بقدر الكد تكتسب المعالى من طلب العلا سهر الليالى يخوض البحر من طلب اللاّلى ويحظى بالسيادة والنوال ومن طلب العلا فى غير كد اضاع العمر فى طلب المحال سؤال مشروع هل نحن شعب نتطلع للافضل ؟ ام نحن قد استكانت طموحاتنا الى واقع قد قبلنا بكل علاته ومثالبه فرضخت امنياتنا للاستسلام والترهل واّثرنا ان ننظر بعين التوجس والترقب والخوف فقتلنا روح الاقدام والانطلاق والاقتحام منكسين الرؤوس للخنوع والانهزام.... فى زمن مضى ترتحل معك بعض الامال الى المهجر وانت تدرك إن السفر من الوطن مجرد فترة زمنية لا تتجاوز حدود المعقول سنوات معدودة... ومثل الاحلام السودانية البسيطة كان الاغتراب بسيط المعايير له سقف غير مستحيل التحقيق .. ببعض من طموحات يمكن إن تتحقق فى وطن المليون ميل مربع انذاك ...بعض الامال التى كانت ممكنة.... الهروب من الوطن اضعف الايمان للانتفاضة الداخلية ورفض للواقع المتهالك وتعبيرا صادقا للكراهية التى لازمت كل الشرائح الاجتماعية التى ارتضت الهروب كراهية لهذه الحكومة وبحثا لسبل حياة كريمة فى بلاد الله الواسعة. وبين البحث عن الذات والكراهية المتجذرة فى النفوس اتجاه النظام اتسعت دائرة الاغتراب وضاعت معظم الكوادر فى هروبها فانحدرت البلاد فى انحسار وتقلص ودمار لكل مقومات نجاح فى الحاضر المتصدع... ومؤشرا واضحا لضياع معالم المستقبل . اليوم لايوجد من بين الشعب السودانى من لا تحدثه نفسه بالهروب من الوطن... الحياة التى اصبحت تطبق على الرقاب حتى ( التفطيس ) . ولكن مع هذا الهروب الكبير هل تركت الحكومة المواطن الهارب منها فى حال سبيله حتى ياكل من خشاش الارض... وهى فى الواقع لا خير فيها ولاكفاية شرهاف فجهاز المغتربين لكل هارب مغترب بالمرصاد . وما كان ماجد حاج سوار بافضل من سلفه فقد انتقلت المعاناة بمزيد من التبعات واضافة الثقل المنهك لظهر جمل الشيل الانسان السودانى... وكما تتكرر وجوه الامناء والوزراء للاسف يتكرر سيناريو الاجحاف ولا يلتفت احد للمشاكل التى اثقلت كاهل المغترب او الهارب من جحيم النظام هناك ليحترق بنار جهاز المغتربين هنا... فالحلول كلها تظل حبر على ورق ولا تبارح القضية مكانها .. و مازلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا فالله المستعان. [email protected]