اتحاد المزارعين في ولاية القضارف يرسل إنذاراته بفشل الموسم الزراعي بسبب نقص الجازولين، وفي الخرطوم على مدى الأيام الماضية تصطف السيارات في محطات الوقود ما ينبئ بأزمة وقود تتبعها أزمات متصلة، تزامن مشهد الصفوف مع أداء الرئيس اليمين الدستورية، وإعلان الحكومة الجديدة. أمس اضطرت مؤسسة الرئاسة إلى التدخل لحسم الأمر، والذاكرة القريبة تقودنا إلى تدخل الرئاسة لحل أزمة خبز كانت قد حلت بولاية الخرطوم وعدد من الولايات. وزير النفط الجديد وبعد لقائه بمؤسسة الرئاسة خرج ليقول للصحفيين إن أزمة الوقود مفتعلة، بمعنى أنه ليس هناك نقص في الوقود بل إن المخزون، حديث الوزير الجديد إن كان صحيحاً بدرجة مئة في المئة فالأمر خطير، والخطورة أكبر إن كانت الوزارة لا تعلم من هو الطرف الثالث الذي افتعل الأزمة، وما دام أن هناك أطرافا بإمكانها التحكم خلف الكواليس فالأمر ربما لا يتوقف عند الوقود، رغم أنه أصبح معتادا في كل أزمة، كل طرف يتهم الآخر، إلا أن هذه المرة يبدو أن المتهم جهات مجهولة. أيا كان، حينما تطالع خبرا أن الرئاسة تتدخل لحل أزمة الوقود، أو الخبز أو الغاز، فهذا من أقتم الأخبار على الإطلاق، أين المؤسسات المعنية بالأمر مباشرة، هل هي غير قادرة على أداء دورها كما ينبغي لتضطر الرئاسة إلى التدخل في صغائر المهام، أم الأمر جلل يستحق تدخل الرئاسة، وإن باتت الرئاسة تتدخل في كل المهام التنفيذية للوزارات، ماذا بشأن القضايا الكبيرة وفوق ذلك تدخل الرئاسة يرسم صورة سوداء في وجه المواطن خلاصتها أن كل شيء يتصل بمعاشه اليومي يحتاج إلى تدخل الرئاسة. الموسم الزراعي، هو لب القضية، فشله ربما يُحول المشهد إلى ما ليس مرجو، الموسم الزراعي الماضي حقق نجاحا لافتا، كفى الناس به شرور التوقعات، إنذارات اتحادات المزارعين ينبغي أن يُنظر إليها بعين الاعتبار ومنذ وقت مبكر، فالوضع لا يحتمل أي نقص في الغذاء، حتى لا نضطر جميعنا لانتظار المعونة والمانحين. التيار