How Nubians Destroyed Their Civilization and Destroyed the Sudan عندما فقدت المجتمعات النوبية قدراتها و مواهبها للإبداع و للأنتاج إنهارت الحضارة العريقة نتيجة لنشاطات خوارج من أبناءها الذين إتجهوا إلى نخر عظام شعبهم فتأكلت و هوت الحضارة. سقوط الممالك النوبية بفعل أبنائها نتج عنه تدهور متواصل لجميع مكونات السودان المعاصر. أي ان السبب الأساسي للأوضاع الحالية في السودان هي أفعال الخوارج من المجتمعات النوبية و الذي ترتب عليها تفاعلات ادت في النهاية لتهميش ذات المجتمعات النوبية الاصيلة و أنهيارها. و لحق بالنوبيين تهميش التجمعات التي أقامها الخوارج من النوبيين و التي إمتزجوا فيها بالرقيق و بالفولانى و التي أطلقت علي نفسها مسميات القبيلة. أي أن المجتمعات النوبية هي الفاعل في البداية و الضحية فيما بعد. عمليات النخر و الهدم كانت في شكل صناعة الرق أولا من داخل المجتمعات النوبية و توسعت إلي مهاجمة القوميات المجاورة. نشأة الرق في السودان و في المجتمعات النوبية قام علي أيد خوارج من أبنائها و توسعت بالمنفعة التجارية و العسكرية المتبادلة بينها و بين مجموعات الفولانى الرحل الوافدة من شمال و غرب إفريقيا. بذلك تحول الإقتصاد و السياسة و الثقافة النوبية لتعتمد علي موارد صناعات الرق و مؤسساتها كبديل للأنتاج و الإبداع المندثر. كما ظهرت ممارسات جديدة بسبب الرق كختان الفتيات لضمان عذريتهم و بيعهم بأسعار أعلي. كما انتشرت ممارسة الشلوخ لتمييز الأفراد و الرقيق و حمايتهم من الأختطاف. كما تفشت مؤسسات الدعارة و الشذوذ الجنسي نتج عن صناعة الرق تجمعات واسعة جديدة خارج القري و المدن النوبية تنتقص من أطرافها كما تحولت قري و مدن قائمة إلي الرق. بذلك أصبحت مستوطنات الرق مدن و قري مستقلة أطلقت علي نفسها مسميات جيدة و أعتبرت نفسها قبائل مستحدثة. و اصطنعت تلك القبائل لنفسها تاريخا شفهيا و أنساب عربية و إدعت الإسلام لتعطي لأنفسهم الشرف و المشروعية و التاريخ الذي يبرر ظهورهم و ممارساتهم أتفاقية البقط لعام 652 ميلادي التي وقعت بين الحكام النوبييون المسيحيون و المستعمرين العرب المسلمون لمصر أقر فيها النوبييون بإعطاء العرب عدد 360 رقيق سنويا و هذا مخالف لتعاليم الإسلام و المسيحية. تلى ذلك التاريخ تصاعد و تحول و توسع مستمر لصناعة و تجارة الرق النوبية على هذا النحو نجد أن جميع القبائل السودانية التي تدعي أصول عربية هي في الواقع تأسست علي أيد خوارج النوبيين و تشكلت من الخوارج النوبية مختلطة و متصاهرة بالرقيق من مختلف أقاليم السودان بالأضافة لأعداد قليلة من الفولانى. هذا التصور يدعمه حقيقة عدم حدوث أي هجرات عربية كثيفة للسودان لوجود عوائق طبيعية و ثقافية عديدة تحول دون حدوث تحولات في النسيج العرقي السوداني بشكل يذكر أو محسوس. و لو أن النزوح و الهجرة يمكن أن يغير في التركيبة العرقية لأصبح شعب السودان أقرب لمصر و لإثيوبيا و تشاد و يوغندا أو كينيا و الكونغو أنتقلت السلطة و الثروة من النوبيين إلي أيد خوارج النوبيين و منهم أنتقلت إلي القبائل المستحدثة المدعية العروبة ثم تلى ذلك أنتقال السلطة و الثروة إلى يد مجموعات الفولاني التي كانت الوسيط التجاري في صناعة الرق النوبية. و ما ظهور سلطنة الفونج الزرقاء و العبدلاب و خراب سوبا و سقوط الدويلات السودانية و قيام المهدية إلا نتائج التفاعل المتسلسل لممارسات الرق التي قام بها النوبيين. فأصبح النوبيون ضحية لوحش مفترس هم الذين خلقوه بأيدي حكامهم و بأيديهم. رغم أن النوبيين يفضلوا و أعتادوا على إنتقاد الغير و الحكومات الفاشلة و الفاسدة دون ان ينظروا لأنفسهم و يحاسبوا مجتمعاتهم و تاريخهم الذي كان عظيما لكنهم هم الذين دمروه بأنفسهم و نتج عنه تدمير السودان بأكمله. طارق عنتر [email protected]