علينا ان نحترم مختلف الافكار التي تؤسس لمشروع يخدم المواطن البسيط وهنا يبرز التساؤل الاتي : لماذا يكون هنالك مواطن بسيط واخر تتعدد وتعجز جميع المسميات عن وصف حالته؟ تلك الفوارق الطبقية هي التي أصبحت المغذي الحقيقي للصراع الوطني وادت الى إستخدام أدوات بدائية خصما على الوطن ككل , فإستخدام القبائل ضد بعضها البعض في صراعات بدائية لاتعبر عن مصالحها الحقيقية ولا تستحق كل هذا التناحر البغيض الذي يؤسس لثقافة بدائية منحطة أتنجت تشوهات هنا وهناك وما بعيد عن الاذهان الصراع الاخير بين الرزيقات والمعاليا وماترتب عليه من احزان وضغائن يصعب معالجتها آنيا في بيئة تفقتر لادني مقومات الحياة الكريمة. وسط هذا الجو القاتم برزت فئات تتطلع الى ماهو أكبر منها فتعيين شخص فاقد تربوي وأخلاقي في رتبة عالية في الجيش كعميد عقيد مثلا لتمثيل الدولة أقصد العصابة الجاسمة على صدورنا مايقارب الثلاث عقود, فرجالات الدولة الحقيقيون لاينظرون الى أسفلهم ولايحتاجون الى كل تلك الجيوش المأجورة ولا يضطرون الى القيام بمسرحيات هزلية فيما يسمى إنتخابات كالتي شهدناها مؤخرا لإضفاء شرعية متخيلة يرسم ملامحها تحالف المرتزقة والعسكر والهمباتة والعصابات لإختطاف وطن جريح وتحويله الى مسرح عبثي يتسيده أصحاب الوعي المحدود والمتطلعين الى ذواتهم واللصوص بدونية فجة والعنصريين كتيارات لم تجد أي مشروع مقنع لبقائها الا بالإنكفاء نحو العشيرة حتى تحولت العشائر الى جيوش ولديهم تجار وسماسرة حرب يسعون الى الالتحاق بالطبقة المسيطرة حتى وصلت حد الإصطدام ( موسى هلال كحالة من مستخدم من قبل العصابة الى مناوش مفاوض للطرف الذي أتى به) ؛ أن الواقع الماثل الآن يمثل كارثة بمعنى الكلمة . كيف لا ويتربع على عرش الدولة أرعن من مشى بقدميه على الارض وحوله جوقة من المهرجين . أنا مصر على تسميتهم بالعصابة وحتى العصابات تعاف أن يدرج أمثال هؤلاء الاوباش بهم باعتبار أن العصابة هي مجموعة إجرامية هدفها محدود وهو جمع المال بطرق غير مشروعة وبأدوات غير مشروعة ولكنهم تخطوا ذلك بالتخطيط الدقيق مع سبق الإصرار والترصد بتحويل كل مكونات الوطن الى فئويات وعصبويات متناحرة أصغر حتى تؤول التبعية لهم في رأس الشيطان الخرطوم إن الحل الحقيقي للمشكل السوداني يتمثل في عملية فرز حقيقية للقوى الوطنية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير دون مجاملة وذلك بالرجوع الى الجرز التاريخي لتكوين اول نواة للعصابة المركزية القابضة سميت بمؤتمر الخريجين أبان حقبة الاحتلال الثنائي للسودان تحت رعاية النادي الماسوني العالمي. فمزكرة الخريجيين الى السلطات الاستعمارية مزيلة (بخادمكم الميطع) راجع دار الوثائق البريطانية للتاكد ارشيف السودان فترة الحكم الثنائي. بعدها بدأت عملية الاستغلال والاستغفال لمكونات الشعب السوداني وخاصة الاقاليم عندما إنقسمت تلك النواة الى كتل لتقسيم الكيكة (تركة المستعمر ) بين خريجي المدارس المدنية والعسكرية الذين تربوا في أحضان المستعمر فظهر السيدين وتامروا بل اجهضوا مشروع الاستقلال الحقيقي ثورة اللواء الابيض بقيادة البطل على عبداللطيف , كتبت جريدة السيدين أن أمة يقودها أمثال علي عبداللطيف لأمة وضيعة لاحظ التآمر. ومابعيد عن الاذهان ماتم ممارسته من رق بحق اهلنا الغرابة من قبل آل المهدي (تقطع عشرة متر من الادغال عندك متر في الجنة) لتوسيع مشاريعهم الزراعية وعندما تم تكوين اول نقابة للمزارعين وطالبوا بحقهم تم إرتكاب مجزرة بشعة عرفت بمجزرة عنبر جودة أبان ماسمي بالاستقلال, والتكية في الجزيرة أبا وفي الاخر بعد نصف قرن تم لفظ تلك الجموع الغفيرة في العراء حول المركز سمي بالحزام الاسود كذلك تم أيضا نفس السلوك البشع من قبل الوافدين الجدد مايسمون بالمراغنة (المير خان ) في شرق السودان كل هذا السرد لتسليط الضوء حول الكيفية التي تكونت بها تلك البيوتات الاستغلالية الخطيرة التي تحاول الان توريث ابنائها للعب نفس الدور وإستمرار عملية النهب لمقدرات الشعب السوداني راجع المؤرخ (تيم نبلوك) صراع السلطة والثروة في السودان بعدها ظهرت جماعة الاسلام السياسي كتيارات حديثة وافدة من الجارة الغير شقيقة على الاطلاق مصر استفادت من الوضع القائم لتكسب ود الجماهير المغلوب على أمرها في دارفور وكرفان بصفة أشمل والوسط لتلعب في النهاية نفس الادوار وبصورة اشمل مستغلة جهاز الدولة بكامله في عملية النهب وإسترقاق الشعوب السودانية الاصيلة وإزلالها . كل هذه الشواهد تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن القوى المعبرة عن إرادة الجماهير هي القوى التي تمثل صوت الغالبية الواعية بضرورة خلق نظام إجتماعي جديد بعيدا عن التصورات القديمة التي أثبتت فشلها وهي القوى الثورية الحديثة منتوج الصراع وهي الوحيدة القادرة على وضع الامور في اتجاه تأسيس لمفاهيم وطنية جديدة وما نعنيه بالفرز التاريخي هنا هو تغيير النظام الاجتماعي القائم اولا فبالرغم من القصور الذي شاب التجربة الثورية المعاصرة وذلك لسبب رئيسي وهو خروجها من نفس المشيمة المتعفنة المركزية الا انها تمثل نقلة حتمية في معادلة الصراع الوطني لايمكن أن يحدث تحول تاريخي لصالح الوطن والمواطن وحزب الامة واذيال المراغنة جزء منه وكذلك الاخوان الشياطين مهما تلونوا وتبدلوا وكل القوى الطائفية الرجعية ايضا ,كما يجب على القوى التي ورثت جهاز الدولة من المستعمر الإعتراف بإستنفاذ كل الفرص المتاحة لها في القيام بمهام رجال الدولة الحقيقين في بناء وطن مترامي ومتعدد الخصائص النوعية لقد توقفت عن الكتابة لفترة طويلة لعدم رغبتي في النطق طالما الكتابة هي مسئولية امام واقعنا المأزوم والمساهمة في ايجاد مخرج للازمة المستعصية التي وضعتنا فيها عصابة الانقاذ ولكن لم نستطع السكوت حينما رأينا النفعيين والمتطلعيين الى الصعود عبر الدم السوداني وأصحاب الرؤى الفطيرة الذين بفكرون بذواتهم لإختلاط الذاتي بالموضوعي لديهم يسوقون ذواتهم كمخلصين قمة الألم حد الجنون أن يتسيد المسرح العبثي لص وقاتل محترف يدعى محمد حمدان دقلو المشهور بحميدتي الذي قربه السفاح الاكبر ليبطش به الضعفاء والمطالبين بالعدالة والحرية من ابناء الشعب السوداني في الاقاليم ليستمتع بالمجازر وموائد الدم ويبدو أنه تعلم من سيده الحمار الكذوب الرقص مؤخرا أي وطن نكتب فجائعه بعد أن أجهزت عليه العصابات التي تربت في حضنه؟؟ وأي كرامة تبقت لدينا ودماء الوطن ودموعه تخطت مجازر صبرا وشاتيلا بل جرائم الصرب في البوسنة والهرسك وهولاكو التتري. ولازال بعض الجوقة يجوبون بلاد العم سام بربطات عنق انيقة وبدل انجليزية بحثا عن سلام مع عصابة المركز؟؟؟؟ أن مايدعو للاسى أن يكون شباب بلادي الاوفياء اعمدة البناء والمستقبل هم ضحايا الصراع مما حدا بالكثيرين الى ركوب البحر غرقا او الوصول الى مخيمات الذل الاختياري في بلاد اليانكي وللحديث بقية [email protected]