من أكثر الأئمة شهرة بسبب خطبة الجمعة التي يلقيها على المصلين كل جمعة في مسجد الخرطوم الكبير.. ولأن الإمام كمال رزق أصبح يعلم أن معظم صحف السبت تعتمد على آرائه في قضايا السياسة أو ما يعتبره هو مناصحة أصبح يتكلم في كل شيء بل إنه نادراً ما يعظ الناس في أمور دينهم.. السياسة هي التي تحقق الشهرة.. أو برامج "أغاني وأغاني". كمال رزق لم يخصص المنابر الدينية لكيفية تفادي الأخطار المحدقة بالبلاد من التطرف الديني والمجتمعي.. لم نجده يقود الحملات التوعوية للاعتدال والوسطية.. ولا كيف تستقل منابر المساجد لمكافحة انتشار المخدرات وسط طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس.. أصبح كمال رزق لا يفوت فرصة خطبة الجمعة لتناول كثير من القضايا البعيدة عن الاتجاهات الدينية في توعية الناس بأمور دينهم.. مقبول بل مطلوب أن يتحدث الإمام عن عقد الأذعان لهيئة المياه مع المواطن وما شابه ذلك مثلا حول ربوية بعض العقودات.. لكن أن تكون مثل هذه القضايا ليست الأساسية فهي المشكلة. الجمعة الماضية لم يتحدث عن انضمام شباب الى داعش ولا خطورة دخول التطرف الديني إلى أعتاب كل بيت سوداني.. حرّض الناس على عدم دفع 150 ألف جنيه لدراسة الطب في جامعة العلوم الطبية.. فهل مثل هذا الحديث يندرج في الجوانب الدعوية للمساجد في شيء. اذا كانت الدولة هي من فرض مثل هذه الرسوم كان من الممكن أن يجد كمال رزق فرصة الهجوم عليها، لكن جامعة خاصة لها الحق في أن تضع رسوماً بما يتوافق والخدمات التعليمية التي تقدمها لطلابها، فمن شاء وافق عليها ومن لم يرغب فالبلاد - ما شاء الله - تعج بالجامعات عام وخاص، فهي مسألة اختيارية لأولياء الأمور بحسب رغباتهم في طريقة تعليم الأبناء. لكن السؤال ماذا بشأن كلية الرازي؛ هل يعتقد كمال رزق أن رسومها معقولة.. ولماذا لا يفتحها مجاناً وهو شريك فيها مع أشقائه حسن وفاروق خاصة وأن الجامعة تحصلت على مساحة 20 ألف متر مربع من الدولة دون مقابل مادي في الوقت الذي تدفع فيه مبالغ طائلة لتخصيص أو شراء الأراضي لتشييد الجامعات. نحن مع اهتمام الدولة بالتعليم الحكومي وتقويته ليكون منافساً للقطاع الخاص وذلك بزيادة ميزانية التعليم العالي والصرف على المعامل وجلب أكفأ الأساتذة لكن أيضاً من المهم عدم التضييق على المؤسسات التعليمية التي يتولى أمرها القطاع الخاص فلا شك أنها ترفع عبئاً مادياً كبيراً على الدولة باستيعاب أبناء القادرين وإفساح المجال في المؤسسات التعليمية الحكومية لأبناء الشرائح الأخرى. التغيير