قيل أن رجلاً تزوج امرأتين الأولى تُدعى حانا والأخرى تُدعى مانا ، كانت حانا صغيرة في رعيان الصبا ونضارة الشباب ومانا طاعنة في السن، فإذا ماذهب إلى غرفة حانا أخذت في نزع الشعر الأبيض من لحيته لكي لا يظهر شيبه، وإذا ماذهب إلى غرفة مانا أخذت في نزع الشعر الأسود من لحيته لكي يشيب مثلها. ويظهر بمظهر الشيخوخة وبقى هذا الحال إلى أن خُربت لحيته تماما ، مابين( زعط) مانا و( معط) حانا... وجلس صاحبنا مغلوبا على امره أمام المرآه ورأى كيف ان هيئته تشوهت فقال غاضبا ((بين حانا ومانا ضاعت لحانا)) والسودان بين ضعف الحاكم واستهتار الحكومة وخوف المحكوم من المجهول واستكانته للفشل وهوان الاحزاب وقشرية مواقفها...ضاع الوطن فبين حانا ومانا ضاع سودانا... لماذا اليوم يبكى الشعب على حاله البائس وقد جنت على نفسها براقش ..لماذا يبكى الشارع السودانى وقد يصنع بعض الناس حظوظهم من الدنيا بايديهم حين يمنحوا الهوان رقابهم... االحقيقة الحياة لا تبنى على الاحلام والواقع لايصنع بالامانى ... نحن شعب نرجوا ولكن لا نبذل فى سبيل تحقيق الغايات ماينبغى فان كانت المبادرة الفاعلة هى الفيصل فى حسم المواقف فان ثمرة الكفاح النصر والتقدم .... وقطعا تغير المسار لاياتى على طبق من ذهب ولايمكن ان ندعى ونحن نستسلم للخيارات الهشة الجوفاء والاحزاب اثبتت ضاّلتها وضعف تاثيرها على ذاتها.... ولم تحاول ان تنفتح على الواقع لتخرج من جلباب التخلف لم تصل بفكرها وتفاعلها الى مفهوم الحرية فهل نرمى باللوم كله على الشعب الذى لايجد من ينقذه ولم يجد من ياخذ بيده فاستسلم للغرق والانتحار مرة بعد اخرى .... قبل سنة كنا نسمع من الرئيس عمر البشير ان هذه ستكون اخر ولاية له وقطع وعدا قاطعا وصريحا حين قال انه لن يحكم السودان بعد هذه الفترة... واستبشر الناس ان ..(البلاء قد انجلا )وبدأ البعض يقول للاخر حمد الف على السلامة ولكن كما تعود دائما صاحبنا الحنث بالوعد والكذب على رؤوس الاشهاد وهل تترك حليمة عادتها القديمة... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).... فالله المستعان [email protected]