قلنا إن الكتل الحزبية التي فازت في الانتخابات الماضية سبعة عشر اسماً حزبياً بعضها فاز بمقعد واحد في برلمان وبعضها كالمؤتمر الوطني فاز بأكثر من 323 مقعدا فكيف سيتم تشكيل الجهاز التنفيذي؟ وهل نتوقع ترهلاً مخيفًا في الجسد الحكومي من باب إرضاء أحزاب ( الانتخابات) هل سيعيد المؤتمر الوطني الطريقة القديمة فيحشد كادره الحزبي في الجهاز التنفيذي من باب التوازنات والترضيات الداخلية الحزبية فيحشد قيادته في مجلس الوزراء وزراء اتحاديين ووزراء دولة؟ ثم يجلس لتكفية الأحزاب الصديقة فيتضخم جسد الوزارة ويتدفق ويفوق المائة مقعد وزاري؟ أقترح أن يكتفي المؤتمر بملء ثلاث وزارات فقط بعضويته ودعونا نسميها له ولتكن وزارة الدفاع والداخلية والمالية وبالطبع لا داعي لتلك الوزارة المسماة بوزارة الاستثمار فهي أصلاً من الوزارات التي أنشئت ودخلت الى التشكيلة الوزارية من باب المجاملات والمعالجات التي أعقبت قصة التقشف تلك خاصة أن الوزير الذي يشغلها بقي في الطاقم الوزاري أكثر من عشرين سنة ولم يثبت فيها نجاحاً يذكر. إذا حدث هذا فإن وفرة في المقاعد الوزارية ستحدث للأحزاب الصديقة ولن يضطر المؤتمر الوطني بعد هذا أن يقسم وزارة مثل العمل وتنمية الموارد البشرية لتصبح وزارتين إرضاء للأحزاب الشريكة ولن يضطروا لتأليف ثلاثة مناصب وزراء دولة لوزارة واحدة ولن يضطروا (لنجر) وزارة للتجارة لا مهام لها غير الأسفار لوزيرها وموظفيها. يستطيع المؤتمر الوطني وبقليل من الذكاء أن ينشئ جسماً دستورياً رشيقاً فيسيطر على إدارة الأمور من خلال الجسم الرئاسي (الرئيس ونائبه ومساعدوه) ويترك بقية المقاعد للقوى السياسية الأخرى.. وبدلاً من تدوير المناصب بين كوادره ولمدة ربع قرن فيستطيع أن يوزع الوزارات الأساسية لحلفائه فيقوم بخطوة جريئة ويخرج التجانى السيسي من وحل دارفور ويسند إليه وزارة الخارجية فهل من الموبقات أن تخرج حقيبة الخارجية من كادر المؤتمر الوطني؟ وهل هذه الوزارة محمية مغلقة للحزب الحاكم؟ وكم سيكسب الوطني عندما يقدم دارفور للخارجية؟ وبدلاً من حجز وزارة الزراعة لترضية الحردانين فقد آن الأون أن تعود لهذه الوزارة هيبتها ودورها فينتقي لها الحزب الحاكم خبيراً زراعياً بحتاً لا يعرف شيئاً عن السياسة، وعلى المؤتمر الوطنى إنهاء نكتة وزارة الصحة التي أوكلها لبحر أبوقردة وأن يأتى بمهني مختص في مجال التخطيط الصحي ولا علاقة له بالسياسة ولا يعرف شيئاً عن موزاناتها وحصصها. سيجد المؤتمر الوطنى أنه ألف جسماً وزارياً من عشرين شخصاً لا غير بدلاً من الثمانين موقعاً وزارياً مترهلاً لا يحل ولا يربط بل يتحول إلى عبء ثقيل على الخزانة المنهكة أصلاً... تعالوا بتفكير جديد ووجه جديد لأول مرة خلال ربع قرن من الزمان. الصيحة