لا شك أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لم يكن طموح حزب المؤتمر الوطني فقط ولا الأحزاب بل كان رجاء وأمل كل مواطن أن تتفق الأحزاب على ثوابت ومباديء تحمي البلاد والعباد من خطر التفكك وتفكيك السودان الجديد وانهيار المستوى المعيشي لهم وبل نزل إعلان تشكيل الحكومة الوطنية بردا وسلاماً على المواطن الذي ذاق مرارة المساومات والمزايدات بين الحكومة والأحزاب طوال 02 عاماً الماضية بأن يطمح بأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سيعيد المياه إلى الوزارات والهيئات والولايات بدماء جديدة وقوية قادرة على الابداع في مجال الخدمة المدنية وصولاً إلى إرضاء المواطن البسيط في مستوى معيشته . أعلن الرئيس البشير قبل قيام الحكومة الجديدة في بداية هذا العام بأن السمة الأساسية في الحكومة الجديدة هي ظهور دماء شابة مؤهلة لخوض العمل العام وذلك لاعطاء مزيد من تأهيل الشباب في مجال العمل العام وكان هذا مصدر الهام المواطن البسيط في انتظار تلك الحكومة ولكن ماذا حدث؟ فوجيء المواطن بأن الحكومة بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني احتفظت بذات الوجوه القديمة الجديدة التي تعيد نفسها في أي تشكيل وزاري جديد ولكن المواطن تفهم ذلك نظراً لأن بعض وزراء المؤتمر الوطني لهم انجازاتهم في الوزارات التي قاموا على أمرها مثل وزارة النفط والخارجية والزراعة .. وغيرها ونسبة لما تمر به البلاد من تغيرات في مواردها ومساحتها فإن هؤلاء الوزراء وضعوا سابقاً برامج اسعافية لمواجهة هذه التغيرات وعليه يصعب الاتيان بوزراء جدد للبدء من نقطة البداية كونه لا توجد بداية في هذه المرحلة ولكن فوجيء المواطن وضاع أمله بوزراء أحزاب الحكومة الوطنية والذين لهم كل التقدير لما ادوه في احزابهم لكن البلاد حالياً تتطلب نوعية معينة من الكوادر الشابة المنضبطة سياسيا ومؤهلة علميا وذات خبرة لا نقول فذة ولكن تحترم لأنهم يشكلون العمود الفقري للسودان الجديد القادم للسنوات المقبلة، حيث فوجيء المواطن وخاصة جماهير حزب الاتحادي الأصل بأن حزبهم يدفع بوزراء نحترم تاريخهم الوطني والحزبي ولكن السؤال هل افتقد الحزب الاتحادي الأصل للكوادر الشابة المؤهلة لزج بها في العمل العام هل قام بترشيح اسماء قياداته في الحكومة فقط لأنهم قيادات الحزب؟ هل كل قيادي في حزب يعني بأنه مؤهل للعمل العام؟ وهل اضاع الحزب على نفسه بتلك الاختيارات فرصة تأهيل كوادره الشابة المؤهلة للعمل العام؟ نعم ليس كل من عمل قياديا في حزب أصبح مؤهلا للعمل العام بتقلد وزارة أو ولاية أو حتى معتمدية ونعم أضاع الحزب الاتحادي فرصة اتيحت له بأن يزج بكوادره الشابة المؤهلة من خلال الزج بها في مختلف المستويات التنفيذية والولائية لتأهيلها للعمل العام والتمرس على مواجهة هموم مواطني بالعمل لها ومنها وكان ذلك سيكون ايضا خير اعداد للحزب استعداداً لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة بأن يصبح له كوادر اهلت على العمل العام وحمل لواء البلاد في المراحل والاعوام القادمة باقتدار من خلال اشراكهم في هذه الفرصة التي لم تسنح للحزب منذ عام 9891 م . بل فوجيء كوادر الحزب الاتحادي باسماء يعلم القاصي والداني وأعود وأكرر نحترم كل تاريخهم الوطني والحزبي بأن بعض الوزراء يعرف الكثير بأنه غير مؤهل صحياً حتى للعمل لإدارة شركة فما بالك من وزارة والبعض عاجز من مسايرة منصبه الوزاري وفهم اولويات ومهام منصبه حيث فوجئنا في أول حديث متلفز له يحدثنا عن الربط الالكتروني لمجلس الوزراء وكان الاجدر بحكم موقعه الحديث عن تخفيف اعباء المستوى المعيشي أو لوفاق الوطني الذي من اجله جاءت المشاركة أو غيرها من هموم المواطن بدل عن الحديث عن الجانب التقني الذي لا يعني المواطن في شيء .. بل كانت بشارة المواطن بأن وزارة التجارة والصناعة التي كانت منذ الاستقلال كانت وزارات لم يشغلها إلا وزراء الحزب الاتحادي الديمقراطي وابدعوا في اداراتها طوال وجودهم فيها وكانت خير مثال في مجال الخدمة المدنية والكفاءة إلى عام 9891م وعادت لهم الآن فبعد ثلاثة أشهر ينظر المواطن لا اقول بحسرة ولكن اعتقد بانه يقول اعيدوا وزراء المؤتمر الوطني لها كون من شغلوها الآن لم يستطيعوا احداث اي تغير بانعاشها باعادة الخدمة المدنية أو وضع برنامج واضح لها أو خطط تبشر المواطن بأن هناك تغيرا سيحدث وستطاله خيراته بإذن الله، وبل في بعض المجالس تتحدث عن ان مديري الادارات في الوزارتين هم من يديرون الوزارات حالياً على نفس منهجها وسياساتها السابقة كون الوزيرين ليس لديهما ما يضيفانه لظروف صحية أو عدم قدرة في مسايرة الحدث. بل بتلك الأسماء اوضح الحزب الاتحادي بأنه يفتقر أو بالاحرى ابعد الكوادر الشابة المؤهلة والاسماء الجديدة ،أعمارهم ما بين 03 و 54 عام ،بل وزراء في سن 82.. ونحن وزراءنا ما بين 06-07 لا نقول المعيار هو السن ولكن على الأحزاب أن تتيح فرصا لكوادرها الشابة لابراز ما نالوه من علوم وتعليم لصالح العمل العام وبجهود ومشورة من سبقوهم يكون المستفيد المواطن . اختيار السيد/جعفر كمساعد لرئيس الجمهورية كعنصر شاب كان بشارة لكل جماهير الحزب ولكن كان يجب ان يتنزل ذلك الخيار على مستوى القاعدة وزج بمن في سنه أيضاً في العمل العام في مختلف الحقائب على مختلف مستوياتهم فمنهم من نالوا نفس علومه ولديهم حس العمل السياسي لا أقول بقدره ولكن بجهد يحترم ولو ان الشعب السوداني سياسي بالفطرة بل أوعى من ساسته. اضاع الحزب فرصة لتنشيط وتأهيل كوادره الشابة للعمل العام وعاد بنا إلى ما قبل 9891 كأن العالم توقف عند ذلك التاريخ فقط، وأضاع الحزب فرصة كانت ستعينه في الاستعداد منذ الآن لانتخابات الرئاسة بتنشيط كوادره بادراجها في العمل العام وحشد التأييد الجماهيري لها من خلال عطائهم، وأضاع الحزب ثقة جماهيره التي تحترم الاسماء الكبيرة ولكنها تعلم لكل زمان رجاله هذا الزمن ليس هم بل شبابه.. المستشار / علاء محمد سعيد وزارة الداخلية الاماراتية دولة الامارات العربية المتحدة