لم تكن تلك القرية بتلك الجزيرة الخصبة خصوبة عجيبة وغريبه ، جزيرة المتناقضات المتحده في مواجهة معركة الحياة / حتي لكأنك تقول جزيرة الاحلام او جزيرة الدراويش او جزيرة الصالحين او جزيرة الابالسة من كل صنف ولون او هي جزيرة المطاميس ، كل هذه الاخلاط وغيرها من الاطياف تماسكت صفا واحدا من اجل مقابلة الحياة بخصوبتها لخصوبتها ، جزيرة ياتيها الاضياف من كل حدب وصوب وياتيها الدارويش ، يصبحون فيها ولا يمسون ، لا تعرف كيف جاءوا وكيف ذهبوا ، ولهم مع اهل الجزيرة شأن واي شأن ، الناس هنا حياتهم نسيج متكامل لا يوجد نشاز علي عزف منفرد ، تناغم عجيب وغريب ، اعطي زخما والوانا تضاحك بعضها البعض ، ايمانهم بربهم ثابت لا يتزحزح تعاملهم مع العبادات برضاء تام ومحبة شديده ونفس راضية متصالحة مع واقعها فهم ياتون للصلاة في اي موقع قرب المزرعة جنب مراح البهائم فاينما ادركتهم يادونها والزكاة يفعلونها بتلقائية ومحبة وعن طيب خاطر يوم حصاده دون ان يكشفوا وجهتها للستر والمحبة خاصة ان بالقرية الفروقات الطبقية لا تكاد تذكر في مستوي المعيشة والتدرج الطبقي برضاء تام وقناعة لذلك كله التكاتف والتعاضد واللحمة الوحدة هي السمة الابرز في امن ذلك المجتمع ويزداد ذلك في رمضان بجلاء لذلك هم في دابهم في اداء الشعائر لهم قفشاتهم يلقونها دون التحرز من اثم بل علي السليقه والسجية دون قصد من اضحاك هي كلمه يلقونه في مماحكة المعيشة مع العبادة ويمضون بغير اكتراث وها هي الحاجة سروره في عزاء خالتها ليلا فاذا بن خالتها ياتيهم وهو ينبه اسرته لعمل اللازم من عشاء وسحور معلنا يا جماعة اعلنوا رمضان باكر فاذا سروره تنهض قائلة : سروره : قلت شنو يا ود احمد ود احمد: رمضان باكر سروره : وهي تكنتح بالتراب ( هاك الواطة دي في خشمك ) خلي رمضان يجي يعصر برش امك . وتلك حاجة مدينة في مراحها مع البهائم يذهب اليها الصبية وهم يكوركوا بصورة لم تفهم شئ قائلة : مدينة : ياولاد مالكم الوغبره شنو الصبيان : انتي ماعندك خبر!!! مدينة : خبر شنو كافي البلا. الصبيان : بصوت واحد (باكر رمضان )!!! مدينة : عادتها دائما حتي لو جئت في شهر شوال واخبرتها برمضان تبيبي وتقول لازمتها المعروفه التي تضحك الجميع (رمضان ما لو علينا هسي البارح ما صمنا ) مواصلة مع البهائم (سجمكن ورمادكن رمضان يشحقنا ويمحقنا من خدمتنا عاد ان كان كدي خمن وصرن ياكن لا شبعتن ولا رويتن العجاجة ضربتنا وضربتكن )وهي تقول ذلك وتمنح اي تبكيه علي رمضان كانه ميت مات للتو او هم ماتوا بمجئ رمضان والغريب في الامر تصومو صياما صارما وهي تبكي منه والي ذلك دار بينها وبين بنتها الحوار التالي ذات سحور ضائع : مدينة : يا بت قومي سخني السحور. البت : تولع النار وتنفخ فيها وهي ترفع راسها احست بان شعاع الشمس يتسرب الي اعلي الحائط قائلة (يمه تقول علي الشمش شرقت ) مدينة : يا بت تشرقك الموية الحاري . البت : كدي افتح الباب مشان اشوف الحاصل شنو مدينة : مسرعة يابت اتقصي اقعدي في محلك اوعي تفتحي الباب . البت : لكين يا يمه دا كيفن . مدينة : الكفن اليغمتك اسكتي اكلي رمضان بالسحور مو قادرين عليهو نامن بلا سحور اخو جر !!! البت : تاكل وتنقنق مجبورة خادم الفكي علي الصلا . مدينة : يفك حنك بعدين نسعل شيخ الحيران !!! وهذا ابن المؤذن الذي عائد لتوه من شلته وهو يدخل يجد والده يتاهب للخروج للاذان فيساله : الابن : لا وين يا حاج ! المؤذن : خلاص الفجر طلع ماشي ااذن . الابن يغافل ابوه ويغلق عليه الباب من الخارج متكلما مع نفسه (والله حكايي هو نحنا رمضان بالسحور يا الله نتاتي فيهو نتمو بي حراق الروح وعليك امان الله ان كان ما قعد نقع البحر ونبل الهدوم ما ندق فيهو يوم مع الشقاوه دي ) مواصلا وهو ياكل بنهم ( ان شاء الله واحد من الشقايا ديل ما يقوم ياذن باقي في ناس مسلطين ). الا ان ما يحدث في صلاة العشاء والتراويح من عبده كثير المزاح غريب الاطوار والذي لا تستطيع ان تشخصه درويشا او بوما هو حالة لا يجد لها الناس تفسيرا غير انه احيانا تصدر منه كلمات تصبح حكمه يتناقلها الناس واحيانا يعتبره اهل القرية انه يفهم الناس ويضع لكل واحد مكانته علي طريقته الخاصه والغريب انه في كل مزاحه يكون مع الرجال فقط وليس له شان بالنساء لذلك هو في صلاة التراويح يتحين الفرص ويختار اين يقف فهو تاره يقف وراء ودعلي الدرويش واثناء السجود يمد يده ويسحب الدكه وعندما يقوم ود علي يقع اللباس وهنا يصيح الدرويش (لا االه الا الله والله الصلاة مع عبده ما نافعه ) ومرة اخري يقول (ياعبدة ما تخلي الخولنه بتاعتك دي ) وثالثه عندما يحس بيده نحو الدكه (ها سيب البتاعه في حالا انت مالك خول كدا ) وفي كل هذا يستمر في صلاته مكملا اياها !!! وقبل كل هذا بعد الاقامة مباشرة يقول (يا شيخنا عليك الله من الكفرين ولا تحت لا تطلع لا فوق الناس دي شقيانه و فتراني ). احيانا اخري يقف عبده خلف الخليل الذي يتهمه الناس ان له كوكه مع خصيتيه او ربما كناية عن كبرها وعند السجود يلمسه عبده من الخلف في العدة فتسمعه يهمهم بكلمات علي شاكلة (ها خلي العفش ) وتارة (لا حول ولا قوة الا بالله مع عبده دي صلاة شنو دي ) ومره ثالثه(يا اخي ما تخلي العدة في حالا ) ورابعة (والله ان كان العدة بتتفكا كان خليتا في البيت عشان ما تلقي حاجة )!!! ولعلها من حكمه التي صارت حديث القريه انه واثناء جلوسه في ضل الضحي امام ديوانه فوق قوزه الكبير شاهد الامام وابن اخته حمد علي حمارتيهما مسرعان باتجاه بحري فما كان منه الا ان ناداهما خاصة النداء لحمد في حين الامام كان يامر ابن اخته الايتوقف والا يسمع كلام هذا المخلول ولكن حمد توقف حين مسك عبده بحمارته مما اجبر الخال ان يتوقف وهو يهمهم بكلمات (تب مخلول ) وتاره (ما تسمع كلامو دا مجنون ) وثالثه ( ما تصدقو دا بيهظر ) الا ان عبده قال لحمد : عبده : يا حمد وين واقعين في نهار الصيام الحار دا . حمد : مبحرين يا عم عبده . عبده : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . حمد : في شنو يا عم عبده هجمتني ! عبده : انت ما عارف خالك دا حيهريك بالحر . حمد : كيف يا عم عبده (في هذا ما زال الخال يتمتم بكلمات كلها اعتراض ) عبده: تعرف يا ولدي خالك دا هنايو دا مابيمسك البول باقي اتماص من زمان من كترة ما واقع الخديم المجاري فكت ومشان تعرف كلامي حتجرب الليلة !!! حمد: كيف اجرب! عبدة : انت عارف بطن الجزيري كلها جداول موية ماشه في كل جدول وجنابية يمسكك الحمير وينزل يقطع الجمار والحر يهردك غايتو بتبقالك توبه تاني ماتباريهو وحتشوف براك !!! يتدخل الخال (خلاص انتهيت من كلامك الفارغ دا يا مخلول يلا يا ولد النهار ودرو علينا الشقي دا ادانا الحر ) وهكذا يقع كلام عبده لحمد وقع الحافر علي الحافر وهو يضحك لمان يبكي لمان لاقي عبده مرة تاني قائلا (والله يا عم عبده صدقت عليك مان الله ما في جدول ولا جنابية خلاها الا وقطع فيها الجمار ماشين وجايين ) مواصلا(اتاري انت عارف ناس البلد دي تمام )يرد عبده (عشان كدي ما بقبلو النصيحة اها كلامي وقعلك ولا ....لا ) . بعد ذلك بزمن قصير يمر قسوم البوم بحمارته من امام ديوان عبده فاذا به يناديه : عبده : يا قسوم قسوم : وهو يعرف اسطوانة عبدة المتكرره معه قائلا (مالك يا راجل يا كعب) . عبده : وين واقع . قسوم : ناس خالتي في فريق قدام . عبده : اقيف اردفني وراك انا ماشي هناك . قسوم : وراي ليشن انت ان كان راجل ما تجي تركب قدامي . عبده : يا ولدي هنايك كبير تقوم تشرطني وانا حقي صغير ما بسويلك شي ارجاني . قسوم : عررررر يطرد حمارته بشده اجري الراجل الشقي دا ما يلم فينا اعوذ بالله راجل كعب وهو علي هذه الحاله حتي يصل بيت خالته وتساله مالك يقولها (كلو من الراجل الكعب دا عبده قطع نفسنا بالجري منو )ترد عليه الخاله (اس بسم الله انت تصدقو دا مي كلامو في خشمو بس) وهي اسطوانه متكرره ولكن قسوم ياخذها دائما علي محمل الجد !!! وهكذا حكاية رمضان في هذه القرية ملونه بالوان عجيبة وقريبه لكن حاجه امونه تحسما بشكل مضحك جدا وهي تمر الضحي من امام شيخ الحيران وهو جالس في ضل الارتيق مع حيرانه ليدور الحوار التالي : امونه : ازيك يا شيخنا . الفكي : اهلا يا امونه . امونه : شيخنا بطنك كيفنها . الفكي : الحمد الله الصيام مريحنا الصيام بخور الباطن . امونه : والله ياشيخنا الصيام سمح بس الكيف معذبنا الصعوط . الفكي : من فوايد الصيام يحرم الزول من المكيفات اصلها ما فيها فايده. امونه : امس قابلت بابه (مقززي كيعانا وكاربي توبا في نصها بصلبا الكبير تتقصع صايمي وخاتي سفتا كدي يا علم الله ) قالت حاج حسن قال السفه في نهار رمضان ان ما بلعت ريقك ما بتسوي شئ . الفكي : اها يا ناس البلد قمتو علي لغاوسيكم من الله علي حاج حسن بس براكم تشيلو وتردمو فوقو . امونه : اها انت رايك شنو . الفكي : ان ختيتي السفه احسن تفركي ملاحك وترمي قراصتك وتقطعي بصلك !!! امونه : هسي ما في طريقه بي جاي ولا جاي . الفكي : يا امونه الله يهديك دي عباده مو علي كيفنا . امونه : ان كان كدي ياشيخنا (اب تماني في رمضان وفي اليصومو) والغريب انها صايمه!!! الفكي وهو يهم بصرف الحيران يتمتم مع نفسو والله ناس البلد دي عندهم جنس مسخه وطمسه لا حكت ولا بقت .. [email protected]