أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    حذاري أن يكون خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين هو أعلى سقف تفاوضي للجيش    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(السكاكه) قصه
نشر في الراكوبة يوم 10 - 06 - 2015

اذا كان اذان الفجر في تلك القريه قد رد الحفيد لدنياه فهو –اي الاذان –رد القريه من نشوتها الي واقعها وعادة الاذان هناك هو بداية يوم العمل القاسي والمضني الذي سيماه في محياهم فلو سلم عليك ايا منهم لتقرحت اياديك من فرط خشونة اياديهم اما ارجلهم فحدث ولا حرج فهي مشققه كما جروفهم التي انجلي عنها النيل وتهيات لفض بكارتها (بالسلوكه ) لبذر البذور فيها بل تكاد تلك الارجل ان يسكنها هوام الارض بل هم لا يشعرون بلدغة العقرب في تلك الاماكن لفرض خدرها وموت جلدها بل البعض تحمله الطرافه ليقول شقوق كرعين البافر والده فيها العقرب شوف عيني (ام نويويره ) جنيات العقرب يدخلن ويمرقن منها ....في امن وامان !!!بعد دا كلو تسمع من يقولك السودانيين كسلانين خليهم يجو يشوفوا الحاصل هنا ناس بي فوق ديل قاعديم مرتاحين ويتكلموا نحنا هنا من (دقش ) الرحمن فد وقفه لين صلاة العشاء لا كلل ولا ملل بي نفس واحد ما في راحة الا وقت الاكل والصلاة والله نحنا حيرنا الانجليز الواحد لما يمر هنا يبرطم بي كلام من تعابير وشو تحس انو حزين علينا والله الخواجة من تعبنا قرب يتكلم عربي حياتنا شظف عيش وما في طريقه لينا والله تغيب يوم من زراعتك الله قال بي قولك قيامتك قامت هنا مافي يمه ارحميني هكذا قالها ود ابراهيم وهو يتاوه من هذا الكلام المؤلم في حق ناس حياتم متوقفه علي ضراعم وما عندهم سند غير الله !!!
صباح ذلك اليوم كان صباحا غير عاديا فالناس الفوا حياتهم عادة لا يتكلمون ما حدث في ليلة البارحة فهم مع كل اذان للفجر في هم يوم جديد لحياتهم خاصة ذلك الصباح سيوعودن الفوج الاكبر من (السكاكه ) الذين انتهت اجازاتهم وقفلوا راجعين لمواقع اعمالهم عمالا وموظفين وهو وداع لابد ان يحضره كل اهل القريه علي (قوز المسيد ) لان هناك طقوسا لا تدري اصلها لا بد ان تجري تبتدئ بالسلام ثم يبدا المسافرون المشي سبعه خطوات وتقوم ام او زوجة او الاقربين اليه باخذ التراب من خطواته وتصرها في (دلق ) تظل تشمها حتي موعد الاجازة القادمة ثم بعد ان يفرغ بعض الكبار من صلاة الضحي يقفون صفا مبتهلين بالدعاء الي الله ان يعديهم مرة أخري مرات ومرات سالمين غانمين والختام بالفاتحة ثم الوداع .....بالدموع والاحضان وتسمع من النساء (وا كنتوشي خلاص مسافر الله يحفظك من السطمات واللخمات وامورالدنيا الجايات) وتلك تسمعها تقول ( وا حلاتي يا كبدي خلاص مفارقنا ودعتك مامون الوداعة يوديك ما بيضع فيك ودعتك الله ومحمد رسول الله امين الوداعة يحفظك من كل بلا)واخري تسمعها ( ياجنا حشاي ودعتك مامون الوداعة اها اول ما تصل ما تنسي ترسل الجواب او التلغراف تتطمنا بوصولك يا دخرينا ) اما الرجال ( في امان الله ورسول الله مع السلامه الله يحفظكم من كل بلا ) وابلغهم يقول (نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ) ويظل التلويح بالايادي حتي يختفوا عن الانظار ولكن سيرتهم ايام الاجازة لا تنقطع فقد كان موسما واي موسم...هو موسم الاشواق والعناق كارض خصبه تنتظر المطر وتشهق لمجرد رؤية السحاب وهنا هي برقيات تحدد تاريخ الوصول لنساء انتظرن حولين كاملين في انتظار الازواج وبعضهم ياتي باطفاله لاسباب تربوية متصله و متواصلة مع الجذور !!!
عادة ما يلبس السكاكه القرية ثوبا جديدا غير مالوف يكسر من رتابتها ويفيضوا عليها مما اكتسبوه في سفرهم حيث يجلبون اجهزة الراديو التي يتحلق حولها الناس مساء ويسمرون حولها مع اضافاتهم ومقالبهم اضافة للهدايا التي تعم القرية من اولها لاخرها مما تتزيا به كانها قد لبست للتو والحين ثوب عرسها من جديد كما ان للسكاكه مقالبهم مع المزراعين كما ان للمزارعين مقالب مضادة وكلها حكايا ت تملا الليل سمرا مباحا ومتاحا بغير تكلفة مادية ولهم –اي- السكاكه- وجه حيوي اخري انهم يقيمون بعض الندوات في الدين والثقافة واقامة مهرجانات للشباب في العصريات ومسابقات في الجري والالعاب الشعبية والالعاب الحديثة لعبة الكراسي ، والجوالات مما يضفي اجواء من المرح وتكون هناك جوائز وحوافز يتحملها السكاكه من حسابهم الخاص ويقومون بتوزيعها علي الفائزين بالاضافة لادخالهم الفنون الجديدة في ادارة المشاريع الزراعية من اعمال سكرتارية ومسك الدفاتر مما اطر لكثير من الوعي بين شباب القريه كما ان من اهم الاشياء التي انشاوها هو فكرة التعاونيات في الزراعة والتجارة ونظم العمل بها ويكتمل عقد الاضافة غير الشفاهي غير من اي طرف بعمل برامج (محو الامية ) فيما يسميه المزارعون (نحو الامية ) ولهم فيه طرائف مضحكه ومفارقات خاصة في تعليم الحروف الاشياء مقابل المجسمات والصور والرسومات كوسائل تعليم وهي مفارقات تضفي جوا التالق في الفكاهه فمثلا بعد حفظ حروف الهجاء كلها ياتي الاختبار للتطبيق علي الرسومات والصور مثلا قوم يا سالم :
المعلم : دي شنو يا سالم !!!
سالم : دي بقره !!!
المعلم : باء شنو
سالم : باء حمار (قررا الجماعة يضحكوا تسمع واحد يقول يا بليد ب عقرب والثاني اف ياسجم انت ياك النعيم ب عنقريب يا حمار ) هنا يقف الصادق وهو يحسن بعض الكلمات الانجليزية تعلمها من عمله في الميناء مع امية في اللغة العربية سافرة سفور بنات القرية في المزارع او ورود البحر لجلب المياه فيتدخل الصادق مع المعلم ( stop please salim you donkey ) تضج الكرقه بالضحك اها انت الفاهم باء شنو :
الصادق : انا اكبر من اتكلم مع حيوانات انا والاستاذ حنتفاهم بعدين عشان اخليكم علي جهلكم يا بهائم !!!
وطبعا ولانهم ترابله ومتعبين بعد فترة وجيزه يسأل الصادق المعلم (yes sir what is time now )همهمات شديدة ....
الصادق البهائم تسكت انا مع الاستاذ !!!
المعلم : اظنكم فترتو اليوم كفي باكر في نفس المواعيد ان شاء الله !!!
كلهم بصوت واحد ان حييينا يا ربي العافي ولكن الصادق لابد ان يطلع عليهم شويه) ( tomorrowيعني بكرة انا ما عايش وسط وهم وبهم !!! طبعا الضحك هي السمه الابرز لحديث الصادق وهو معتاد عليتهكمهم وهم معتادين نفوس صافية لبن يخلقون ترويحهم بانفسهم وعن انفسهم لا ضرر ولا ضرار !!!
ولكن تظل السمه الاساسية هو جو المرح والفرح بمقالبهم في بعضهم البعض !!!
من حكاياتهم ضد بعضهم البعض ان معظم المزارعين يترصدون احذية السكاكه لانها في بالهم انها قوية تتحمل ارضهم وعملهم والشباب يرون انها ايضا تساعدهم في الصفقه والعرضة والمظهر الجميل في الاعراس والمناسبات الاجتماعية لذلك كل منهم يحدد صيده الفاخر من مجرد السلام ويتحين الفرصه لاخذه بطريقة ذكية خاصة في اوقات العزائم التي عادة ما تنشط في وجود موسم السكاكة فتجد التربال وهو داخل علي اللمه من الخارج قد حدد صيدته وطريقة اخذها فما ان يدخل ويجلس ويسلم ثم بعد دقائق يخترع حكاية ليس لها محل من الاعراب فينادي اي واحد (ياشافع املي الابريق داك موية ثم يخرج ليلبس صيدته الثمينة وقد رتب بالداخل مغافلة صاحبها ثم يحمل الابريق ويذهب الي منزله يخلع الصيدة الثمينة و ويدسها في مكان الجن الزرق ما يعرفو ولن تري النور الا بعد سفر صاحبها ثم يرجع ويجلس كأن شيئا لم يكن ) وعندما يفتقد صاحب الصيده حاجته تسمعهم بالداخل في هرج ومرج وضحك من يقول ( ياخي يمكن واحد لبسا بالغلط الحين ترجع )و اخر يقول( البس حقي دا نامن تلقي الليلك) وثالث اقولك (يعوضك فيهو صاحب العوض رسل جيبلك واحد من البيت) وخامس يقوم يقول( السكاكه ديل جنو انتو اصلكم جايين لي شنو يعوضكم صاحب العوض ) وهكذا تستمر المؤمرات البريئة علي العمم التوتل والكرب وعلي الجلاليب البولين والدبلان ودمورية شندي والستان وما يحدث للرجل يحدث للنساء بصور مختلفه في التياب (ابو قجيجه ، والزراق ، والبنغالي بانواعه والستان ومن الفساتين كل حسب عمره منها الكربشين والمكشكش واللامع كالخرتوم بالليل بالوانها المختلفه مع الاماني ان يسافرن للظفر باخر الموضات او علي الاقل تتنعم اجسادهن بالصابون الحلو !!!
اما السكاكه يترصدون منتجات المزارعين في مزارعهم حسب الموسم مثل البطيخ والشمام والعجور والطمام وقناديل الذرة الشامي فهذه من اكبر متعهم وكذلك يترصدون انواع النخيل (ود لقاي ، الكرش ، القنديل ، العجوه بانواعها ) ويتفنون في سرقة ذلك ويقومون بتشكيل مجموعات واحيانا يعاونهم شباب القرية ذاتها لخبرتهم بالدروب والسواقي واماكن الاشياء لذلك تسمع حوارات بين بعض المزارعين خاصة بعد المغرب مباشرة او اخر الليل واحيانا يقيموا حراسات مناوبه مما يجعل السكاكه يضعون الخطط المضادة فتسمع مع المغرب عند زرايب البقر الاتي :
ود طه : يا راجل تومه الليلة السكاكة وين واقعين !!!
راجل تومه : والله ما عندهم حركه الله يكفينا شرهم !!!
ود طه : والله العوجه هنا من يكرسو كدي تقع مصيبة فوقنا !!!
راجل تومه : كدي نامن البقر يتعشن ويحنن للحليب نقص بي تحت ونجي !!!
ود طه : سمح كدي البس وقول (النبي نوح يا قاري اللوح )
راجل تومه : كدي اقرا التحصين وراي (سلام قولا من رب رحيم ، سلام علي موسي وهارون ، سلام علي عيسي في العالمين ، سلام علي ادم ابو المرسلين ، سلام علي النبي خاتم المرسلين الخ ) طبعا ياودطه بعد ما نقرا الاخلاص والمعوذتين ونتوكل علي الله !!!
في جهة اخري من القرية وعلي (قوز )ابيض كبير وله امتدادات متفرعه ويشرف علي جزء كبير من مزارع القريه وتحته مباشرة مرحات مجموعه من الترابله علي راسها اب زينب وودحامد كانوا قد توضو في الجدول وصلو المغرب وبعد التسبيح والسنه انبطحوا ممدين زي المروق فوق الرملة يتونسو نامن تتعشي البقر مشان يحلبو ويطلعو بيوتم يتعشو وينومو هذا هو ختام البرنامج اليومي هم هكذا حتي قطع عليهم انسهم كوراك راجل تومه :
يا اب زينب : هوي يا راجل تومه
راجل تومه : داحين العقاير السكاكه ديل مرو عليكم !!!
اب زينب : لا ما عندهم حركه يا ربي كاتلين وين ..لا يبقي بي تحت دا يبردنو في الزراعة ونحنا ما جايبين خبر!!!
راجل تومه : تعرف نحنا قصينا بي جاي ما عندهم اتر قانصين ما عارف كدي لي شنو...الله يستر ... انتو قصو بي غادي !!!
اب زينب : يا ناس هوي ما جاتنا راحه مع السكاكه الشقايا ديل ...قومو الراقدنلها شنو الواطه في خشمكم!!!
ينزلوا الجماعة ديل بي جاي ما يلقوا حاجة يجو راجعين عشان يحلبو البقر واثناء ما هموا بذلك فاذا بالمفاجأة التي صعقتهم الجمتهم الدهشة فظلوا لبرهة غير مصدقين ما تراه اعينهم نار تشب اعلي من قيف البحر وتظهر بي فوق فاذا اب زينب يصيح كالمصروع بعد ان فاق من دهشته (يا جماعة الخير يا راجل تومة ياود طه ياود حامد الرماد كال حماد التراب في خشمكم الله لا كسب الشواطين ديل )
راجل تومه : عوك مالك يا اب زينب !!!
اب زينب: اجروا انزلوا قصاد ساقتنا السكاكه عدمونا القنقر !!!
في سرعة ركض الرجال حتي وصلوا طرف البحر لقوا الشقايا دليل حافرين حفرة كبيرة ورصوا (القنقر )بطريقه بديعه ولونه تغير من شدة النار والسكاكه يضحكوا من هذا المقلب والمزراعين لفرض دهشتهم نزلوا قريب من الحفرة وكل واحد بي منجلو يسحب قنقرو ويقول (الله دا حقي ودا حقي وهكذا ) والغريب في الامر ان كل واحد منهم عرف حقو بالضبط ولكن ما في فايده فقالوا كلمه واحده(رجعوا النار ناكلو سوا دي قصه لا حكت لا بقت )!!!اكثر حاجة لفتت انتباه السكاكه هو ان كيف اي مزارع عرف عيشو فكان الرد من ود حامد حين قال (لا تتهجمو ساكت اكلو مو اصلو تاني مو نافع واصلو يا جماعة المزارع التمام يكون نجيض يعرفو حاجاتو كلها زي جنياتو والا يبقي ما فيهو فايده )يقاطعه السكاكه بانبهار شديد دي معقولة كيف يرد عليهم (مي ياها عيشتنا طول العمر معانا اسي انتو ما عرفتو حكاية اب زينب )يرد السكاكه اها دي كيف :
ود حامد : تعرفو اب زينب سرقو منجلو قام فتش ما لقاهو يوم من بدري خلص شغلو وقام قص بطن العيش كل ما يسمع زول يحش في القش وقف رخا اطانو لصوت المنجل نامن وصل راس الجزيرة سمع صوت منجلو طوالي وقف ودخل للزول لقاهو ود شاب سالوا
اب زينب : يا ولد المنجل دا منجلك ؟؟؟
الولد : لا والله ياعمي !!!
اب زينب : لقيتو وين !!!
الولد : والله ماشي في الدلجة لقيتو واقع !!!
اب زينب : يا ولد دا منجلي رايح مني ليهو اسبوع تمام !!!
الولد : كدي خليني احش غدا بهايمي واديك اياهو !!!
اب زينب : سمح انا في النتظارك وها دي القعده !!!
السكاكه باندهاش : دي كيف يا اب زينب !!!
اب زينب : اصلو كل منجل مع صاحبو ليهو رنه زي الموسيقي بلاهو الاطان مابترتاح عليكم امان الله انا سبعه ايام اخدم وخرمان لي صوت منجلي الحكاية من غيرو ما واقعه كلو كلو !!! لا تستغربو هسي انتو في شغلكم مو ولفتو علي حاجات معينة نحنا كمان كدي الالفه بين الزول ومعيشتو هي سر الحياة يا رجاله والحياة المافيها السر دا ما بتمشي لي قدام ودايما خسرانه !!!
السكاكه بصوت واحد :- والله صدقتو يا جماعة !!!
ود حامد : اها يا السكاكة شبع وشبعتو بعد دا نقوم نحلب البقر حنن ماكم سامعين صوتن بعدين نتلاقي في قوز المسيد للعشي ان كان نقدر والله شبعتونا يا السكاكه (حلال حرام ) والله يشهد الذنب عليكم وكلكم اعلم مننا ما منعتونا تشيلو ذنبنا يوم القيامة ...يضحك الجميع علي وعد اللقاء علي القوز للعشي بعد صلاة العشا !!! وقد تفرقوا علي وقع حكمة اب زينب !!!
((( الجزء الثاني)))
هذا ما كان من امر جماعة سرقة (المكاده) ولكن هناك مجموعة اخري تخصصت في سرقة التمر الرطب وانواعه المختلفه (ود لقاي ، الكرش بانواعه ، وهكذا ) الا ان الطف ما في الامر حكاية ود الخير معاهم وهي انه رجل غريب الاطوار حيث يجلس معاهم وفجاة بعد انتصاف الليل وهجعة القرية يقوم يقولهم (تعرفو تمرة مرتي شهونه مرقت اماني مو تمرتنا سمحه سوت اب راس ولا نصو فيها كمان ماكول الطير امشو اسرقوها وتعالو ناكلا سوا ) فاستغربوا في الامر كيف الراجل دا يسرق حقو وخافوا ان يكشف سرهم للناس اجمعين ولكنهم رجعوا قالوا (طيب هو ما اكل معانا ما يقدر يفتح خشمو بي حاجة والا بقت فضيحة بجلاجل ) واكد لهم الشاب ميرغني ان هذه طبيعته في كل موسم ولا احد يعرف سرو !!!
السكاكه : يا عمنا ود الخير انت بي صحك نسرق تمرة شهونه مرتك !!!
ود الخير : اي والله انتو اصلكم ما كم عارفين غير كدي ما بقدر اكل منها شئ !!!
السكاكه: ليه يا عمنا ...غريبه انت ما راجلا !!!
ود الخير : اول هام التمرة سمحه شديد وغاليه وتاني هام شهونه مره شقيه تبيعها وتدس قروشه مني وما تخلي النمل ياكل منها !!! أها الحين رايكم شنو حلال اسرق ولا ما اسرق بالمعروف من غير اذي !!!
السكاكه : تبريرا للسرقه اسرقا لكين من غير اذي كيف !!!
ود الخير : انا اقولكم اول هام ما تفلعو التمرة تاني هام انا قدرتا الكمية نحنا نسرق كل يوم قدر الزكاة يعني بالواضح كدي ناكل حق الله وما في حساب علينا لان مرتي شهونه ما بتمرق الزكاة ولا الصدقه قبلا وحدا ...اخير نزكيها عشان ما تتعذب وبي كدي تكون مرقت غصبنا عن عين الخلفوها : اها كلامي دا وقع ليكم ولا ما وقع !!!
السكاكه : لكين نعرف مقدار الزكاة الليلة كيف !!!
ود الخير : انا عندي طرد داسي في عبي تملوه ربط بس ولمان نوصل حد الزكاة انا بوقف السرقه !!!
هكذا هو الترتيب وقع لهم في جرح فاستمتعوا طيلة ايام معلومة حسب اوامر ود الخير برطب طيب المذاق وتشريع غريب الاطوار في الفقه !!!
الاغرب من كل هذا ان ود الخير (الفوله ما تتبل في خشمو ) فاذا بالسكاكه يمرون في الصباح من تحت التمرة ذاتا ويجدوا ود الخير ومرتو يتكلموا فاستمعوا للحوار التالي :
شهونه : يا ود الخير دحين التمرة مو ناقصه الليله !!!
ود الخير : كدي الشوفا من ياتو جها !!!
شهونه : تعاين الصب مي قصادك..بس ارفع راسك ....صنقع !!!
ود الخير : اي والله يا ربي السكاكه الشقايا عرفو دربا ويا ربي الكلمم منو ما عارف !!!
شهونه : الله يقلع السكاكه من رقبتنا لا عندنا لاجنا لا تنا فيهم مصلحتنا شنو يبقولنا في رقيبتنا !!!
ود الخير : يا شهونه لات تدعيهم في النهاية مي اولادنا قعد يجو يفرقو علينا وقعد ينيبنا منهم الكتير السكر الشاي الصابون قطع القماش !!!
شهونه: صدقت من الليلة تبيت جنبها تحرسا !!!
ود الخير : ينقنق بي صوت منخفض (حاميها حراميها يا دوب الزكاة بردت ) ثم يذهب ليخبر السكاكه ان الطريق سالكه وفي امان وهو في انتظارهم بس مو كل يوم كل يومين التالت تجو لاني حاسب مقدار الزكاة !!!
أما الجماعة الذين تخصصوا في سرقة البطيخ والشمام فقد كان لهم دوي كبير في القرية لان زراعة البتيخ والشمام كانت كثيرة ومحصولها نقدي للاسواق علي مدار الفصل وان كانت سرقات غير مؤثرة علي الانتاج الا انها عملت حراكا في القرية خاصة بعد قدوم احد طلبة الثانوي الذي شكل علامه فارقه في هذا المنحي مما جعل احد اصحاب المزارع في اجتماع للقرية في (سماية )مولود ان يقول ( والله كنا في امان الا بعد ان جات الرجل الغريبي ) وكان يفصل بينه وبين الطالب رجل دهري اسمه حمد له مكر كبير وذكاء حاد وفهم من المقصود فدار الحوار التالي :
حمد : يا دكتور (يعني صاحب البتيخ وهذا لقبه بين الناس لفلسته الكثيرة في قرية لا تعرف غير العمل ) الرجل الغريبي بتسافر اذا عوضووها عن الاجازة !!!
الدكتور : انا حاضر بس يسافر بديهو حق اللبن 15قرش !!!
حمد : وهو يهمس للطالب اظنها شويي ويرجع للدكتور (تعرف يا دكتور اظنها شويي زيدها )
الدكتور : لاحدي طراده وهي تساوي نصف التذكرة
حمد : يواصل التوسط هامسا (ان كان بتقسملي ارفع السعر ويرد الطالب ممكن ) يا دكتور الزول راسو ناشف زيدا شويةولا اقولك خلي ياكل مقدار الزكاة في الزرع خاصة البتيخ والشمام الايام اوان حصادو يعني لا ضرر ولا ضرار !!!
الدكتور : يا حمد انا الزول عارفو ممكن اشتكيه للشيخ او حتي العمده عشان يقيف في حدو !!!
حمد : والله عيب يا دكتور انت قعادك في البندر خرب طبعك انت ذاتك زمان لمان كنت في عمرو سويت نفس الشي نعتبرو لعب شباب طالما ما في خراب بعدين الزول دا انت ان كلمت اهلو يكفي لكين ما في داعي الحكاية حكاية شباب كلنا مرينا بيها ما في زول اشتكوه او حتي دعوه لكين زيد الحكاية شويه انا براضي ليك ونخلص !!!
الدكتور : خلاص انا بقطع التذكرة ما بدي قروش في يدو !!!
حمد : (يهمس للطالب ما تقبل نقول احسن مصاريف ان اديتنا حق التمباك تكون ما قصرتا )الطالب همسا موافق !!! يا دكتور انت عارف الزول اهلو احسن ناس في البلد والتذكره عليهم لو قطعا هو بسالو من وين جاب القروش !!! خليها 50قرش ورقه واحده نخلص الموضوع !!!
الدكتور : انا فبلان بس يسافر طوالي ولا يوم ما يقعد في البلد دي !!!
حمد : تعرف يا دكتور اصلها اجازة قصيره باقي الاجازة الكبيرة الحكومه بتديهم تصاريح سفر تخليهم يقعدو في قمرات في القطر درجة تالته ديل ما حكام المستقبل الله يدينا خيرهم ويكفينا شرهم !!!
الدكتور : والله يا حمد البسرق البتيخ يسرق الحكومة عشان كدي انا رايي كان ناس اب عيونا خدر ما يمرقو الله لا حضرنا زمن ديل !!!سرقونا صغار ويسرقونا كبار !!!عيك بلد وراحت في ستين دهيه !!!
قطع الحوار والاتفاق النهائي دخول نساء يحملن المولود لقراءة المولد له !!!
(((((الجزء الثالث)))))
كل هذا الشريط والتداعي والناس رجالا ونساء ما زالوا وقوف فوق قوز المسيد ولسان حالهم يقول ( الله يكتب السلامه ويجو عايدين بالسلامه ) والبعض خاصة النساء وعلي وجه الخصوص الزوجات ما زلن يكفكفن دموعهن مع تنهدات بطول حولين كاملين وفي احسن الاحوال اذا سنحت بعض ضرورات وفاة احد الابوين ربما ياتي الزوج .....
بدا الناس الانحسار تدريجيا من القوز لبيوتهم والكل ساهم الي الارض يمشي بخطي متثاقله ووهن في خطوات النساء لا تخطؤه العين حتي تقطع عليهن قنصات الخادم الجريئه قائلة (عوك مالكن داير تموتن بسم الله تقول رجالكن ماتو الحي يلاقي ، شمن ريحة الدخان في جسمكن وملابسكن شوية بترد روحكن ، الحملت حملت والما حملت تشوف لها طريقة في ايام اللرق تسافر ولا ترسلها تلغراف بالكضب مشان الراجل يجي ) هذا الكلام كأنه رعده كركبت فوق الرؤوس وكان النساء كانت في حلم ورجعت للعلم وكلهن بي صوت (سب فوقك ...يا التقول مجنونه الكلام عندك مطلوق لا ضبه ولا مفتاح ....انتي حسي من راجلك مات دحين ما بقيتي مخلوله ) وترد عليهن بسرعه (مالكن اصلو في البلد دي زول النصيحه ما بتحبو .....كفاي رجعتنكن من شرادكن مشان تشوفن حياتكن وبيوتكن وتربوا ووليداتكن والحي يلاقي ) كلهن بصوت واحد ( النصيحة التنطحك ياماك نصيحه ) !!!
يقطع هذا الجدل النسائي صوت الشباب العائدين من المحطة والمشرع في نفسالوقت مع كوراك الشباب قادمين من السواقي يؤكدون ان الباخرة جات ماشه والجماعه كوركو لي بعض وودعوهم تاني وما عندهم اي عوجه والذين سيسافرون باللواري ايضا بالمشرع وركبوا اللواري وضربوا الصحراء هنا انتبهت النساء ان الشباب الذين كانوا بالمحطه تاخروا فسالوهم دفعه (مالكم اتاخرتو ) فكان الرد من اكبرهم حسان (والله قلنا نغشي الشفخانه نشوف حكاية حمة فتحي دي حكايتا شنو ونشوف رقبتنا عند الحكيم بالمرة )
الي هنا وتفرقت النسوة الي بيوتم وعندما انفرد حسان بامه تعرفي يايمه الله يستر ردت الام عليه في شنو يا ولد !!!
حسان لامه (خلينا نصل البيت ) وما كادا يصلان البيت حتي قربت الام من حسان قائلة (مالك ياولد هجمتني ،سجمي في شنو ، الحكيم قال شنو )!!!
حسان : يمه اصبري انا مخصوص داير اكلمك عشان عارفك صبورة وعاقله عشان تقومي بالمهمه !!!
الام : سجمي يا ولد مالك شيلتني هام براي ما ناقصه !!!
حسان : والله عارفك يا امي كفاية صابره علي ابوي البجيك كل كم سنه وما منتظم في المصاريف ومع كدا انتي مدبرة وربيتينا احسن تربية بمساعدة اخوالنا طبعا ربنا يخليهم لينا !!!
الام : يا ولد خلي الكلام الفارغ دا هو ابوك بس ما يكون معرس من حريم بي فوق المطلقات بس دي ياها العوجي !!! قول نسيتني يا شقي الكلام داير تقولو جبت سيرة ابوك مقطوع الطاري دا !!!
حسان : تعرفي يا يمه الحكيم قال (فتحي لازم يسافر فوق علاجو هنا صعب لانو عايز اكل معين مع الدوا كمان لابد من الراحة مع شقاوتنا ما في فايده ....الكلام توصلي لي اهلو براحه عشان يستعجلو وكمان ما يعاديهم ...باقي ليا عندو المرض الكعب ...مرض الجوع )!!!
الام : سمح يا ولدي بارك الله فيك والله يسهل ويوفقني مع اهلو بس انت وانا الكلام ما يمرق من هنا وما نقطع رجلنا منهم عشان ما في زول يحس بي حاجه)
حسان : ان شاء الله يا امي بس في حاجة تاني !!!
الام : يا ولد انت مالك الليلة تنتنت شنو ليك تاني !!!
حسان : الناس السافرو ديل الله يوصلهم بالسلامه !!!
الام : ليشن !!!
حسان : ود زيادة العربي جا المحطه شاف البابور داير تربط اداها عين الله يستر !!!
الام : كافي البلا قال شنو الله يستر !!!
حسان : شاف البابور قال (يت البابور الليلة ماشة زي المكوه في السيتان ) طبعا انا بذكر سحرتو لحبوتي (رقية ) جارتو في سبعه يوم جاب خبرا لمان شاف رابطي راسه قال لها (مالك الليله يا حاجة رابطي راسك زي كوبيق الدكاي...مو تكورك بي وجع الراس نامن ماتت !!!
الام : يا ولد حسك عينك تمرق الكلام دا تحفر في الواطه وتدفنو وتتعلم تبقي بطنك غريقي !!!
وهكذا ظلت القرية في انتظار اخبار تضمنهم علي وصول السكاكه سواء الذين باللواري او بالباخرة وهو انتظار عادة لا يطول اكثر من ثلاثه ايام علي اكثر تقدير وان اكثر ما يقلقهم هو حال الذين سافروا باللواري لانهم ببساطه دخلوا الصحراء الممتده كبحار ليس لها ساحل فالمتاهه فيها وارده والعطش والجوع كلها مهددات للحياة ولكن لا يجبر الانسان علي المر الا الامر منه خاصة اذا صادفتهم رياح تتضيع الاثر لو حصل لهم مكروه لا قدر الله وان كان ما يطمئنهم اكثر هو ان اللواري تمشي في شكل افواج ولا تتسابق فقط اذا كان السائق بعيدا عن السكر والحشيش للسهر ولكن في هذه السفرية بالذات حصلت فيا حاجات مضخكه هي ان السائق منذ ان ركبوا لم يتوق خالف ما يقيف الا في قهوة نصف الطريق مما جعل كيف الشاي يستبد بالركاب جميعا لدرجة اصابهم صداع حاد لم تنفع معه المسكنات البدائية التي معهم خاصة ود عيسي التاجر الموسر الذي ما ان لاحت تباشير تلك القهوه التي بدت في جوف الصحراء رغم ضالة النار الا وبدت كانها فنار في المحيطات يهدي السفن فما كان من ود عيسي الا ان قال لابن اخية المعلم علي تنزل واللوري ماشي تحجز الشاي كلو فما كان من علي الذي درس في مصر ويعرف كيف ينزل من السيارات وهي ماشية قد هبط سريعا وحجز الشاي وقال لست القهوة :
علي : يا حاجه الشاي محجوز ومبيوع كلو زول ما يشيل قطرة خلي كباية !!!
ست القهوة : سمح يا ولدي !!!
علي شال كبايتين وذهب بعيد في انتظار عمه الذي جاء مسرعا صائحا في جوف الليل ياعلي انت وين !!!
علي : انا هنا ياعمي تعال علي نور البطارية دي !!!
ود عيسي : وينو الشاي !!!
علي : ياهو دا يا عمي !!!
ودعيسي : يا ولد عمي دقوسا كبايتين بس انا قلتلك احجز الشاي كلو !!!
علي : يا عمي الشاي محجوز ما تخاف !!!
ود عيسي : سمح يلا امشي جيب كفترتين كبار لان جماعتنا جايين وخرمانين !!!
علي : يذهب لست القهوة يا حاجة ناوليني كفترتين كبار وعشرة كبابي !!! علي يجي ويجيب الشاي معاهو وجماعتو يجو كمان يديهم كفتيرة مع الكبابي ويمشي لي عمو بكفتيرة كامله !!!
علي : اها يا عمي الشاي حضر (وقد شرب اول كبايتين تماما )
ودعيسي : خليك واسكت كب نامن اقولك كفي انا اصلي خرمان وعطشان وراسي داير ينشقا !!!
علي : وقوفا كانو بيفسل في ايدين ضيوف بالابريق كب لعمو 10كبابي الكبايه يشربا في جقمتين اقل من دقيقه !!!
ودعيسي : كفايه لا اله الا الله ...والله كيف الشاي يطير بالله روحنا كان داير تمرق تقول افيون وقد تصبب عرقا كانو زير بقادا نوشل موية نامن نقط في الواطه لو ما الدنيا ليل كانت بقت فضيحة لدرجة طلب من علي ان ياتي له بغيارات من الشطنه من اللوري !!!وقبل ذلك امره ان يذهب ويطلق صراح الشاي لكل الناس ويشربو مجان !!!
في هذا الاثناء كادت تحدث ثورة ومعركه لان الناس تجي لست القهوه عايزين تقول مبيوع والناس تتساءل منو اللي اشتري الشاي دا وكلام كتير وكوراك وعوه كبيره وناس تقول الله يا راسي وناس تشكي وناس تتسخط وتلعن وتدعي علي من اشتري هذا الشاي فاذا بالا ستا علي ياتي ويقول لست القهوه :
علي : يا حاجه خلي الناس يشربو الشاي وانا بدفع الحساب !!!
ست القهوة: سمح يا ولدي جيب 3جنيه
علي : تفضلي يا حاجه !!!
فجاه تحول الموقف الي اتجاه معاكس كادت ان تتحول لمظاهرات افراح يهتفون بحياة الرجل وهم في هرجهم ومرجهم فرحا باندياح ازمة الشاي والكل يشرب بلهفه وشوق وانفاس حري تسمعها كانها ليلة حمراء وطيب عناق علي رمال بيضاء كعناق صديقين عزيزين او كعاشقين في صوء اتلاقو لاعند الصباح من كلام الحب ما فاقو وهم في هداة هذا الليل الذي لا يقطع سكونه الصارم الا اصوات محبة شراب الشاي وبدا واضحا النفوس ارتاحت وبدا سمر الغنا للشاي طبعا :
شاي الريف قلي صبري
حبابو السكر المصري
في دكانو بتلقانا
بي نسوانا وجنانا
نخم نردم في قفانا
وعليك يا اب ايدن ملانه
----*---*------
سمح يا الشاي
لاك محرم لاك تمباك
نعمه من الكريم قال للعبد هاك
-*******-------****
نشبع لي شنو وراسي خرمانه
وان ماشربت الشاي الدنيا خربانه
فشان خاطرك الشاي الله معانا
وفي دابك يوم بنبيع جنانا
وهكذا اصبحوا اخر مزاج ناس تصفق مع الغنا وناس ترقص طربا لشراب الشاي والعجب مجان كمان ...الكيف بقا مطبوق !!!لحظات
مرت فاذا محجوب الذي كان يتجول بين مجموعة اللواري الواقفه يكتشف اكتشافا مذهلا سيبدد عليهم وحشة بعد الانتهاء من شراب الشاي فاذا به ياتي الي عمه ود عيسي ضاحكا قائلا :محجوب : والله ياحاج لقيتلي لقية !!!
ود عيسي : خير يا محجوب ياولدي في شنو !!!
محجوب : وسط اللواري لقيت الدرويش جكنون !!!
ود عيسي : يا ولد خلي الشيطنه خلينا ناخد لنا نومه لات هاوشو هسي يقوم يلخبط الدنيا علينا بعدين يقوم يدعينا تحصل لنا مصيبة في الدرب !!!
محجوب : والله يا عمي خشمي ياكلني ما بقدر اسكت بهبشو خفيف واندسا اخلي يهضرب يضحكنا شويا وبعدين لما اللواري تدور اخلي يقوم علينا !!!
محجوب : يمشي وسط اللواري يطلع وينزل ويكورك يا ود جكنون تنوم تنوم السهر اماني الليلة الم فيك ما بسويلك الشطه انت ان ماك شقي الجابك هنا شنو !!!
ود جكنون : بطوله الفارع ونحافته المعهوده وانفه المبوبح وشفايفه الغليده يقف منتبا ويكورك (علي باليمين ان ما اكضب محجوب ود الحاجه هنا ...المسخوت الجابو هنا اماني الليلي وا سهرنا ود الذين امنو ما بريحني وانا ما بريح الناس !!!
ظل محجوب يتخفي وود جكنون يبحث عنه وما يخلي شتيمه ما قالا ومحجوب يضحك مره ومره يقول (ياود جكنون تاكل العفنون اليهرد مصارينك وتاكل الكداد يخليك زي الجداد وتاكل التركين يخليك تمشي وتنين )وهنا جن جنون ود جكنون وبدا يصيح ويكشح بالرمال نامن الناس صحت وهو يكورك (واي انا من محجوب العفين اماني ان لميت فيهو ما ببربحو بربيح السلم وكتفو ورشو بالمويه الحارة الله ان شاءالله نار جهنم تصلاه ود الحايله ..ما تخليني اذكرك يوم طهورتك انت كمان راجل ان كان انا ماجيت مسكتك وتفيت ليك فوق راسك المقدوس دا كان هريت وهو يصرخ ويكشح في الرمال ) مما ادي لان يصحا كل الناس واتجهوا نحو اللواري ولسان حالهم يقول (وقت مافي نوم احسن نساري الليل نوصل صباحا بدري طالما الشقي ظهر ما بريحنا )
ود عيسي خوفا من صلاح ود جكنون الدرويش ناداه وطيب خاترو واعطاه طراده وقالو (يا ود جكنون اعفي مننا ونحن عافين منك لله والرسول )
ود جكنون : عشان خاطرك يا راجل يا طيب انا عافي منكن وانت البلمك مع ناس محجوب الجنون ديل شنو ولا ياها القسمه اها الفاتحه توصلو بالسلامه !!!
بمجرد ما الناس ركبت واللواري دورت وقف محجوب وكورك بطول حسو (يا ود جكنون مهير ملس ....مهير ملس ...مهير ملس ) هنا يجن جنون ود جكنون ويكورك ويجري ورا اللوري وهو مالي جيوبو حجار ويفلع في الناس شي في اللوري وشي في الناس والناس كلهم انبطحوا داخل اللوري ويا محجوب ما تسكت وود جكنون يكورك (انا مهير ملس الهي تملصك العربية في الواطه الهي تموصك المطره .....الهي تموصك بطنك ما تلقي محل تقع تفكها في عربية الناس والله يا محجوب ان كان ما معاكم الراجل الطيب ودعيسي الا اديكم دعوة تغطس حجركم تاني ما يلقوكم كلو كلو ولمسافة طويله كان جاري والحجار تنهال علي الناس واللوري وهو يكورك وهويبكي (انا مهير ملس ..تملصك الدنيا يا ود الحرا م ) حتي اختفي اللوري في بطن في بحار الرمال مع بقية اللواري!!!
(((الجزء الرابع )))
اما جماعة الباخرة فقد كانت رحلتهم تشق النيل وعلي ضفافه الخضرة وكل شئ متاح الاكل والشرب ويمكن ان يطلبوا من مطبخ الباخرة الفاخر اذا ارادوا وظلوا طوال يمين يلعبون الورق البرئ تمضية للوقت وقد كانت هذه المجموعة من الحرفنه بمكان فغلبوا كل المجموعات لانهم بفهموا جيدا وبسرقوا الورق والناس ولهم حيل وخطط واشارات للتفاهم في ذلك خاصة الثنائي الحاج ساتي الرجل السبعيني الذي لا تحس لسنوات عمره علي وجهه الجميل مع خفة دم واضحة شغلت كل من في صندل البابور وابن اخيه الطبيب حديث التخرج التاج الذي صوره من عمه لو لا شبابه الغض البهي وكانه شتله قايمه في حقنه مويه مفرهد بشكل ملفت للانتباه مع خفة دم تفوق عمه الي ظرف وملاحه في الكلمات كيف لا وهو الذي تخرج من جامعة القصر العيني بمصر وكلاهما ولع بالنساء بالذات في السفر لذلك ما ان ينفتح باب في قمرات البابور الا يلتفوا مباشرة مع تعليقات تضفي جوا من البهجة والمرح علي كل الصندل مثل كلما شاف التاج واحده حلوه يقول ياعمي (دي هيل منو في سوريا ) يرد عمه (ياربي الله ما يجيبلو هبوبا مشان نشوف تحت التوب في شنو )
وكان التاج بصوته بصوته الجميل كل ما يشوف توب يغني بعذوبه يبشر له الجماعة فتسمعه يغني :
انا عايز بت اب زيد اناسبا
عندها السمحه شبه الظبا
وكمان :
انتي يا العمرك ابوك ما نهرك زعلك
من سماحتك تقول ابوك رباك بالضحك
والجماعة يشيلوا وراه (الله لينا يانس الله لينا ) والتاج صاحب بديهه خاضره فلو شاف عجوز مرقت من القمرة بعد الفتاه طوالي يغني ( الله لينا ما لنا بعد ما وصلنا اقمه رجعنا جينا ) فيضحك الجميع لهذه السرعة والتنوع في الظرف !!!
وهكذا قضوا اياما جميلة حتي رسوا في محطة الباخرة النهائية حيث وقع ما لم يكن في الحسبان حيث شب حريق هائل في الباخرة مما خلق جوا من الهلع والهرج والمرج ولكنهم بحمد لله لم تكن هناك اي خسائر لا في الارواح او الممتلكات ولم يكن احد يدري ان ود زيادة العربي قد طق البابور عيني نامن جاب خبرا الا حسان الذي اسرا لامه بذلك لذلك لما جاء الخبر خف الناس لقوز المسيد وهم في حاله لا تصدق فالكل كان يبكي من هول المفاجاه حتي جاء الرجال الكبار وهداوا من روعهم واقنعوهم بانه لا خسائر في الارواح والممتلكات وانهم جميعا بخير وعافية بل ودحلوا القطار متوجهين الي محطاتهم !!!
بعد تلك المفاجأة المدوية هرع الناس الي القطاروان كان حاج ساتي وابن اخيه مشوا علي اقل من مهلهم لانهم لهم حجز في قمرة درجه تانيه والتي عادة ما تتسع لعدد 8ركاب وان كلاهما يتمني ان يكون علي الاقل نصفهم او اكثر من النساء كما يقول حاج ساتي لابن اخيه (ان شاء الله القمرة تكون قمره مخدره بس نشم ريحه حلوه ان شاء الله ...ريحة الرجال في الباخره كان نار داير تجيب خبرنا ) وما كادوا يدخلوا القمرة المخصصه لهم حتي وجدوا امراتين داخل الغرفة المرتبه بعناية كل واحده في كنبه واحده بدا عليها انها خمسينية وما فوق والثانية شابه متفتحه يانعه طرية العود والملمس خاصة انها سالمتهم تماما كما قال الشاعر ( يتفهق بلا كبد الحقن ناواي) مع بداية تحرك القطار بدأ التعارف ياخذ مجراه والتاج بفهلوته المعهودة كان الاقرب للشابة وبقربه عمه وتركوا كنبه كامله للاخري كانه كناية عن تنافس محموم ربما يبدا بعد قليل وياخذ الليل كله معه !!!
وهكذا بدا مجلس الانس وبدا بلعب الورق بين الابن وعمه مع ظرف جذب اليهم الشابة المورقه والمتانقه فوق الحد وفوق الوصف حيث طلب منها التاج تكون شاهده علي سرقة عمه له في الورق وكانت هذه خطة ذكية لبداية الاستمالة العاطفية مما اوغر قلب عمه والذي كان يلمح لابن اخيه تاره بعد اخري وباشارات كان الابن يقول لعمه لك المراة الاخري ويرد عمه بصور ذكية رافضا العرض مؤكدا ان المعركه باتجاه واحد خاصة بعد ان بلعت تلك حبوب علاجية وراحت في اخر نومه حتي المغرب وكان الحاج ساتي يتمتم بكلمات (ان شاء الله تكون بالليل كمان ) ورغم كل هذا ما كان هناك ما يؤكد للفتاة انها في مرمي نيران بل كانت مرتاحه جدا لهذه الرفقه الظريفه وكانت تنادي الحاج دائما يايابا فيرد في نفسة (اللبقه التسد حلقك يا بت الذين امنو اهلك فكوك كدا بي سماحتك للفرجة بس ) علي هذا المنوال استمر الوقت حتي جاء وقت النوم وهنا ظهرت مهارة التاج وتفوقه علي عمه حيث قال (ياحاجه خليك زي ما انتي ونومي في كنبتك اما عمي سنفرش له في النص علي ارضية الغرفه وانا والشابه دي بنتناوب في هذه الكنبة ) هنا تمتم الحاج (شافع ود حرام ختف مني الصيده لكن بعدو تبقالو شر ) وبعد ذلك دخل التاج مع فردته في كلام فكري وضحك ونكات حتي التصقوا ببعض وبدا الكلام همسا بعد منتصف الليل ولكن في نفس الوقت كان الحاج لهم بالمرصاد فكلما حاول التاج ان ياخذ شيئا قبله او ضمه تحرك عمه وقال يا التاج (اديني مويه ) وهكذا في كل مرة يطلع بي حكاية حتي لاحت تباشير الصباح وبدا انهم علي وشك الوصول لمحطة النهاية لهما وبدآ الاستعداد للنزول حتي سكن القطار في المحطه وودعا الشابه وتمنيا لها سفرا سعيدا علي امل اللقاء مع مستقبل باهر لها وعلي ان تسلم علي الاخري متي ما قامت من النوم !!!
علي رصيف المحطه المعد بطريقه جميله جلسا علي مقاعد خشبية خصيصا لذلك وتاهبا للوضوء لصلاة الفجر في مساجد خشبية موزعة بعنايه فائقه علي الرصيف ثم اديا الصلاة وجلسا بانتظار شروق الشمس فقال التاج (والله يا عمي كانت سهره ما ضقنا فيها طعم النوم )فرد عمه (المكر السئ يحيق باهله ) المكر منو يا عمي قالها التاج !!!
حاج ساتي : عاين دا انت قايل انا ما عارف فهمك !!!
التاج :ت فهم شنو ياعمي !!!
حاج ساتي : عاين دا العب بعيد يا وليد مش ان قريت في مصر ان قريت في لندرا (لندن) ما حتقدر علي انا فاهمك زي جوع بطنك !!!
التاج : والله خطير يا عمي !!!
حاج ساتي : مكار عايز تاكل براك خت فيك !!!انا ما حلفت يا سوي يا لاانا لاانت !!!
التاج : والله خطير يا عمي !!!
حاج ساتي : ترا لا اكلنا ولا نومنا تعب في تعب والسبب الانانية والمكر !!! المهم هسي اول مانصل البيت تمشي مكتب البوسته ترسل برقية للناس في البلد والله هسي يكونو واقفين علي حيلم وانا هنا في جننا دا !!!فهمت ولا ما فهمت !!! طمن البلد علي الجماعه كلهم لان البلد تكون واقفه علي فد رجل !!!
فعلا في تلك الايام كانت القرية واقفه علي امشاط رجليها ما يمر يوم والا يسالوا ما جات برقيات من فوق خاصة بعد حريق الباخرة رغم كل الاخبار المطمئنة لكن برضو القلوب مشركنه !!!
وهم دايما ينتظرون الخبر ولو شفاهة من واحد لقبوه بكولبكس لانه درويش ما عندو شغله غير يمشي يحرس مكان التلفون ويسمع الاخبار واذا وصلت اي برقيات عادة ما يعطوها معتمدا علي ما تجود به ايدي الناس له حسب عطفهم عينا ونقدا وهو عادة في الاخبار السعيدة يقف في قوز المسيد وdضرب العرورك قائلا (يا ناس البلد ابشرو ثم يذيع الاخبار ) في ذلك ادرك بحسة الفطري اهمية الاخبار هذه الايام فما ان اعطوه البرقيات والا انطلق كالريح لا يلوي علي شئ شاقي درب الميري راكب قصبه طويله هي راحلته المستدامه وهو يكورك باعلي ما عندو من صوت ( ابشرو يا ناس الليلة الخبر عندي براي وما بقولو الا في قوز المسيد )والناس علي طول الطريق تحاول معه ولو خبر واحد لسبب بسيط ان موظف مكتب البريد هدده ان ذاع الاخبار في الطريق بعيد من الحله يحرم من الجلوس بالقرب من صندوق التلفون الوحيد في القرية لذلك اصر هذه المرة الا يبوح باي عكس كل المرات السابقه حتي وصل قوز المسيد وجري هذه الي المئذنه ووقف عليها وباعلي صوت (عرورك ياناس البلد اتلموا عندي اخبار سعيده واعطي احمودي البرقيات وبدا يذيع في البرقيات من كل الجهات تؤكد وصول كل من سافر بالسلامه ) والناس اسفل منه النساء تزغرد والرجال علي قلتهم يهمهمون (الحمد الله يادوب اطمانينا ) والنساء تسمع ( والله الف حمد لله علي سلامتهم جميعا يا دوب قلبنا رقد ) فما كان من كولبكس الا ان يطلق نداءه الاخير (يلا اتفرقوا امشو ركبوا الكرامه ان شاء الله بليلة خلونا النشبع ، كرامة وصولم بالسلامه وكرامة ترفع البلا وتجيب الخير ) وهكذا اطمانت القرية ورجعت تعاود كرة مسبحتها في الحياة باطمئنان كبير !!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.