قيادة الفرقة 19 مشاة مروي بالولاية الشمالية: رصدنا ثلاثة طائرات درون "استطلاع" تحلق على ارتفاعات عالية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا خير فينا إن لم نقلها..
بقلم: عثمان بوب
نشر في الوطن يوم 26 - 11 - 2012

لقد اعتادت المرأة السودانية أن تخرج للبحث عن سبل كسب العيش في عدد من المجالات، وقد شاهدناها مزارعة وأسطى في البناء و معلمة في الجزارة وهي في التجارة دلالية وصاحبة كوفير و بوتيك والنساء أصبحن سيدات أعمال، وإذا رجعنا لأيام زمان نجد أن المرأة كانت تعمل في سوق الحريمات في موقع البرج الحالي بسوق السجانة لتبيع المأكولات والتي تعرف بإسم الأنجيرة و تجارة المأكولات كانت رائجة في ذلك الزمان يعني في حوالى بداية الخمسينيات لأن معظم الموظفين كانوا من أبناء الأقاليم وكانوا يسكنون في ميزات عزابة ويتناولون وجباتهم في المطاعم بنظام الجرورة لحين صرف مرتباتهم وأصحاب الكاش من الموظفين كانوا يفضلون الوجبات البلدية الطازجة بالكسرة واللقمة وهي متواجدة في سوق النسوان وعدد قليل من النساء كن يعملن في صناعة الشاي أو الجبنة لتكملة طقوس الكيف بعد الشبع، وبالمناسبة الأكل في المطاعم في ذلك الوقت كان يشترط فيه الشبع ومن حق الزبون أن يطلب وصلة من الجرسون وهي جزء أصيل يتبع الوجبة..
ومحمد أحمد يقول إن علامات الإرتياح كانت تبدو على الزبون وهو يأكل بمزاج بدليل أنه يلحس أصابعه الخمسة لالتقاط ما علق بها من ملاح أو بقايا كسرة والحمد لله الذي جعل نفس الزبون فاتحة في أي وقت فهي تلتهم بدون فرز أو خجل، وطبعاً النسوان العاملات في جملون السوق لهن مهارة وخبرة في تجهيز الطعام، وقد شاهدنا عقب العام 1984م تدفقات من النازحات بعد موسم الجفاف و التصحر وطبعاً النازحات من الإقاليم لم تكن لهن دراية معروفة بطباع وأمزجة ناس المدينة ولذلك إتجهت معظم النازحات نحو صناعة الشاي لأنها سهلة ولأن إحتياجاتها بسيطة كلها كفتيرة وكانون وشوية كبابي من نوع عثمان حسين والشباب الذين لا يعرفون كبايات عثمان حسين أقول إنها كبابي شاي سادة قيافة وبعد أن تزايد عدد النازحات بدأ الإنتشار في الأسواق وأمام المتاجر حتى أصبح عدد بائعات الشاي أكثر من زبائن الشاي، و بعد أن إشتدت المنافسة دخل عامل اللون والقوام والزي ضمن عناصر الجذب لبائعات الشاي وخاصة بين الوافدات لأن السودانيات معظمهن من ولايات أهلها من حفظة القرآن وهم مشبعون بالقيم ولكن النوع المضروب موجود في كل مجموعة، وطبعاً تزايد إقبال الشباب على الوافدات من دول الجوار سببه أنهن صاحبات خبرة ومتمرسات في عملية الإستقطاب والجذب بكل الوسائل ، وبعد أن إشتد التنافس بين الوافدات القاصرات ظهر نظام الجنبات والكرانك لإدخال المزيد من عناصر التشويق حتى أصبحت الكرانك والجنبات ملاذات للشباب والمطاميس على وجه الخصوص والشباب المحروم والذي كان يمارس عشقه في القنوات والفضائيات وجد ملاذه وضالته في جنبات الوافدات وأخذ يقضي معظم وقته يستنشق البخور النفاذ والذي لم نفك طلاسمه بعد ويتعاطى الشيشة ويشرب الشاي حتى تنادي عليه الفتاة الوافدة بأن ليس لديك رصيد ليغادر الكرنك والوافدات القاصرات ولمزيد من عمليات تشجيع الشباب كن يسمحن ببعض الممارسات الخفيفة من باب الإكراميات المصاحبة لتناول الشاي وبعد زيادة تدفقات الوافدات وظهور السماسرة في الميناء البري بدأت عمليات الفرز لتصنيف الوافدات قبل التوزيع على الأحياء حسب درجة الفرز الأول أو الثاني وفي بعض الاحياء الشعبية نجد النطيحة والمضروبة وطبعاً كل نوع له ثمن ففي شارع (41) وفي بعض المواقع نجد الفتيات من الفرز الأول ونجد سعر الجبنة بخمسة وعشرين جنيهاً وفي الأحياء الشعبية الجبنة بخمسة جنيهات فقط وبعد اشتداد المنافسة بين الوافدات وإستعمال كل الأساليب والممارسات المسموح بها وغير المسموح ظهرت مواقع تعرف باسم التلفزيون أو المشاهدة الحية وفي مواقع التلفزيون تلك تظهر الفتاة الوافدة وهي عارية كما ولدتها أمها لتشرح لتلاميذ المدارس القصَّر أجزاء جسمها ولتسهيل الدخول فإن قناة التلفزيون تعمل بطريقة قدر ظروفك يعني بفئات رمزية والفتيات يعملن لإثارة الغرائز ويستقبلن تلاميذ المدارس بجنبة واحدة فقط و المسألة تشبة التمارين وبصراحة الحكاية جايطة وسط بائعات الشاي الوافدات وآخر الأنباء أشارت لوصول ستة من العاهرات المحترفات من كينيا، وقد أشارت الأنباء أن واحدة منهن ذكرت أنها نقلت الإيدز لثلاثين من الشباب وعدد من الوافدات من ناقلات الإيدز تم القبض عليهن، ولكن يا سيادتو أين القرارات والقوانين وتوصيات الصوالين والمسألة جابت ليها إيدز و الكافتيريات والجنبات والكرانك تعمل على عينك يا تاجر لا ضوابط ولا شهادات خلو من الإيدز ولا الكبد الوبائي والوافدات القاصرات يعملن بحرية وإذا كانت الأنباء تقول إن المصابات بالإيدز ، ذكر أن عدداً من المتزوجين كانوا يترددون عليهن و أخونا محمد أحمد يقول كل البلاوي والمصائب سببها الوافدات القاصرات، ولكن الثمن تدفعة بائعات الشاي السودانيات فيحظر عليهن العمل في الكثير من المواقع بحجة تجميل المدينة وكان من الممكن مطالبة السودانيات بالزي المحتشم الذي يعكس إبداعات التراث.. ويا سيادتو إن بائعات الشاي يخرجن من دقش الرحمن ويتركن الصغار مثل زغب العصافير ينتظرون عودة الأمهات في المساء لتناول الوجبة الوحيدة ولو تعرضت الأم لأية كشة فمعنى ذلك أن الوجبة طارت.
ويا سيادتو لقد سبق أن أجريت دراسة ميدانية لبائعات الشاي وإتضح أن نسبة تسعين في المائة ممن شملتهن الدراسة من خارج محلية الخرطوم.
ولكن طبعاً لا يمكن منع امرأة مكافحة جاءت من أقصى الحارات لتعمل في ميدان كركر أو في موقف جاكسون لأن محمد أحمد يقول إن العمل حق فقط كان على بقية المحليات الأخرى أن توفر فرص العمل للنساء بأن تنظم لهن الاسواق والمواقع وبائعات الشاي يصل عددهن إلى عشرة آلاف في أنحاء الولاية وهو عدد يستحق الإهتمام ولكن قضية بائعات الشاي أصبحت للمتاجرة فوزارة التوجية والتنمية الإجتماعية تعقد ورش العمل وتستخرج البطاقات بالقيمة لبائعات الشاي والمحلية تتحصل رسوم النفايات وتمارس الكشات حسب المزاج وإتحاد المرأة وأمانة المرأة كلهم ضمن الفراجة ولا يعملون أي حساب لعشرة آلاف صوت والله يستر ..
وللوقوف على حقيقة ما يجري في الكرانك والجنبات وبعد أن تصاعدت أصوات الإحتجاج والإستنكار وسط المواطنين قمت بصفتي أحد المواطنين في المنطقة بالإتصال بنائب رئيس المؤتمر الوطني السابق بمحلية الخرطوم وطلبت منه أن يمنحنا ساعة من وقتة ليشهد جانباً مما نكتب لأن من رأى ليس كمن سمع وبالفعل حضر الرجل وهو لا يدري الوجهة التي سيذهب إليها وقمنا بدخول عدد من الكرانك والجنبات وبصراحة فإن سيادة نائب رئيس المؤتمر الوطني وهو رجل داعية قد تعجب كثيراً مما رأى ، وقد وقف كشاهد عيان على أفعال الأبالسة بكل أشكالها وبعد الجولة على عدد من الكرانك والجنبات قام فوراً بالإتصال بعدد من القيادات ونقل لهم كل ما شاهده، ولكن الحال تواصل بصورة أسوأ مما كانت عليه والوافدات القاصرات من الفرز الأول تتدفق أمواجهن من الميناء البري للعمل في صناعة الشاي وأخونا محمد أحمد يسأل ما صلة الشاي بالستائر الحمراء والبخور النفاذ؟
و يا سيادتو إن بائعات الشاي السودانيات يتحملن مسئوليات التربية والرعاية والإعاشة للأسر الممتدة وأنا بحكم متابعاتي لحال بائعات الشاي وصانعات الطعام أقول إن عدداً من بائعات الشاي قد تمكنَّ من الوقوف مع الأبناء والبنات حتى مراحل التخرج من الجامعات وأعلم أن من بين بائعات الشاي والطعام من أنجبت الطبيب والمهندس والصيدلى والمحامى ، وأذكر من الأمهات المثاليات من بائعات الشاي السيدة أم جمعة كرار و عوضية عباس و عفاف حسن وحياة آدم موسى وعزيزة كافي و آمنة إدريس والأخيرة يكفيها أن بنتها بائعة شاي وهي مهندسة وقد افتتحت لها مكتباً هندسياً في مدينة الرياض بالخرطوم و أنا أعلم أن عدداً من بائعات الشاي في مرحلة الإعداد لدرجة الماجستير ويجمعن منصرفات الدراسة من بيع الشاي.
ويا سيادتو إن بعض بائعات الشاي والطعام أرامل بسبب الحروب ونسبة كبيرة منهن يتحملن مسئولية رعاية آباء وأمهات وبين عشرة الاف من بائعات الشاي والطعام قد تجد المتلاعبة والمستهترة ولكن بنسبة قد تجد مثلها في الجامعات أو حتى بين أفراد الأسر الرايقة والراقية ..
ويا سيادتو إذا كان في مثل ظروف بائعات الشاي وصانعات الطعام وفي مثل تلك الظروف القاسية التي تقابل فيها النساء نيران المناقد من الصباح وحتى المساء ويتحملن الزبائن بأشكالهم والوانهم وألفاظهم، ورغم ذلك يتحقق النجاح والإبداع والتفوق للأبناء والبنات ألا يستحق كل ذلك التقدير والإشادة و التكريم من أعلى مستويات الدولة وتخيلوا حال أمهات يخرجن لبيع الشاي أو صناعة الطعام من قبل الفجر ورغم ذلك يقدمن للمجتمع الطبيب والمهندس والصيدلي ولدينا حصر بأسماء الأمهات المثاليات من بائعات الشاي اللاتي حققن التميز وسننظم لهن أروع إحتفال تكريم وبصورة غير مسبوقة ولن ننسى كذلك المدافعين عن حقوق بائعات الشاي والذين خصصوا أوقاتهم بالكامل لخدمة بائعات الشاي فكانوا مثل عربات النجدة يستجيبون لنداء بائعات الشاي متى ما لحق بهن الآذى ونذكر من هؤلاء المدافعين الأخوة سمير محمود و الأخ حسن عمر و أخونا محمد أحمد يقول : والله فعلاً الجنة تحت أقدام الأمهات الشريفات المتعففات المكافحات اللائي يتحملن عذابات الدنيا في سبيل الآخرة.
ويا سيادتو الخلق ضايقى وهي وقفة مع موازين خردة الحديد لأن فيها بأس شديد :
قبل عشرين عاماً تقريباً ما كانت الخردة تباع وتشترى كما هو الحال اليوم وأذكر أن بقايا الحديد كانت تشكل هاجساً لعمال النظافة وكانت خردة الحديد تجمع مع النفايات وتحمل لأقرب مكب دون أن يلتفت إليها أحد وحتى خردة السكة حديد من عجلات وكمر وقضيب من النوع تقيل الوزن كانت مهملة ولا تجد أي إهتمام فتجدها مبعثرة في المحطات وكان ذلك إلى وقت قريب وكنا نشاهد الإسكراب وهياكل السيارات وقد تخلص منها أصحابها بالقرب من الكوش في الأحياء وبعد أن ظهر شبح الغلاء بدأ الأهالي يتحسسون مدخراتهم ويبحثون عن أي شئ يمكن أن يباع لسد فرغة في قفة الملاح وبصفتي مواطن معاشي تأثر بموجة الغلاء فكرت في مشروع لجمع بقايا الحديد وخاصة بقايا الكراسي والسراير والمواسير وقبل البداية في المشروع قمت بجولة ميدانية في عدد من الأحياء وشاهدت كميات ضخمة من الأنواع التي أرغب فيها فوق أسطح المباني، وقد تم التخلص منها أيام النعمة وبسطة الحال وكانت فكرة المشروع تقوم على جمع بقايا الكراسي والسراير والمواسير وإعادة تأهيلها و عرضها بأسعار مخفضة جداً ولتنفيذ المشروع عرضت الفكرة على مدير بنك الخرطوم فرع باشدار وكان وقتها الفرع جديداً ووجدت تشجيعاً ووعداً بالتمويل وذكرت ضمن دراسة الجدوى أن المشروع سيستوعب مجموعة من الفاقد التربوي في أعمال البوهيات والحدادة وطلبت ضمن معينات العمل لوري كومر موديل ستين لأن له شهرة في ذلك الوقت، وذكرت أن المشروع يحتاج لمستودع لوضع الإسكراب بعد جمعه من الأحياء وكنت أنوي التعامل بطريقة التجارة البكماء يعني كمية من خردة الكراسي أو السراير مقابل أواني منزلية مثل أطقم الشاي أو الترامس أو حلل القيزان وهذا النوع من الإستبدال يعجب ربات الاسر وبعد أن نضجت الفكرة تقدمت بطلب رسمي لمحافظة الخرطوم بلدية الخرطوم والتي كان يرأسها في ذلك الزمان الأخ محمد عبد القادر وفي جلسة لجنة التجارة بتاريخ 7/7/1994 نظرت اللجنة في الطلب المقدم من المواطن عثمان محمد على بوب وصدر قرار في الجلسة رقم (64) ومفادة الموافقة على الطلب ومنح أولوية له بسوق المسكيت المرتقب أو أي موقع في حدود البلدية تشجيعاً للفكرة وتحقيقاً لأهدافها وسوق المسكيت الذي ورد ذكره كان يفترض قيامة جنوب محطة الصرف الصحي والمحطة الوسيطة للنفايات ولكن بدلاً عن السوق قامت مجمعات سكنية وراح طلب العبد الفقير في حق الله وخطاب لجنة التجارة كان بتوقيع الأخ علي منصور مقرر لجنة التجارة في العام 1994م .
ويا سيادتو أنا أعتبر نفسي ضمن الفوج الأول الذي أرتاد مجال تجارة الخردة ولهذا رأيت أن أتناول قرار سعادة المعتمد عمر نمر والخاص بمنع عمل موازين الخردة بسبب سرقة ثلاثة آلاف من أغطية المنهولات بالسوق المحلي حسب ما جاء على لسان المعتمد وطبعاً سرقة أغطية المنهولات تفشت في الآونة الأخيرة حتى أصبحت معظم مصارف المحلية مكشوفة تماماً ولكن بالنسبة لقرار وقف عمل موازين الخردة والذي صدر بدافع الحد من سرقات أغطية المنهولات أو بعض قطع خردة السيارات أو حتى بعض مستلزمات الأسر التي تترك في السياجات فأرجو أن أطرح الأسئلة الآتية : ماهو الأثر السلبي المترتب على قرار وقف عمل موازين الخردة ؟ وكم عدد التجار الذين يعملون في مجال الخردة ؟ وكم عدد الصبيان الذين يعيشون على تجارة الخردة ؟ ويا سيادتو إن جمع الخردة من الشوارع قد أسهم في نظافتها وجنب مرضى السكري الجروح والبتر وفي ذات الوقت فإن الخردة قد أسهمت في توفير العملات الصعبة وساعدت في تدوير المصانع .. ويا سيادتو إن مشروع جمع الخردة والإستفادة منها عمل ما ساهل وفيه منافع للناس ولكن يبقى السؤال : كيف نتقي شر السلبيات وأهمها سرقة أغطية المنهولات التي أشار لها سعادة المعتمد وهل منع عمل الموازين سيوقف سرقة المنهولات لأن الخردة يمكن أن تعبر الكباري نحو محلية أمدرمان أو محلية بحري و نكون نحن المتضررين في محلية الخرطوم و أخونا محمد أحمد يسأل سعادة المعتمد إذا منعت الموازين هل ستمنع البيع بالكوم أم هو منع لتجار الخردة بصورة مطلقة يعنى إعتبارها مثل تجارة المخدرات و أحد الأخوان قال بسخرية يعني ممكن يمنعوا زراعة البلح بسبب إنتشار صناعة العرقي زي الموازين بسبب سرقة المنهولات.
و يا سيادتو إن المحلية بإمكانها وضع الضوابط و إصدار المراسيم وتحديد عقوبات صارمة في حالة المخالفة ويمكن وضع آلية للمراقبة والمتابعة أما بالنسبة لأغطية المنهولات فهي مصنوعة من الظهر ويمكن أن تصنع المحلية أغطية منهولات من الخرصانة المسلحة فهي قوية ومضمونة ولدينا تجربة بيان بالعمل في عدد من مصارف الولاية حيث تستعمل الأغطية الخرصانية.
ولكن من عيوبها أنها تقيلة وتعيق عمليات رش الناموس حيث يتعذر على العامل الواحد تحريكها ولكن دي ممكن معالجتها بتحريك أفواج من عمال الرش لتلك المصارف ومنها مصرف شارع 41 .
ويا سيادتو أرجو أن تستعجل محلية الخرطوم في وضع الضوابط المصاحبة لعملية تجارة الخردة و إستعمال الموازين و حتى لا يضار الفاقد التربوي الذي يعمل في جمع الخردة وحتى لا يضار تجار الخردة الذين يعملون بقروض تمويل وفوائد وأجل وعليهم التزامات وحتى لا تضار مصانع الحديد التي تستعمل الخردة في صناعة الحديد من سيخ وصاج ومواسير أرجو سرعة المعالجة.
ويا سيادتو أرجو أن تطمئن القلوب ويعلم العاملون في تجارة الخردة بأن العمل سيتوصل في القريب العاجل بعد إصدار الضوابط التي تحكم كيفية العمل، وواضح أن ألف واحد قد يستغل موضوع موازين الخردة لشيل حال المحلية، وللإستيضاح فقد حاولت الاتصال بسعادة المعتمد عمر نمر، و لكن كالعادة كان الهاتف مشغولاً و لا يمكن الوصول إلية و لكن سيادة المدير التنفيذي كان سريع نهمة فإستقبل الملاحظات برحابة صدر و نقل شكره وتقديره، و له منا ألف تقدير لأننا لا نريد إلا الإصلاح.
و يا سيادتو بعد قفل ملف موازين الخردة أرجو أن تعمل محلية الخرطوم على وضع التحوطات اللازمة لموازين أخرى ولآفة جديدة قادمة بدأت طلائعها وهي عمليات جمع المخلفات البلاستيكية من قوارير وخلافةه ، وقد وضح أن بعض الشركات بدأت تشتري المخلفات بالكيلو وبسبب ذلك إنتشرت مجموعة من الصبيان وأخذت تمزق أكياس النفايات بحثاً عن مخلفات البلاستيك وتترك النفايات مبعثرة في الطرقات والمشكلة أن عمال النظافة لا يرفعون الأكياس الممزقة لأنهم يعتبرونها أكياس منزوعة الدسم لأن مخلفات البلاستيك قد سلبت منها ، ويا سعادة المعتمد بعد أن تعالج مشكلة موازين الخردة ، أرجو أن تعالج آفة مخلفات البلاستيك لأن أكياس النفايات بعد تمزيقها سوتفتح جبهات جديدة لهيئة النظافة وأقترح منح الأسر أكياس بلون خاص لوضع مخلفات البلاستيك لتقدم كحافز لعمال النظافة ، و أرجو أن تكون تلك آخر الآفات التي تسببها الموازين حتى تتفرغوا للموازين ست الإسم التي تتصل بقفة الملاح.
والله يسوي الفيها خير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.