نعم الشعب السودانى الحر الشريف التواق للديمقراطية ولدولة المواطنة التى تساوى بين أهل السودان جميعا، حزين وعاتب على الرئيس المصرى، عبد الفتاح السيسى، لأنه لم يبادل شعب السودان وفاءا بوفاء، بعد أن وقف ذلك الشعب الأبى بمشاعره وأحاسيسه داعما ثورتى مصر الأولى فى 25 يناير 2011 والثانية التى أرسلت الأخوان المسلمين لمزبلة التناريخ فى 30 يونيو 2013 ، لأن ما عرفه السودانيون من جماعة (الأخوان المسلمين) من فشل وفساد وظلم وقهر وتعذيب وقتل وأبادة جماعية، وتفسيم للوطن، لم يشهده أى شعب آخر فى العالم ولا حتى فى زمن النازى (هتلر) ولذلك لم يتمنوا (مكروها) مثله يحيق بشعب مصر، وهكذا هم دائما السودانيون الشرفاء الأصلاء يؤثرون الناس على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، لكن المشير السيسى تنكر لذلك الوفاء وسرعان ما طبع علاقته بعمر البشير ونظامه، ونحن نعلم أنه يريد أن يحيد نظام (الأخوان) فى السودان من مناصرة أخوانهم القابعون فى سجون مصر، وهذا لن يحدث الا لفترة من الزمن، وسوف يتنكروا (للسيسى) مثلما تنكروا (لمبارك)، ولو أعتمد (السيسى) على محبة الشعب السودانى لكن ذلك أفضل له وأضمن، فالشعب السودانى ما عدا (الأسلاميين) لا يخون ولا يغدر .. وللأسف كان (السيسى) هو الرئيس الوحيد من دولة لها وزن الذى حضر وشارك بنفسه فى حفل (نصب) عمر البشير على السودانيين بالفوز فى انتخابات مزوره ومزيفة و(أحادية) ترشح فيها ضد نفسه. ونحن بوعى تام نفرق بين عدم رضاءنا عن (السيسى) وعتابنا عليه بسبب مواقفه الداعمة لنظام (البشير)، وبين العمل الثورى الذى اقدم عليه فى شجاعة حقيقة كضابط وطنى أخلص لوطنه ولشعبه بقيادته للثوره الثانية فى 30 يونيو 2013 حينما أدرك أن شعبه سوف يهان كما أهين شعب السودان وأن بلده سوف يتمزق وربما ينفصل كما انفصل السودان الذى كانت مساحته مليون ميل مربع .. وحينما علم بأن (مرسى) الذى تباكى عليه الصادق االمهدى (متوسطا) ومن بعده (المخرف) الترابى (مهددا)، كان سوف يحيل 4000 قاض مصرى الى الشارع فى يوم واحد ويحل مكانهم أخوان لا يعملون فى سلك القضاء أو القانون .. وكان سوف يرسل المجاهدين الى سوريا فيزيد ارهابها الذى فتح له الباب (اردوغان) على مصراعيه بأرهاب مصرى، وحينما عرف بأن الجيش المصرى (الواحد) سوف تنشأ الى جانبه (كتائب) و(مليشيات) مثل مليشيات (حميد تى) فى السودان وأن الشرطة المصرية سوف تسرح بكاملها ويتم استبدالها بشرطة شعبية، مثل التى تجلد نساء السودان فى الشوارع العامة يوهين النظام من خلال ذلك الفعل الشنيع شقائقهم الرجال. قاد (السييسى) تلك الثورة مسنودا بأكثر من ثلاثين مليون مصرى خرجوا لشوارع مصر للأطاحة بتنظيم الأخوان المسلمين الأرهابى الأقصائى الذى لا يعترف (بالديمقراطية)، ولولا تلك الثوره المبهره لوصل الأرهاب الى جنوب افريقيا، االتى اطلق رئيسها (زوما) سراح (الهارب) عمر البشير، متحديا قرارات القضاء فى أول سابقة تحدث فى بلد ديمقراطى، دستوره ينص على التعاون مع المحكمة الجنائيه، والسلطات فيه تعمل منفصلة عن بعضها البعض. الترابى .. كما هو واضح وصل مرحلة (الخرف) والزهايمر الفكرى لذلك زاد من عدم تمييزه بين الحق والباطل ،والترابى فى حقيقة الأمر يؤدى (للبشير) دور مدفوع القيمة يخاف من القيام به بنفسه .. ويؤدى المهام التى يعجز من ادائها أو يجبن من الأقدام عليها باتفاق وتنسيق تام بينهما، لما لا وقد جاء به (الشيخ) صبيحة الأنقلاب المشوؤم، (محللا) له الكذب وهى أسوا خصال (المسلم)، وأرسله للقصر رئيسا وذهب للسجن حبيسا يؤم (المعارضين) الذين اعتقلهم النظام فى الصلاة .. بعد أنكشاف تلك الحقيقة أدركت تماما المعنى الذى يقول (رب مصل لا تزده صلاته عن الله الا بعدا). لقد وضح التنسيق التام بين الشيخ المخرف وتلميذه الهارب من جنوب افريقيا فى عملية (العار)، منذ أن انطلقت اول مظاهرة فى الخرطوم ضد ثورة شباب مصر فى 30 يزنيو، بقيادة نائب الترابى وشبيهه ( ) والى جانبه قائد تنظيم (البشير) الأسلامى المدعو (الزبير محمد الحسن). لقد انزعج (الترابى) الذى لا يريد خيرا للسودان كثيرا من نجاح ثورة (مصر) التى ابعدت الأخوان المسلمين آفة العصر بعد أن كان يراهن على (تمكن) الأخوان المسلمين من مصر وهى دولة مهمة ومحورية بلا شك، لكى تساعده فى نجاج مشروعه الوهمى ودولة الخلافة المزعومة، مرة بابتداع ما سماه نظام (توالى) ومرة أخرى بنظام سماه (الخالف) أظنه بعد عملية (العار) فى جنوب أفريقيا سوف يسميه النظام (الخائف)! للأسف بدلا من أن يتفرغ (الترابى) لمشاكل وطنه وما تتهدده من مخاطر، وأن يتاسف ويندم على ماسببه للسودان من مآسى وأن يتبع ذلك ببذل الجهد المخلص لتخليص السودانيين من المصيبة التى ورطهم فيها، اذا به يوجه سهامه المسمومة نيابة عن الهارب (البشير) تجاه دولة مجاورة،والحق والعدل وما شهدناه فى بلدنا يجعلنا لا نتمناه لأى دولة أخرى، فالأنسان اخو الأنسان، لا يعنى عدم اهتمامه بك الا تهتم به والا تتمنى له الخير وألسادة الصوفية يقولون (حب البكرهك كان حبيت البحبك ما سويت حاجة). الشاهد فى الأمر هذه (السخافات) ونتائج (الخرف) و(الزهايمر) التى تبدر تصريحات (الترابى) لا تمثل الشعب السودانى وهو يعلم أن الضرر الناتج من مثل هذه التصرفات يصيب ذلك الشعب المسكين فى الدول التى يقيمون فيها والتى يستهدفها بمثل أحاديثه (القبيحة) ولا تصيب قادة النظام أو من هم مثله، لأننا فى زمن لم ينتصر فيه الحق بصورة واضحة على الباطل والسياسة جعلت (مصر) تستقبل المجرم (نافع على نافع) فى زمن (مبارك) وهو المخطط للتخلص منه فى أديس ابابا عام 95. أخيرا .. نحن لا نتمنى الموت لأى انسان والذى يميت هو الله وحده، لكن (الأخوان) المسلمين فعلوا كل قبيح بمصر وشعبها واذا تركوا دون عقاب مناسب لفعلهم فسوف يزدادوا طغيانا وعنجهية وسوف يفعلوا بالمصريين ما فعله (الترابى) و(البشير) بشعب السودان فهذه جماعة حينما تأمن (العقوبة تسئ الأدب)، وهم فى الأساس بلا أدب، ويكفى ما حدث فى ميدان رابعة العدوية الذى كان بمثابة فضيحة وعار، تركوا الشباب والنساء والمغرر بهم فى الميدان ليواجهوا الموت نتيجة لعنادهم، بينما هرب القادة أو أختبأوا فى الشقق المجاورة لممارسة (جهاد النكاح) .. مرة يستحلون الأجنبيات وفى مكان آخر يستحلون نكاح الشقيقات، وكله عندهم دين. الثائر أخو الثائر وأن ظلمك بتجاهله وعدم انصافك والوفاء اليك، فالحق مصيره أن ينتصر فى النهاية. تاج السر حسين – [email protected]