إهداء: شيز لونج ست الشاي! شفتو.. تلك الكنبة التي يطلب الطبيب النفساني ممن جاءه ينشد مساعدته ان يستلقي عليها هذا هو.. ال(شيز لونج) والذي ما ان يتمدد بظهره عليه ويتكيء راسه على مسنده باسترخاء الا ويشرع في (الفضفضة) و(التنفيس) قصا لهمومه تلك التي جعلته قاب قوسين او ادنى من احراز لقب.. مجنون، لذا وفيما انا اتدبر في حقيقة ان غالبية السودانيين المستظلين بظل السيدات من (بائعات الشاي) ذوي اعين مملؤة هما وحيرة وقلة حيلة وان المجتمع القاسي يدمغ كل من يراه خارجا من عيادة الطبيب النفساني بختم الجنون. تساءلت قائلة: هل اتخذ السوداني اللي قرب (يجن) من (كرسي ست الشاي) عن (شيز لونج) الطبيب النفساني.. بديلا؟! ودونكم في ذلك حقيقة ان (اغلب) الذين يجلسون على كراسي (ستات الشاي) البلاستيكية ذات الاناقة البسيطة ويثرثرون مع بعضهم البعض (فضفضة) و(تنفيسا) هم اما موظف (صالح عام) او (معاشي) بالباسه طاقية ده ل ده اصبح.. حاوي! او (والد) وقع تحت هاجس عدم مقدرته تسديد الرسوم الجامعية.. لابنه او (زوج) قامت زوجته باعلام الركبان عبر الصحف بانها قد رفعت عليه قضية طلاق.. لاعسار او (خريج زراعة) هو في زمان نفرة هؤلاء الزراعية لا يجد.. عملا وفيهم (رب الاسرة) الذي قام ببيع عفش منزله لانه حتى ال (10) من الشهر لم يعطوه.. مرتبا، وفيهم (سائق الهايس) ذاك والذي قبل ان يتم قولة: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم الا وطير الايصال ابو (30) اليقين من قلبه.. وفيهم من حينما هجمت عليه (كلاب لهب الجبايات) جاب ضلف دكانه او هجر مزرعته اما من اشهر افلاسه منهم نعق جرس الدلالة على مصنعه كما غراب البين قائلاً: على اونا .. على دو .. ان هلموا لتنهشوا لحم (عزيز قوم ذل). علما ان اولئك (السيدات) اللواتي للشاي بائعات يقفن شاهدا على ان السودان لهو احق دول العالم بالتربع على قمة قائمة دوله الفاشلة.. وبالله عليكم هل هناك فشلا اكثر من ان تزاحم خريجة هندسة مدنية تلك الام المطلقة المغلوبات على امرهن اولئك.. اللواتي اجبرن في زمان الغفلة هذا على العمل (بائعات للشاي) حيث (تصطلي) روؤسهن ووجوههن ب(لهيب) الشمس، فيما (تصلي) اجسادهن ب(لهب) مواقدهن!. لذا وبحق (شيز لونج ست الشاي) والذي لولاه لبلغت نسبة (السودانيين) البيطقعو بالحجارة في الشوارع ويحتلوا الصواني اكتر من ال(90%) التي هي نسبة الواقعين منهم تحت خط الفقر الا ترون بان (الشعب السوداني) مدين بان يلقي على (ست الشاي الباشمهندسة) وعبرها لكل (السيدات) بائعات الشاي (المكافحات) تحية احترام ومحبة وتقدير بقوله لهن: صباحكن شاهي برمكي.. صباحكن شاهي ساموطي.. صباحكن شاهي اخضر. *** إهداء: اهدي عمود (شيز لونج ست الشاي) الذي قمت بكتابته قبل أعوام خلت لشباب شارع الحوادث لنجاح مبادرتهم لإنشاء غرفة عناية مكثفة للاطفال ولخالتهم السيدة الكريمة بائعة الشاي أم قسمة التي يتخذ شباب شارع الحوادث من (بنابرها) مكتبا لهم لادارة المبادرة ومعالجة المشكلات التي ترد إليهم من المرضى. كما أهديه لجماهير الشعب السوداني الذين من عائد تحويل رصيدهم ومن تبرعات المغتربين منهم وبعض المؤسسات تم افتتاح غرفة العناية المكثفة بمستشفى محمد الأمين حامد للأطفال، وتقدم الغرفة خدماتها لما يقارب (200) طفل على مدار الشهر مجانا. [email protected]