغل لبعض الوقت بدفن كرامة أمة كاملة لا تزال جثثها مرمية على الرصيف.! وبالمناسبة هنالك أربعة عشر مليون افريقياً.. نصفهم من الاطفال.. مهددين بالموت الحتمي جوعاً في غضون الاشهر القليلة القادمة.. تسلوا بالفرجة عليهم.. حتى اكتب لكم كلماتي القادمة في «الغزل»! ü فهل نجح «أحمد مطر» ولو بعد حين في كفكفة دمع الذين لا يجيدون سوى البكاء على النصب التذكارية لامجادهم المندثرة؟ أم أن هذا السؤال يدخل ضمن «الاسئلة التي ليست للاجابة»؟! ü كلمة أخيرة:- قال الصبي للحمار يا غبي قال الحمار للصبي.. يا «عربي»!