اندهش الأخ عادل عبده مستشار التحرير لصحيفة (المجهر) وأنا اتفق معه حول كثير من رأيه الذي سطره عن الأستاذة رباح الصادق المهدي، فهي تتمتع بشخصية قويه وجرأة وقوة في تبني وجهة النظر التي تؤمن بها، وزدت له كيل بعير بأن رباح من وجهة نظري أنضج من جميع أخواتها، وأخواتها في العمل السياسي والفكري فهي أكثرهم قراءةً واطلاعاً وكتابةً، وربما مصدر ذلك أنها الوحيدة من بينهم درست جامعة الخرطوم واحتكت بالناس وجاءت للعمل السياسي من أخصب الميادين. قلت لعادل إن اختلافي العميق مع رباح لا يمنع أبداً أن نقر لها بما تتمتع من خصائص مع تثبيت وجهة نظري أنهم جميعاً يحملون في دواخلهم ثغرة الضعف الصمدية وهي قفل مواقفهم لمصلحة الدفاع المستميت عن والدهم، أياً كان وكيفما كان حال السيد الوالد هذا مع اختلافي أيضاً مع رؤساء أحزاب الأمة التي خاضت الانتخابات مؤخراً، ولكنني فكرت جاداً قبل أربعة أيام أن أجمعهم وآخرين على مائدة مناسبة أسرية أقمتها عندي في البيت لسوء الحظ وجدت الدكتور بابكر نهار في طريقه إلى سنار، والأخ مسار كان موجوداً في دارفور، ولم تستجب تلفونات الأمير دقنة وإبراهيم آدم وشرفنا بالحضور الدكتور الودود الصادق الهادي وهانذا أطلق سراح الفكرة في الهواء الطلق والله المستعان. صحيح أن رأينا في الانتخابات الأخيرة سالب وهو منشور ومعروف ولكن ما أنا بصدده يتجاوز هذه الجزئية. فالثابت أن هؤلاء جميعاً احتفظوا بالانتماء لحزب الأمة وهم الآن يمثلون قاعدة من قواعد الأنصار، وهو تمثيل أشبه بالتمثيل الفدرالي، فنهار ومسار لا يزالان يمثلان ثقل دارفور ودقنة متمركز في الشرق ودكتور الصادق في الوسط، فما الذي يمنع أن تتحد كل هذه الأحزاب خاصة وأنه لا توجد فوارق واختلافات حقيقة، فيما بينهم مع ملاحظة أن أحزاب الأمة أحرزت 25 مقعداً برلمانياً، وحققت أكثرية أصوات أفضل من الحزبين الاتحاديين فكرة التوحيد ليست بغرض العمل في هذا الواقع السياسي القائم الآن، ولكن للاستعداد لعمل إستراتيجي مستقبلي يتخطى المربع الزماني والظرفي الراهن ولكن. لوضع لبنة قد لا ينتبه كثيرون لأهميتها الآن ولكنها بالغة الأهمية في مقبل السنوات خاصة في ظل أيلولة حزب الأمة القومي لحالة وقفية أسرية مميتة. الصيحة