مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عتمة الرؤيا لصنم الكتبة- 02 -
نشر في الراكوبة يوم 03 - 07 - 2015


صمت في اتجاهين :
****************
بكل شفافية؛ أشير بأنني لا أملك الحقيقة المطلقة ؛ تجاه تاريخ [الصنم] ولكن الأهم هاهنا الإسهام الموضوعي؛ ليس فيه إثبات ذاتنا؛ بقدر ما هو إثبات واقع تلك( المنظمة) من خلال المنطلق وتفكيك الآليات التي تتحكم فيه والمتغيرات التي تحكم صيرورة صورة الواقع الثقافي؛ باعتباره نظام متواصل من التراكمات التاريخية ؛ وإسهامنا يتجلى أساسا خلال المستندات والوثائق المتوفرة؛ والتي نحاول أن نستقرئ بها مساره التاريخي ؛ والذي لم يحاول أحد النبش فيه أو الاقتراب منه ؛ كأنه أحدى كينونة المقدس وبالتالي لا يجوز ولو بشكل ضمني البحث في منطلقاته؛ أوالتشكيك في تمظهراته وملابساته، أو طرح سؤال من قبيل: هل ولادته حملت طابع التعددية واختلاف اتجاهات الرأي؛ التي تفرض انعدام الاحتكار والهيمنة على الفعل الثقافي؟؟ وهذا نتيجة المدح المفرط وبالتالي: إن المدح لا يعلمنا إلا تقديس الأسياد والاعتقاد بأنهم من طينة عليا؛ ولو لم يكونوا أهلا حتى لنعتهم بالخنازير(1) وهذا زاد من عتمة الرؤيا في الفعل والممارسة منذ الانطلاقة؛ مما نستشف ضبابية لمعرفة تفاصيل من تاريخه ونلامس انعدام ولو وثيقة وحيدة حوله موقعة في (موقعه الالكتروني) وسنأتي على ذكر الموقع في سياق التسلسل؛ وبالمناسبة لا وجود في مكتبات الجامعات ولا المعاهد؛ ولو مونوغرافية أو دراسة أو بحث جامعي حول هاته المنظمة في أفقها وآفاقها وحضورها في النسيج المجتمعي لماذا ؟؟ رغم أن العديد من الأساتذة الجامعيين[ كانوا[أو] لا زالوا] منخرطين ؟ نتمنى أن يفند أحدهم قولنا ويجيب بعنوان واحد لدراسة أكاديمية[ ما] لأننا كنا نطمع حقيقة؛ أن يرد علينا أي فرد ينتمي (لاتحاد كتاب المغرب ) من خلال ما تم ذكره سابقا ويفند صفة[ الكتبة] أولا وثانيا يحاول أن يدحض ما أشرنا إليه؛ لكي يأخذ الموضوع طابعا جداليا؛ وبالجدل تتمظهر قضايا وحقائق؛ ويلغى ما عكس ذلك؛ لكن الصمت المطلق الذي تحضى به العديد من المواضع والكتابات؛ لا يعني أن هنالك اللا مبالاة حسب أدبيات السياسية أو القبول والرضى حسب أصول الفقهاء؛ ومن خلال ما تفضلنا بطرحه؛ صمت مطلق؛ كأنه لا وجود لمثقف أو أديب؛ تحمله حماسة الانتماء لتلك [ الخيمة] وبالتالي فالصمت: يتخذ منحيين (آ) الخوف من دخول مغامرة الجدل؛ في عوالم تحتاج لروح مرنة ونفس الطويل، ولاسيما أن العديد ساهم بشكل أوآخر في ممارسات مشبوهة ولا علاقة لها بالسلوك الثقافي والفكري(ب) غياب رؤية تاريخية للكتبة تجاه[المنظمة] وهذا يؤكد على زيف الانتماء؛ لآن الردود في هذا الموضوع تحديدا يحتاج لمعطيات توثيقية مضبوطة؛ وبناء عليه فصمت[ المثقف] ظاهرة مستدامة؛ وليست وليدة هذا الموضوع أوغيره: فالصمت الذي يلوذ به المثقفون؛ وجنوح بعضهم نحو طرق الانتهاز، يكاد يحمل الجماهير على أن تنفض يدها عنهم ، غير أن القيام بدور طليعي ليس أمرا سهلا.... فلابد إذن؛ من أن يتفتح المثقفون على بعضهم البعض، وأن يدور بينهم حوار قوامه إنشاء رابطة فكرية موحدة هادفة ، إلى استجلاء الواقع وتحليله وتركيبه طبقا لمقومات شخصيتنا ولقيم التطور الحديث (2) أعتقد بأن هاته السطور واضحة كل الوضوح؛ وإن كانت تحتاج لتحليل أعمق لأسباب النزول؛ وذلك ولكن ما يهمنا بعد الصمت الذي يعد ميزة للمثقف المغربي؛ ما وضعناه تحت السطر
فلاش باك:
======
ما تحت السطر؛ يعد نداء اوبالآحرى صرخة. تلك الصرخة لم تأت من فراغ بل لها أسبابها، والتي ترتبط بوضع أني أو سابق؛ لا يحتمل أن يظل كما هو؛ ولا بد من تصحيحه أو الانقلاب عليه؛ ومن خلال السياق التاريخي؛ فا لنداء لاحق عن التنظيم[اتحاد كتاب المغرب العربي] وبالتالي فما تم تسطيره؛ يكشف لنا ضمنيا أن هنالك خلل ما في التنظيم؛ والمسؤول عنه مثقفو المغرب [ وقتئذ] وارتباطا بالسياق؛ نجد أنه تم إنشاء فيدرالية الجمعيات للانتشار الفرنسي في نفس السنة النداء/ الصرخة (أي) سنة 1964
فهل اتحاد كتاب المغرب في ذاك الوقت انخرط في الفيدرالية؟ سؤال نتركه معلقا الآن؛ لنستشف بأن التاريخ يعيد نفسه، بحيث أن تلك الصرخة ضد [؟؟؟]تكررت في 1998 بتأسيس رابطة أدباء المغرب على يد أحمد المديني وسعيد يقطين وع الدين التازي وآخرون؛ بعده رابطة أدباء الجنوب من طرف عزيز الراشدي عبد العاطي الزياني وأخرون؛ وفي 2012 رابطة كاتبات المغرب والفكرة جاءت من الشاعرة عزيزة احضيه عمر، وتبنّتها مجموعة من الكاتبات كزهور گرام،أسيا رياحي زهرة زيراوي بديعة الراضي وغيرهن. ونلاحظ هجوما[ هجينا] على هذا التنظيم؛ لأسباب يمكن أن يقرأ ما خلف سطور هذا التصريح والذي أساسا لا يليق بعضوة في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب: إن "رابطة كاتبات المغرب" تبحث عن "التمويل من الخليج والمؤسسة الملكية بدل البحث عن مؤسسات تمويلية مستقلة، زيادة على أن هذه الرابطة تقدم نفسها كبديل لاتحاد كتاب المغرب في الكثير من الأحيان للكاتبات المغربيات، وهو ما سيؤزم العمل الثقافي النسائي" فما تعليقك؟
في الصحراء تعلمنا الترفع عن الملاسنات وخاصة نحن الآن في مغرب الرهان على المستقبل. تفاجأت كما تفاجأن مؤسسات "رابطة كاتبات المغرب" بتصريح الإعلامية الكبيرة ليلى الشافعي لموقع هسبريس كونها كانت من مؤسسات الرابطة. كنا نلتقي منذ أربعة أشهر متواصلة وآخر لقاء جمعنا قبل أيام قليلة من عيد الفطر، واتفقنا أن نتواصل على سكايب ( skype ) واقترحت علينا تسمية الرابطة بدل "كاتبات المغرب" بتسميتها "رابطة كاتبات وناشرات المغرب" وبالنسبة لما ورد على لسانها اتجاه زميلاتنا في الخليج أتعجب لرأي المرأة المبدعة اتجاه المبدعات (3) في تقديري أن التصريح والتعليق عليه؛ يكشف كيفية تركيب ذهنيتنا؛ المجبولة على زيف الانتماء وممارسة الخذلان وخلق الصراعات الجوفاء؛ من أجل مصالح ذاتوية وتأسيس العلائق الزبونية خارج المشهد وداخله في بعض الأحيان؛ لكي تتغذى تلك[ الأنا] وتقتات باسم الثقافة ؛ وهذا يساهم بشكل مباشر في الهيمنة تامة للفعل الثقافي، وإقصاء بأي طريقة الطابع التعددي للتعبير الثقافي واتجاهات الرأي، لكي لا تكون المنافسة على ما سقط من الموائد؛ وهذا الواقع لا يمكن طمسه والكشف عنه؛ لأننا الآن في زمن شحذ الذاكرة وإعادة إنتاج صفحات تاريخية موضوعية وخالية من المدح لزمان تبين أنه كان معتما ليظل المواطن العربي بليدا ومغيبا عن حقائق المشهد السياسي والثقافي ؛ لأن اللحظة الراهنة تاريخية، وتدعُو إلى مراجعة صريحة للذات. لأن العقل الجمعي للمجتمع بفطرته يمتاز بقابليته على التأثربما يتوارد عليه ويكثر ترديده عليه، مما ينتج عنه التصديق مهما كانت المعلومة مزيفة و بعيدة عن الواقع! بحيث هكذا انتشرت بعض الأفكار والأحداث الخاطئة؛ فصارت يقينية ولا تشكيك حولها بحكم أنها سائدة ومسترسلة ؛ وبالتالي فا لمرء يظل في عتمة قاتلة؛ تشل الإحساس وممارسة التحليل المنطقي؛ والوثائق والمستندات المستباحة الآن أوالمسربة من دهاليز التدوين؛ تؤكد وبالملموس أننا كنا في العتمة؛ لا رؤية لنا ولا رأي؛ وهذا ناتج عن البنيات والهياكل المتمأ سسه بعيد [ خروج]الاستعمار
تأسيس الصنم:
****************
لا يمكن تمحيص الحاضر وتفكيك آليته إلا بالعودة للماضي؛ باعتبار أن الحاضر نتاج ماضيه؛ وليس العكس وبالتالي: عندما استولت سلطة الحماية على مقاليد الحكم في بلادنا كان كل ما أحدِث بالمغرب من ألفه إلى يائه على النمط الفرنسي، وباللغة الفرنسية، وبالأساليب الفرنسية، أو بالطابع الإسباني ... بالقسم الشمالي من الوطن المغربي (4) مما احتدم الصراع على مستوى تكريس اللغة ؛ وفعلا استطاعت الفرانكفونية أن تحقق توسعها وانتشارها؛ ليس بالقوة بل بإستراتيجية تأسيس التنظيمات مثل )الجمعية العالمية للكتاب باللغة الفرنسية سنة 1937( و)الاتحاد العالمي للصحافيين والصحافة باللغة الفرنسية عام 1952( وفي )1961 جمعية الجامعات الناطقة جزئيا أو كليا باللغة الفرنسية( وبالتالي فالمغرب ليس بمعزل عن هاته التنظيمات ومشاركة مواطنيه ؛ وكما أشرنا بأن فكرة تأسيس اتحاد كتاب المغاربيين؛ تولدت في إحدى مقاهي فاس بين (الحبابي ومعمري) وللعلم فإن المقصود هاهنا بمقهى ( النهضة) تعد الأولى التي أنشئت في وسط المدينة الجديدة؛ والتي مفتوحة في وجه المعمرين واليهود والمهاجرين من الجزائر وأعيان المدينة؛ ولا حق للعديد من المغاربة الوصول إليها؛ لكن وجدنا نداء قبل هاته الواقعة؛ من جمعية الأديب في مراكش؛ ولم ينتج عنها ردود ايجابية أو استحباب للفكرة ؛ ربما لقوة ومرام نداء التأسيس؛ بحيث نجد خطابا موازيا له؛ يشير بالواضح : فالثقافة المتحررة إذن يجب أن تكون لمصلحة الجمهور ولكن كما تعلمون يجب أن تكون بعيدة عن تملق الجمهور عوض أن تتملق له، ويجب أن تكون متحررة إزاء السلطات ولا ينبغي أن يصبح المثقف جنديا يقول ما تمليه عليه السلطات، بل يجب أن يبقى له كامل الحرية فيما يقول(5) فما يمكن فهمه من وراء السطور؛ أن هنالك تعليمات وتوجيهات لدعم الفرانكفونية؛ واستثمار رصيدها؛ الذي أساسا لا يخدم عموم الشعب المغربي (آنذاك) ولاسيما أن بلادنا تعرضت لظروف سياسية، وأوضاع ثقافية وفكرية عامة وإحباطات نفسية رهيبة ؛ في مدخل الستينات من القرن الماضي؛ فازداد نفوذ الفرانكفونية فيها، وبالتالي فانبثاق فكرة التأسيس[ اتحاد أدباء المغرب العربي]( نتذكر الصفة) من المقهى إلى المهرجان الفلسفي الذي نظمته( جمعية نبراس الفكر) بتطوان؛ فالسؤال المحيرهل كان لدينا فكر فلسفي محض؟ لماذا؛ لأن صيغة التأسيس وحمولة أفكاره وأوراقه؛ كلها مضطربة ومتناقضة؛ وسيلاحظ القارئ والمهتم بهذا الآمر في إطار ماهوآت : وقد نشرت اللجنة التأسيسية لاتحاد أدباء المغرب العربي؛ بيانا بتاريخ 17 ماي1960 تنهي فيه لسائر الأدباء المغاربة والجزائريين والتونسيين؛ أنها قررت أن يكون مركز الأمانة لها بتطوان؛ وأنها آخذة في تحضير القانون الأساسي للاتحاد، وأنها تقوم بالاتصالات المباشرة مع سائر الهيئات الثقافية والأدبية الموجودة بالمغرب العربي؛ بجميع أجزائه، وذلك لإخراج الفكرة عمليا إلى حيز الوجود(6) نلاحظ بأن الإطار يوحي بمشاركة أدباء من ليبيا ومصر وموريطانيا؛ وهاته الأخيرة و في تلك الأثناء لها وضعية سياسية(خاصة) مع [المغرب] آنذاك :تفرض استثنائها من الموضوع ؛ وكذلك مصر التي كانت لها وضعية سياسية(خاصة) مع [تونس] لنركز على الجزائر/ ليبيا/ تونس؛ باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المغرب العربي؛ ولكن ما ورد في البيان العام هناك إلغاء للقطر (الليبي) بكل بساطة لا علاقة له ؛ بالحلف الفرانكفوني؛ بحكم استعماره من لدن[ايطاليا] لكن في نص [ الميثاق] الذي سطره(اتحاد أدباء المغرب العربي) يقول بالحرف: فعقدوا اجتماعا في يونيو1960 بكلية الآداب بالرباط؛ وتمخض هذا الاجتماع عن تكوين((اتحاد كتاب المغرب)) ليضم أدباء ومفكري ليبيا وتونس والجزائر والمغرب؛ ذلك أن وجود ظروف مماثلة وأزمة متشابهة يعطيان ضمانا أكبر لنجاح الفكرة، ومن أهم أهداف هذا الاتحاد؛ لم شتات الأدباء والمفكرين المغاربة وتقوية الصلات بينهم(7) فالمفارقة العجيبة هاهنا تواجد التعميم يضم أدباء ومفكري{ ليبيا وتونس والجزائر والمغرب} والتخصيص {اتحاد كتاب المغرب} فهل هناك استثناء حقيقي أم منقطع؟ إذا علمنا أن الاستثناء الحقيقي يفيد التخصيص بعد التعميم؛ والمنقطع يفيد الاستدراك لا التخصيص؟ ففي سياق هذه الرؤية اللغوية؛ هل هناك رؤية سياسية تحكمت في التخصيص ولاسيما أن التعميم لا يلحقه معنى التخصيص؛ لأنهما معنيان متعاقبان على التناقض لا يثبت أحدهما إلا حيث يتصور ثبوت الثاني ؟ ففي واقع الآمر ليس هناك استثناء ولا استدراك؛ باعتبار أن التعميم مندرج بين التصريح والتعتيم. بحيث لا وجود لليبيا ولا تونس في نسق التأسيس: ومهما يكن من أمر فإن جمهور المثقفين بهذه الديار لم يعلموا عن الاتحاد ولا عن تأسيسه أو على مؤسسيه شيئا؛ ولو لم يتفضل رئيسه الأستاذ محمد الحبابي بتوجيه ملف شخصي لمدير هذه المجلة، لما علمنا نحن أسرة الفكر بشي مما وقع(8) فهذا التوضيح يكشف التناقضات والاضطرابات في رؤية هذا الاتحاد؛ وبالتالي فتاريخه غير واضح بالمرة؛ مما يفرض تأويل الأحداث لتغطية فجوات ناتجة عن الفراغ في المعطيات والمعلومات. لأن [ ميثاق الاتحاد] ومن خلال[ الملتمس الثقافي] الذي أصلا متعلق باتصالات[ الإعلام] أولا نجد بأنه ليس هنالك لجنة إعلام فاعلة؛ مادام رئيس( الاتحاد) هو الذي سلم الميثاق لتلك المجلة وغيرها؛ وثانيا ليس هنالك مثقف تونسي بادر لحمله للمجلة(؟) ورغم ذلك نقرأ في الملتمس: يوصي المؤتمر بما ياتي؛ إنشاء اتحادات محلية في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب؛
فمن حيث المبدأ المنهجي؛ في تقديري تستلزم مقتضيات تقوم مقام الشروط الموضوعية التي لا يمكن أن تتم ممارستها إلا من خلالها، و إلا فإنها تتحول أساسا كنوع من أنواع التعتيم و التشويش ؛ لفائدة من ؟ سؤال يجيب عنه ثلاث معطيات؛ ليست مؤولة بل محرزة في وقائع :
1 ) تغيير مقر الأمانة العامة من [تطوان] إلى[ الرباط] كما كان متفقا عليه في مرحلة التأسيس: وتزيد اللجنة في بيانها المذكور...... إلى الأمانة العامة للاتحاد - وذلك بالعنوان التالي: الأستاذ محمد الصباغ - باب السعيدية - تطوان (9)
2 ) الموقف الذي صدر من الاتحاد ومثبوت في [الميثاق] مفاده: الترحم على أرواح الشهداء الجزائريين( لا اعتراض) ولكن تم إغفال الترحم على ضحايا زلزال أكادير في 29 فبراير لسنة 1960
3 ) ما أسفرت عليه الانتخابات الأولى: إن الاتحاد انتخب لجنة الكتابة المسؤولة في المغرب ؛ من الأساتذة - م عزيز الحبابي وعبد الكريم غلاب ومحمد براد ومحمد الصباغ ومصطفى المعداوي؛ وإن من ضمن لجنة الكتاب الجزائريين الأساتذة مولود معمري ومحمد ديب وأسيا جبار(10)...........
للموضوع صلة
الإحالات
****************
1 / أدباؤنا والايدولوجيا للطاهر وطار مجلة الفكر التونسية ع 5 فبراير 1962 ص86
2 / بقلم رئيس التحرير: مجلة أقلام مغربية ع 1/ 1964
3 / تصريحات الشافعي فاجأتني: مجلتك النسائية حوار لفاطمة الزهراء : مع مؤسسة الرابطة بتاريخ 23 / 09 / 2012 4 / التعريب ووسائل تحقيقه: محمد الفاسي، مجلة الأصالة س 4 من ع 17/18 - 1973 ص 110
5 /نحو ثقافة متحررة لعبد الله إبراهيم في مجلة الأديب العدد 6/7 يونيو 1958
6 /اتحاد أدباء المغرب العربي مجلة الإذاعة الوطنية ع 24 س الثالثة يوليوز1960 ص15
7 / منقول عن مجلة الفكر التونسية عدد1 / أكتوبر1961 صفحة (أصداء الفكر)
8 / نفسه
9 / اتحاد أدباء المغرب العربي مجلة الإذاعة الوطنية ع 24 س الثالثة يوليوز1960 ص15
10 / جريدة العلم - المغربية - عدد 4517 في 04/ 07 / 1960
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.