*لم تقصر الصحافة السودانية في أداء رسالتها تجاه الوطن والمواطنين رغم الظروف السياسية والاقتصادية والقانونية التي تعمل في ظلها والتي تؤثر سلباً على أدائها التحريري‘ كانت مبادرة دائما بالتنبيه إلى كوامن الخلل والمخاطر المحدقة بالسودان جراء الإحن السياسية والنزاعات المسلحة. *تبنت مجموعة من الصحفيين السودانيين مبادرة الحوار الشمالي الجنوبي لدعم خيار الوحدة عند الإستفتاء على مصير جنوب السودان لكن للأسف طغى الكيد السياسي وأججت الفتن والدسائس من أعداء الوحدة والسلام في الجنوب والشمال حتى انتصر خيار الانفصال. *بعد انفصال الجنوب وقيام دولته المستقلة التي باركنا قيامها‘ ظن دعاة الانفصال أن الأمور ستستقر سياسياً واقتصادياً وأمنياً في البلدين الشقيقين لكن للأسف استمر الكيد السياسي وتداعياته المؤسفة على النزاعات المسلحة‘ خاصة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق‘ ولم تقف الصحافة متفرجة وإنما سعت بالرأي والنصيحة لكن للأسف لا حياة لمن تنادي. *نقول هذا بمناسبة النزاعات المؤسفة التي جرت في الأيام الماضية بين قبيلتي الرزيقالت والمعاليا بشرق دارفور‘ ولم تقصر الصحافة في التنبيه للتوترات الظاهرة بين القبيلتين قبل أن يقع الفأس على الرأس‘ رغم ذلك حدثت النزاعات الدامية والموت المجاني بلا طائل. *إننا نؤكد مساندتنا للتضامن الصحفي الإيجابي الذي عبر عنه الصحفيون عامة وهم يتنادون من أجل وقف نزف الدم السوداني في دارفور وفي كل مناطق النزاعات في السودان ‘ لكننا نرى أن الأمر لا يحتاج لإستراتيجية إعلامية‘ في ظل استمرار الإحن السياسية والنزاعات المسلحة. *ليت أولي الأمر على الصعيدين الرسمي والشعبي يتعلمون الدرس من الدماء التي سالت في " أبو كارنكا"بشرق دارفور وتسببت في تحويل النساء إلى أرامل والأطفال إلى أيتام ‘ إضافة لإحراق المساكن والمتاجر والمصالح التي عطلت. *إن السعي لترسيخ التعايش السلمي والوئام الاجتماعي وحماية النسج السوداني من التمزق ليس مسؤولية الصحافة وحدها‘ وإنما لابد من إحداث إختراق حقيقي في السياسات والإجراءات الإدارية والقانونية والأمنية يفتح الباب مجدداً للإتفاق القومي السوداني الغائب. *إن الحل المنشود لابد أن يستهدف تحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي لوقف مسلسل الإحن السياسية والنزاعات المسلحة في المناطق المتوترة وتجديد السعي العملي بجدية وصدق لتحقيق الإتفاق القومي السوداني للتغيير والإصلاح الشامل. [email protected]
