المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضباط الاداريين اين هم؟! أثر بعد عين .... أم تحت الرماد وميض نار
نشر في الراكوبة يوم 10 - 06 - 2015

مفتشي المراكز ... نواب المأمير ... حملة الشرائط الصفر ... ضباط المجالس : مدن وريفي ... مساعدي المحافظين لمجالس المناطق.... المدراء التنفيذيين ... المدراء الاداريين ... أين كبير ضباط بلدية:- نيالا ... بورتسودان ....عطبرة .... كوستي ... مدني ... الابيض ... الخرطوم ... ام درمان وبحري؟ ... تعاونوا مع الرعيل الاول من السياسيين الذين انجزوا الاستقلال (( بلا شق ولا طق)) لإكمال السودنة رغم هناتها... وحافظو على استقرار الخدمة المدنية وانضباطها ... ليعبر السودان فترة التمرد عام 1955 بسلام ... وهم بكابينة قيادتها بحنكة وسلاسة ... انتشروا على امتداد اصقاع الميلون ميل مربع من طلائع الخريجين الجامعيين الذين قذفت بهم طبيعة المهنة ... فطافوا السودان شبرا شبرا ... على ظهور الكومر ومن بعده اللاندروفر قليل ظلهم ... في جلد وصبر يقتسمون مع اهل الهامش لقمة العصيد ويروون ظمأهم بكاسات القرع ... ماء القرب المعلقة على ثلاثة شعب معطر جلدها بدهن القطران ... شربوا ملء اكفهم جرعات من سلسبيل ترعة اب عشرين والميجر بالمشاريع المروية ... تنعشهم قطرات من رزاز شلالات جبل مرة ((قلول)) وفي عز الهجيرة لا يتأففون الراكد من مياه الحفيرة ... الميعة ... والرهيد ... والاضا ... ومن عيكورة النيل الازرق وهو في أوج فيضانه يمزقه إربا تيار خور ((تمت العظيم )) عند مدخل مدينة قيسان حتى يندلق ماءه بالضفة الاخرى في الاتجاه المعاكس لسريان النهر ... وفي صمت وسكون يتسلل النيل الابيض في عمقه الكثير من وشوشات ارواح الجدود وقد عبره الدراوييش مهللين مكبرين ... لكننا نرهف السمع لصرخة ((الاتبراواي)) وتمرد نهر الدندر وتململه .....................
عطنوا انفسهم دون أنفه او كبرياء يجالسون زعماء الإدارة الاهلية ناظر وشرتاي وحتى عمدة او غفر ... كان عليهم ان يضعوا اللبنات الاولى للسودان الحديث فشيدوا المدارس ... المستشفيات ... الشفخانات و نقاط الغيار ودربوا القابلات ... غير مقيدين بساعات دوام فبيوتهم مفتوحة لضيف الهجعة يستقبلونه ببشاشة وترحاب موظف منقول تعطلت وسيلة ترحيله ... تصدوا بجسارة وجدارة للأمانة التي عرضت على الارض والجبال فأبين ان يحملنها وحملها الضباط الاداريين رأس الرمح لإحداثيات التغيير ... تسامح وسعة صدر يحسدون عليها ولقد كان الجهاز طارد للفاسدين والعناصر الرخوة إذ سرعان ما يستبين الطبع من التتطبع فهم تحت بؤرة الضؤ ... كتاب مقروء للكافة ... فالضابط الاداري الاول بحكم موقعه له من السلطات القضائية ما يلزمه على ان يكون فوق الشبهات وهو كبير القوم عند الملمات وقطب الرحى لمؤتمرات الصلح وتجمعات القبائل في مهرجانات تقوي من الروابط الاجتماعية كالبنيان يشدون بعضهم بعضا ... وعليهم السهر على راحة المواطنين وامنهم عبر تقلبات فصول العام وقفل الطرق الرئيسية ومنع تحركات العربات التجارية منذ بداية الخريف مع الاحتياط بتوفير المواد التموينية والدواء ... بما يغطي فترة سقوط الامطار حتى يعبروها المواطنين بسلام فقد كان العلاج والتعليم والامن هو ما يؤرق بحق المسؤلين وفي مقدمة اولوياتهم ... لتأتي بعدها محاربة الناموس والباعوض بالرش بالطرمبات اليدوية فإصحاح البئية له كتائب من عمال الصحة وضباطها ومفتشيها ... فمحاربة انتشار الامراض تبدأ بها ..................
أرضوا ضمائرهم ... فكانت الحياة بهم ومعهم للغبش ظل من الغمام أفرد جناحيه على قراهم وبواديهم يدبُ على نسق نسيج خيوط من الحرير عاشوها حامدين شاكرين ليترجلوا دونها بنهاية سنين الخدمة ... فإذا هي معلقة على مشاجب حبل الذكريات بعض من الزمن الجميل !!! انهم مفاتيح الاقاليم وحكامها عليهم متابعة مراحيل العرب الرحل في رحلة (( النشوق )) وفق ما هو متفق عليه بعيدا عن اراضي الزراعة المطرية وهم مع اهتزاز اجراس هوادجهم على الجانبين قد تم توفير المرعى والماء للقطيع على امتداد مسيرة الرحلة ... ليعبروها بسلام قرية من بعد اخرى لا يبطء سيرهم الا عند ((الصواني)) لراحة البهائم او التزود من الاسواق الاسبوعية بحاجتهم من السكر والشاي والملابس والعطور يستبدلونها بالمواشي المعطوبة التي هدها طول المشوار والالبان والبيض والدجاج.
ومن صلب مهام الضباط الاداريين ادارة الانتخابات بكل مراحلها بدءا من اعدادات كشوف التسجيل ونشرها للطعون بما يقود للكشف النهائي لمن يحق لهم التصويت فمرحلة الاقتراع واعلان النتيجة قومية كانت او محلية ... فالانتخابات من نسيج شرائيين لحمة الضباط الاداريين للمهنية التي يتميزون بها وطبيعة وظيفتهم على قمة هرم الخدمة المدنية حيثما كانوا فهم رؤساء لجان المحاسبة و المؤتمرات والاجتماعات يؤهلهم لذلك اعدادهم الوظيفي وما تتيحه لهم لتنمية ملكاتهم الادارية وفي اطار حيادية الخدمة المدنية التي ظلت خط احمر حتي عبث بها اهل الولاء بتطويعها لتصبح احد روافد الحزب الحاكم!! ما كان الضباط الاداريين معنيين بتقلبات السياسة عبر حلقاتها الشريرة مابين نظام ديمقراطي وانقلاب شمولي فقد اعتصموا بحيادهم ومهنيتهم عاضيين عليهما بالنواجز لقناعتهم الراسخة بان هذا الشعب قادر على تصحيح المسيرة (( يا شعبا تسامي يا هذا الهمام ... تشق الدنيا ياما وتطلع منزحاما..)) بعدهم عن التزلف والتزوير والمحاباة ((كسير تلج)) حال بينهم والقبض بيد من حديد على عضوية ورئاسة مفوضية الانتخابات فهي ابنهم الشرعي ... ليتقلص عددهم الى ثلاثة اعضاء فقط وتكاثر دونهم عددية النظاميين كضباط اقتراع من الشرطة والقوات المسلحة حتى اصبحوا غرباء في دارهم !! لكن عزاءهم ان المهنة او الجهاز في عظمه قد اصبح في كف عفريت فمع اختتطاف السودان من قبل الجبهة القومية الاسلامية في الثلاثين من يونيو 1989 بما عرف زورا وبهتانا بثورة الانقاذ الوطني ... انقسم الوطن ودمرت البنيات التحتية للاقتصاد القومي وفي مقدمتها مشروع الجزيرة والمناقل ... الرهد والسوكي ... لتتساقط تباعا اضراس قطاع النسيج والزيوت ... وتذهب ريح السكة حديد ... وحتى قيم ومثل الشخصية السودانية قد مسها الضر فما عاد هناك الا قلة من الذين يمكن ان نطلق عليهم ابناء البلد وتوارت حفيدة عزه والكنداكات بعد ان سقط تاج عزتها وكبريائها والخيبة لا يمحوها البكاء على اللبن المسكوب بعد ان غرق جل الشباب حتى مفصل الرقبة في بركة الانحلال والميوعة الآسنة ... لنصبح في غفلة من الزمن الردئ نصدر المخنثين ... بائعات الهوى وعلب الليل لدول الخليج ... فطوبى لمن هللوا وكبروا لإمام الافك وهو يريق الخمور المصنعة ويقفل بالضبة والمفتاح بيوت الدعارة في العلن ... وما ادراهم ان المعاصي امتحان للخلق لما بعدها بما يفتح باب التوبة النصوحه التي تتجلى عندها قدرة غفار الذنوب ((الحديث الشريف وجدلية المعصية والغفران)) وشتان ما بين معصية الفرد وفساد الحكام وكذبهم وهذا ما يتعارض مع صفات المؤمن الذي يسرق ويزني ولكنه لا يكذب وهل من مقارنة مع البديل الذي جعل اكثر من 70% من الشباب متعاطين للمخدرات جالبة الهوس ومغيبة العقل لينفتح علينا باب من جهنم ما بين معصية الوالدين والتعدي عليهما بالضرب ووطء المحارم تنكست رؤوس فلمن الشكوى وكيف الخلاص؟ والايام ترفد ((دار المايقوما)) بالعشرات فهل نكتفي بالمشاركة الوجدانية والتبرعات وما حكم من كسرت رقابهم والقي بهم في اعماق الجب ومراقد النفايات ... و عن تنامي عددية الشواذ والمثليين حدث ولا حرج ... تحت افرازات السلم التعليمي المرتجل الذي جمع مابين اطفال ومراهقين في صعيد واحد ... جرائم اغتصاب ما دون سن العاشرة تفوق الثلاثمائة كل شهر هذا ما يصل الاجهزة العدلية وما دون ذلك يزيد ولا ينقص ... ما لكم كيف تحكمون ...؟ جرائم من تسيدوا الساحة السياسية ... انفردوا بكل شئ وافسدو كل شئ .... العنتريات التي ما قتلت ذبابة ... لكنها ضيعت وطن وجيل اثر جيل ... ولن تجد لتعنتهم وركوب الرأس وعزل الآخرين تبديلا !!
لقد تم استهداف جهاز الضباط الاداريين جهارا نهارا مع سبق الاصرار والترصد ... فبدأت المرحلة الاولى بإحالة اهل الخبرة والخدمة الطويلة بما عرف يومها بالصالح العام... ليفقد الجهاز رأسه المدبر خازن إرثه فينقطع حبل التواصل بين الاجيال ليملاء الفراغ بتعيين العشرات من الذين اطلق عليهم ((الضباط الرساليين)) وهؤلاء وطئت اقدامهم ارض لا عهد لهم بها جاءوا يقدلون كالطاؤوس المنتفش ريشه مشبعين غطرسة وكبرياء فهم رسل الاسلام و مالكي الحقيقة دون سواهم ومنقذي الجهاز من براثن ((إرث االمستعمر))كما اطلق عليهم عراب الانقاذ ... غير مقيدين بالتحية العسكرية لمن يفوقونهم خدمة من قدامى الضباط الاداريين فالتحية لاتكون لغير الله بمنطقهمفإحترام الرئيس أسقط في لجة التميز والافضلية باهتزاز المقاييس واسند لهم وزير شوؤن الرئاسة يومها مهمة اعداد كشوف المقترح الاستغناء عن خدماتهم فانجزوها على خير وجه فليس بين المحالين للصالح العام من يسبح بحمد المشروع الحضاري ولن يكون !! لتاتي الضربة القاضية للجهاز ممثلة في صدور كشوفة الترقيات والتي صدرت تباعا وكانت شبه محصورة علي الرساليين لذا صدرت تحت التربيزة فلم يصدر بها مكتوب يقرأ تتبادلها الملفات المفتوحة او يعلن من خلال اجهزة الاعلام المقروءه والمسموعه وفي ذلك ما يعين على ضرب ((طيرتين بحجر واحد)) تتم ترقية المعنين بها ويسقط في يد الذين تتخطاهم الترقات حق الشكوى و التظلم لغياب المستند الذي يعتد به !! فما هي الا عقد ونصف من الزمان حتى هيمن الرساليين على مفاصل الجهاز ليصبح كل منهم في موقعه الامر الناهي !!! لتاتي المرحلة الاخيرة كآخر مسمار في نعش الجهاز ممثلة في اختيار الولاة والمعتمدين من اطباء ومعلمي التربية الاسلامية لزوم جرعات صلاة الجمعة وقدماء الاجهزة الامنية من شرطة وقوات مسلحة في تجاهل تام واستبعاد للمعاشيين من الضباط الاداريين كما جرت العادة في السابق فحتى ابناء الطرق الصوفية لم يفوتهم المولد رغم ان الكثيرين منهم لا يجيدون الا كتابة البخرات ومسح لوح المحاية !! لكن العبرة بمكانة زعيم الطريقة وكثافة المريدين الذين هم طوع البنانيجمعهم أنى شاء ومتى شاء للقاءات الجماهيرية او للتصويت لمرشحي الحزب الحاكم !! لذا يصل التيار الكهربائي قرية الشيخ دون سواها وإن تطلب الامر عشرات الاعمدة والاف الامتار من السلك الكهربائي ((وداي صالح/ الشيخ الامين / ابوقرون/ ام ضوابان/......)) اما المواطنين الذين التزم السيد الوالي بإنارة جمع قراهم في خلال هذا العام فهي فقاعة انتخابية الحقيقة ان المواطنين هم من يتحملون تكلفة الامداد الكهربائي و هي بالمليارات فمن اين لهم ذلك وهم العائشين على الكفاف منتشرين صبيتهم بتقاطعات الطرق الرئيسية بالعاصمة يبيعون المناديل والماء البارد واباءهم اصحاب طبالي بالاسواق الشعبية:- امدرمان – الخرطوم – سعد قشرة – لايعودون لقراهم بشرق النيل الا في عطلة نهاية الاسبوع وهي تفتقد خدمات التعليم والانارة والمياه الصالحة للشرب ... ومدرسة ((كبوتا)) ظلت مقفلة لاكثر من عشرة سنوات لعدم توفر الكادر من الاساتذة والمعلمين وانهار اكثر من فصل بمدرسة((ودالامين )) رغم انها قد شيدت من الطوب والحجر واكثر من قرية يعتمد مواطنيها على مياه الحفائر من سيول وفيضان بعد ان تغسل ادران الارض و روث البهائم وفي مقدمتها(( السعيداب- الطلحة سعادة –الشوتلاب – ام رمته – ام كف – الغابة - ابو زيد......)) والمزيد الذي فات على القوي الامين سيد الساحة السياسية وخيرمن يخدم البلد ان يكشف لنا عن اسماء العاملين بمكتبه الذين استولوا على المليارات بتزوبر عقودات قطع سكنية حازوها دون وجه حق ولماذا رفض السيد الوالي فتح تحقيق لتحديد المسوؤل عن ابتلاع ((علبتين من كبري المنشية)) فانهد وسطه في وضح االنهار ومن الذي تلاعب بفروقات السيخ غير المطابق للمواصفات والذي استعمل في تشييد كبري القوات المسلحة ((كوبر)) وتقلص عمره الافتراضي ومنعت الشاحنات الثقيلة من عبورة ؟ وكيف وصلت تسعمائة باص خردة والعامل منها الآن على الخطوط لا يتجاوز الثمانون بص لتصبح الولاية مكب للنفايات الاوربية وهل يعلم القوي الامين كيف تم توزيع المزارع بشرق النيل وهل في النية التحري أم على الامر السلام ... لينام صاحب الوديعة ويصحو فإذا هو((عميل متميز في مصرف متميز))؟!!
إن شرق النيل يا سيد الساحة السياسية هي مستقبل الولاية لو تعلمون وبقرتها الحلوب بما فيها من اراض خصبة مستوية على امتداد البصر على الولاية ان تشمر عن ساعد الجد تستصلحها وتوفر لها الماء من باطنها او بواسطة الطرمبات من النيل لتاتي خيراتها من وسلوى لكن شريطة ان يكون المواطنين شركاء لا أجراء او مبعدين وهم ملاك هذه الارض بوضع اليد ورثوها اب عن جد فكيف لها ان تذهب للمستثمرين الاجانب واثرياء الغفلة ومع ذلك على المستثمرين ان يتحملوا تكلفة الامداد الكهربائي والمياه الصالحة للشرب وصيانة المدارس على امتداد هذه القرى اما فرض الامر الواقع بالقانون الجائر فلن يصمد على المدى الطويل فالارض عند اهلها بعض من الشرف الرفيع ((لن يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم)) فمن الاجدى والاصلح البحث عن صيغة للجوار الصالح تنمي الالفة والتعاون ....
ثالثة الاسافي اطلاق يد المعتمدين بلا حسيب ولا رقيب في غياب المجالس القاعدية والوسيطة المنتخبة بنزاهة وشفافية فهو وحاشيته من سائقي عربات وزيوتها ووقودها وحرس وكتبه وحارقي البخور لا تغطي المليونين احتياجاتهم اليومية ومن قائل بان نثرية المكتب خمسين مليون بالتمام والكمال في الشهر يجمعها المتحصلين رسوم وجبايات ترافقهم الشرطة ارهاب وحمرة عين ((كدم الحجامة)) وتبعثر صرف من لا يخاف الفقر وفق مزاج الفرد الصمد فالصرف الحقيقي لتعليم الخلاوي بمحلية شرق النيل يتجاوز الاربعة مليارات ونصف كما تحدث شيوخ الخلاوي وهم يحتفلون بتخريج دفعات متوالية من حفظة القران متأثرين ببدعة احتفالات خريجي الجامعات و رياض الاطفال ولكن على طريقتهمفتتمد الموائد بما لذ وطاب من اللحوم الحمراء والبيضاء وتتعدد اضناف الفاكهه محلي ومستورد تتحملها الخزينة العامة على حساب مواطني المحلية ((صرف غير مرشد)) فمع قليل من التدبير والدراسة والخيال الخصب كان يمكن دمج التعليم الاهلي والنظامي بما يوقف نزيف الفاقد التربوي بالمدارس النظامية التي تفتقد كل وسائل التعليم والتربية من معلم وكتاب وفصل وكنب وبئية تعليمية ... فهي طاردة لكل ما تحمله الكلمة من معنى وقبح وغبن فرحمة بهؤلاء الاباء والامهات وايديهم على قلوبهم صباح مساء مخافة المستقبل المظلم االذي ينتظر ((جنى حشاهم )) !!!
لقد تلقى والدي علوم القران والحديث والسيرة النبوية بالمعهد العلمي الذي كان يومها يشرف عليه فطاحلة العلماء بالجامع الكبير بسوق مدينة ام درمان بعد ان حفظ القران بخلاوي الولاية الشمالية وللمزيد انضم للسيدين عبدالرحمن المهدي وعلى المرغني لتلقي علوم الدين على يد الشيخ العالم العلامة احمد البدوي بمنزله بحي الهاشماب وسرعان ما تكرر غياب السيد علي المرغني والتي عزوها رفاقه وشيخه الذي اوجزها في الحكمة الخالدة ((ميمان لا يتعلمان المستحي والمتكبر)) والمناسبة فرصة ان نتحف القراء بمقولة الخليفة عبد الله التعايشي ((تورشين )) خليفة الامام المهدي الذي اشار فيها الى صفات ثلاثة من الرجال الذين حوله:-اولهم رجل يخاف من الخليفة ولا يخاف من الله وهو سلاطين باشا وثانيهما الذي يخاف من الله ولا يخاف من الخليفة وهو الشيخ احمد االبدوي وثالثهما من لا يخاف من هذا ولا ذاك وهو المحارب الصلد النور عنقرة الذي كان يتعاطى الخمر ودولة شرع الله في أوج مجدها !!! لم يكتفي والدي بذلك بل كانت له دروس خصوصية مع احد معلمي اللغة الانجليزية وهو خليفة السجاد المنتظر فالمزج ما بين الحداثة والقيم المتوارثة وضرورات المواكبة وكل جيل خلق لزمانه والانكفاءة على الماضي رهق على الشعوب وضرب من التخلف وما ممارسات الدواعش عنا ببعيد والعبرة بما تختزنه الجينات!!!
غياب الضباط الاداريين عن مشهد الحكم المحلي ومسرحة إطفاء لمصباح علاء الدين وقد تلازم ذلك مع افراغ الحكم الفيدرالي من نواته بعد ان أصبح تعين الولاة من شان رئيس الجمهورية فولاءهم لسيد نعمتهم فأين حكم الشعب للشعب والمشاركة الشعبية في وداع الفكر الاخواني وغياب رموز المفكرين تسير القافلة والحبل على القارب فهي ردة الى انظمة نوفمبر 1957 ومايو 1969كلاهما يختلف بان اهل السلطة حينها كانوا على كلمة رجل واحد لهذا كان التنحي بلا مضاعفات وثقب الأوزون قد جعل من اهل الانقاذ كل يغني على هواه فانكشف ظهر وبطن النظام مما جعله يتحصن بجهاز الامن والعسكر في مواجهة معارضة عجمت عودها وقويت شوكتها و جعلت من شعارها ((جبهه عريضة لكل الرافضين لاسقاط النظام)) الذي يترنح متعثر الخطى في لجة ازمات تزيد ولا تنقص وحركة الاسلام السياسي العنف الدموي عندها ارث وميراث فلا وجود لشرف الخصومة (( وجادلهم بالتي هي احسن)) فالسيف اصدق انباءا من الكتب ومعسكر الاعداء بينهم رفاق الامس من رموز الحركة الاسلامية وهو ما يفتح الباب لسيناريو التصفية ((ليملاء الحشاششبكته)) فازدياد عددية المغادرين والمنشقين والفساد الذي ازكم الانوف قد اضعف من هيبة الدولة امام المواطنين الذين متى استلهموا ماضيهم والواقع الاقليمي قادرين على دحرجته صوب مزبلة التاريخ وهو فاقد المصداقية والارادة السياسية وفاسد في نفسه ومفسد لغيره وجميعها عوامل فناء تهد من عضده وتعصف به غير مأسوفا عليه طال الزمن ام قصر.
الاسواق العشوائية التي قامت علي جانبي طريق الاسفلت في كل من مدينتي سوبا شرق وام ضوا بان هي من القبح بمكان قد خلقت زحمة لا مبرر لها ضحاياها هم تلاميذ المدارس الذين يندفعون بلا تروي للحاق بمواقيت طابور الصباح فتتخطفهم العربات التي كثيرا ما نجد سائقيها يقودونها بطيش واهمال والنظرة العلمية لمن هم اهل ((الجلد والراس)) كانت كفيلة بان تقودهم للتخطيط المسبق لهذه الاسواق داخل المدينة على ان تشيد الدكاكين وبقية المرافق من ميزانية المعتمدية وفي هذا مورد لا ينضب من الايجارات الشهرية التي تقيهم شر مطاردة التجار لإستخراج الرخص التجارية التي تضاعفت فئاتها ليكون سدادها على اقساط نصف او ربع سنوية وبقية الرسوم والجبايات التي تكاثرت بمختلف المسميات بما قصم ظهر التجار وحد من ارباحهم القانونية ولربما مس راس مالهم ... وقد لايعلم من دخلوها وصقيرا حام ... فجعلوا عاليها سافلها بأن سوق حي العرضة بمدينة امدرمان قد تم بناءه قبل تسليم القطعة السكنية للمواطنين ... والزائر لمدينة الابيض تعقد لسانه الدهشة وتبهره روعة المشهد وهو يتجول بين احياءها التي رافق كل منها اسواق محلية تخفف الضغط عن السوق الرئيسي وتفتح فرص عمل للعواجير بجوار سكنهم وتوفر عليهم عنت المشاوير وتدر عليهم ((قرشين)) اكثر من سبعة اسواق ... لقد حرص الناظر علي جميل على تخطيط قريته ((الشبارقة)) منذ عشرينات القرن الماضي و هي اليوم تستقبل بترحاب تحسد عليه الامتدادات السكنية والمباني التي تشيد على احدث طراز محتفظة بمساحات خالية لرياض الاطفال والمدارس ودور العباده ... ومرد ذلك العلاقة الوثيقة التي ربطت بينه ومفتشي المراكز الذين تناوبوا العمل بمدينة ودمدني فتشرب منهم ضرورات التخطيط أعانه على الاقتناع الذاتي وتبني الفكرة استعدادة الفطري للتغير صوب الاحسن وحاسة الزوق للجمال ورونق التنظيم والتخطيط والاعجاب بهما التي اثبتت مع الايام في لهاثها انها مغروسة عنده في اللاشعور فلا عجب ان لم تخونه ابدا ابد ...!!!
قد لا نجد ابلغ من مبدأ القوة نركن اليه في تفسير الازمات التي تاخذ في رقاب بعضها البعض:-((وعندما تتمركز السلطة الهائلة في يد شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الاشخاص فهي تفسد بصيرتهم وانسانيتهم ...)) فالانقاذ وهي تبدل جلدها بعد ان اخرجت كل ما في جعبتها من من افاعي وعقارب لا تدري بانها في اوهن مراحلها فاليد القابضة والعنف المفرط لن يضمن لهم سلطة او جاه فكيف لنظام ان يظل لعشرات السنين محاربالمواطنيه مستاثرا دون الاخرين وهو لا يعلم ان في عزلهم قد وضع نفسه في مهب الريح.
في خضم هذا التخبط قد نجد لافته بقلب السوق باحرف كوفية بارزة تتقدم احدى المكاتب التي احسن تاسيسها ((ضابط اداري الدرداقات )) ومفتول العضلات ومبروم الشنبات مهمته مطاردة الصبية الذين يقودون الدرداقات خاصتهم حتى يجبرهم على اخلاء السوق لتلك التي يملكها احد النافذين ياتيه ايجارها في نهاية اليوم ((حامد شاكر )) كاحد الاثرياء العاطلين ... هذا الضابط الهمام يجسد بالصورة والصوت ما ال اليه حال الضباط الاداريين .. اثر بعد عين !! وفي غياب رسل الاستنارة عصي على المواطنين رؤيا قضايا العصر والالمام بخفاياها واول الضحايا هي المراءة التي تقيد خطاها توجيهات المشايخ الملزمة ((فرض عين)) باتمام نصف دينها و هي لم تعبر مراحل طفولتها بسلام تشبع فيها رغبتها للشقاوة واللعب والتوهان في عالمهاالسحري اما التعليم العالي والبحث عن وظيفة فتلك من بدع الدنيا الزائلة يكفيها رضا زوجها عنها لتفوز بالجنة فقد رسم لها خط مسيرتها بين خيارين احلاهما مر ((فهي ان ماتت للحجار وان عاشت للرجال)) وللانقاذ باع طويل في تثبيت دونيتها فهي عندهم : ((نعل مداس ان لم تكن فاس لا يكسر الراس ))
عزاءنا ونحن على مقاعد مسرح اللامعقول ان نتابع ولا جديد يدهشنا وبيننا من أعيته الحيله فطار في عش المجانين مشدوها بافاعيل تجار الدين واغلين في النفاق والتدليس بما ادهش ابو الابالسه والشياطين فهل بيننا من يعقل ان هؤلاء إلا بعض من (( الدواعش)) والاسلام السياسي ما عاد هو الحل وثورة الاتصالات عرَت المنظمات والفصائل الاسلامية بمختلف مسمياتها فاذا البربرية وانياب الوحوش هو ما يجيدون النسيج على منواله وان توارى جهاز الضباط الاداريين الى حين فوميض ناره كفيل بان يعين ((الطائر الخرافي)) لينتزع روحه من بين ركام الرماد...ولن يكون النهوض الامتلازما مع الوطن الذي لن يستقيم به الظل الا بهدير الملايين
في الشوارع كالسيول
يدق زاحفها قلاع البطش
والظلم الطويل....
وطويل هو عمر الشعوب لمن يستقي المعرفة من ثورات الربيع العربي الذي قدمته بالمجان ((درس عصر )) ولضؤ ينبثق من اخر النفق تشرئب الاعناق مترقبة عودة حملة الشرائط الصفر راس الرمح لتوطين قيم الفيتنا الجديدة حتى يصبح لنا موطء قدم مع امبرطوريات المستقبل التي هي بلا جدال ((امبرطوريات العقل )) ولعمري هذا معقود بنواصي عودة دبيب الحياة لعصب الريف وعقله الناضج المتفتح .... الضابط الاداري ليس بواقعة المسخ المشوه كما هو بيننا اليوم يمشي بالاسواق وانما كما نعرفه جميعا والعهد به ..... جاك .... نعم جاك :-
((Jack of all trade and the master of non. The first among all equals .........))
الحنفي المكي البكري – ضابط بالمعاش
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.