أفرزت احداث الانتخابات السودانيه لعام 2015 ظاهره سياسيه جديده لابد من الوقوف عندها كثيرا لما سيكون لها من تأثير قوي في تشكيل الخارطة السياسيه ومستقبل ممارسه الديمقراطيه في السودان عموما الا وهي "ظاهره المرشحين المستقلين" ورمز الفراشه الذي ربما اصبح رمزا للتغير. لماذا يترشح المواطنين تحت مظله المستقلين ( رمز الفراشه) بمالهم الخاص وجدهم الخاص واعلامهم الخاص بدلا من الانتماء لحزب سياسي يدعمهم ماديا وفنيا واعلاميا تحت اجواء اقل ما يمكن ان يقال عنها انها ليست متكافئة وليست نزهيه وفاسده؟ لماذا يخاطر المرشحين المستقلين بفقدان مالهم وجهدهم رغم ان حتي فوزهم لن يغير كثيرا من سياسات الدوله في ظل تمرير القوانين بالاغلبية الميكانيكية ؟ لماذا لا يخنعون الي مربع الراحه ويتركون المركب للموتمر الوطني والأحزاب المتحالفة معه يستفردون بالسلطه ويتقاسمون الثروه؟ هل سيظل الحال كما هو عليه لو ترشح في كل دايره سوداني مستقل واستطف الناس حوله وحراسه صناديق الاقتراع بالعاكيز من خطر ان تزورها الحكومه او تسرقها في ليل بهيم؟ هل سيظل الحال عليه اذا اعتصم الناس سلميا امام المفوضيه والقضائية والقصر الجمهوري ومبني الامم المتحدث حال غيرت المفوضيه النتيجه جزافا لصالح مرشح الحزب الاتحادي جناح مساعد الرئيس و حليف الموتمر الوطني في الساعات الاخيره بعد ان اعلنتها رسميا وشعبيا في خرق واضح للقانون كما حدث في الدايره 17 بحري وشمبات؟ لقد اوصل الموتمر الوطني والأحزاب الطائفيه وبقيه الأحزاب المتحالفة معه والحركات المسلحه الوطن والمواطن الي حاله الكفر بالانتماء الحزبي لأي منها الا لمن كانت له مصلحه ماديه او حزبيه او انتماء عرقي او جهوي او تعصب ديني وأوصلوا البلاد الي مستوي من الركود السياسي لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان فمات الحراك السياسي في الجامعات وقلت الظواهر الصحيه مثل الأركان والنقاشات والمناظرات والجرايد الحائطية التي أصلا خي النواه لخلق قيادات المستقبل اللهم الا من عراك يقتل الطلاب ويقيد ضد مجهولين. ثم جاءت تبعات الربيع العربي وتفكك الدول المجاورة وانعدام أمنها وانتشار الفوضي والجريمة والقبلية وانهيار هذه الدول فزادت درجه الخوف من محاولات التغيير الي اعلي المعايير حتي توجس الجميع افتراضيا ان زوال الإنقاذ يعني ضمنيا ان يصبح السودان عراقا وسوريا وصومالا ويمننا وليبيا وبات أكتر الامتله مطابقة لحاله الاستسلام السياسي في السودان هو " الجن البتعرفو ولا الجن ألما بتعرفو ""والضايق قرص الدبيب بخاف من جر الحبل" مما اوصل الشعب السوداني الي درجه من الخنوع والبيات الشتوي جعلت معظم المواطنين شيبا وشبابا رجالا ونساء "ناس معايش وبس". لقد نجح الموتمر الوطني في استعمال سياسه تخويف المواطنين من دهماء مظلمه اذا انقضي الكوكب الذري ذو الذنب خاصه في ظل استمرار الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وازدياد الصراعات القبليه ثم تبعها بسياسه فرق تسد ففكك الأحزاب السياسيه الطائفيه والحركات المسلحه الا كيمان بصل كل حزب بما لديهم فرحون ثم ابتلع بعضها تحت تحالفات سياسيه متحركه كرمال الصحراء وهمّش البقيه ونعتهم بالعماله اما من ظل من قيادات المعارضه بالداخل فما انفك يعتقلهم بأسباب وبدونها ويطلق سراحهم بأسباب وبدونها . كل هذا أدي حاله البوءس وانعدام الرغبه في احداث تغير موجب الي خلق السؤال المعجزة ( البديل شنو!!؟ ) كلهم جربناهم ولم نجد منهم عقاد نافع فركن معظم الناس الي الاستلام. البديل هو انت وهو وهي البديل هو جميع السودانين البديل تكوين احزاب سودانيه جديده مستقله من الماضي والحاضر مؤمنه بالمستقبل يقودها شباب مستقلين بفكر مستقل تضم كافه اطياف الشعب السوداني. لقد جاءت الانتخابات السودانيه لعام 2015 وقرر معظم ابناء الشعب السوداني مقاطعتها فعليا واعتبارها تمثيله من الموتمر الوطني ستأتي بأناس أعدهم الموتمر الوطني سلفا بعد ان قسم الدوائر الانتخابيه بينه وبين الموتمر الاتحادي !! أسف اقصد الاتحادي الديمقراطي بجناحيه الدقير والاصل الأخوه غير الاشقاء للموتمر الوطني وبقيه احزاب الفكه كما يسميها البعض جاءت الانتخابات في ظل حاله من القنوط انتابت معظم شرائح الشعب تجاه اي ضوء في نهايه النفق وشمل القنوط حتي المقاطعه نفسها وكيف ستختلف عما سبقها من مقاطعات. في ظل هذه الأوضاع اصبح امام الشعب السوداني الخيارات التأليه. النزول الي الحلبه ومسانده المرشحين المستقلين والمشاركه في ما يسمي الانتخابات للوصول الي البرلمان لخدمه قضايا الموطنين الملحه من اكل وشراب وصحه وتعليم ومواصلات وغيرها. وقرر جزء من ابناء السودان والذين لديهم إمكانيات ماديه وشعبيه ويؤمنون بقضايا المواطن ولديهم رغبه حقيقه في العمل العام قياده هذا الخط و ان يتطوعوا بمالهم وجهدهم ويدخلوا حلبه المنافسه لينازلوا طواحين الموتمر الوطني واستخدامه لجميع إمكانيات البلاد للدعايه الانتخابيه قرر هؤلاء النفر لوحدهم دون اي دعم من حزب او منظمه وتحت شكوك وريبه من المواطنين ودعوات لمقاطعه الانتخابات دون وجود اي بديل للتغير اذا نجحت المقاطعه حتي ولو بديل نظري فرأي البعض ان مشاركه المرشحين المستقلين هي تقنين لانتخابات الموتمر الوطني دون النظر الي من سيتحمل عبء الدفاع عن مشاكل المواطنين اذا ترك كل شي للموتمر الوطني كل هذه الغوغاء والشعب السوداني في انتظار معجزه بينما تلعب الحكومه والحركات لعبه توم وجري التي أرهقت البلاد والعباد دون وجود اي حلول سياسيه. ان ترشح حفنه من ابناء هذا الشعب مستقلين دون اي غطاء سياسي من حزب او دعم مادي او عيني يدل علي ان هذا الشعب قد كفر بكل القيادات والأحزاب السياسيه الحاكمة والمعارضه ورفض ان يقنع بحاله الركود التي فرضها الموتمر الوطني والأحزاب الطائفيه والحركات المسلحه والتي أصبحت أشبه بالمسلسلات المكسيكية التي تتشابه فيه احداث الحلقه رقم100 باحداث الحلقه رقم 500!!. ان مستقبل السودان يكمن في ترشيح المزيد من المستقلين ووقوف الشعب السوداني معهم تحت شعار الفراشه وجعل شعار الفراشه ركت فوق الشجره هو شعار المقاومه السلميه من داخل البرلمان حتي يتم اسقاط ورقه التوت عن الحكومه بعد ان كشفت جليا للعالم اجمع الممارسات التي قام بها الموتمر الوطني والأحزاب المتحالفة معه لمنع ممثلي الشعب المستقلين من الوصول الي قبه البرلمان حتي لو أدي ان تقوم المفوضيه العليا نفسها بتعديل نتيجه انتخابات بعد أسبوع من إعلانها ونشرها في جميع اجهزه الاعلام وقبل سويعات من الموتمر الصحفي النهائي ودون مراعاه اي من اللوائح الانتخابيه والقانونية كما حدث في الدايره 17 بحري. ان من حسنات التجربة انها كشف مدي تمسك الموتمر الوطني بالحصول علي الاغلبيه الميكانيكيه ومدي زعره من وصول مرشحين مستقلين الي الي البرلمان ورفضه شبه التام محاولات التحول الديمقراطي الحقيقي وسعيه الحثيث الي تحالفات سياسيه ضعيفه مع الحزب الاتحادي الذي لم يعد يمثل احدا من الشباب. ان تجربه المرشحيين المستقلين ماهي الا راس جبل الجليد الذي يعبر عن مدي ياس الشعب السوداني من حكم الموتمر الوطني وتحلله من الأحزاب الطائفيه وتبنيه لخيار المقاومه السلميه وهي ظاهره قابله للنجاح فقط تحتاج الي الدراسه والدعم والتكرار. [email protected]