*هذه هي المرة الأولى التي أصوم فيها كامل شهر رمضان المبارك خارج السودان والدول العربية‘ فقد صمت الشهر الفضيل في قاهرة المعز في بداية حياتي الزوجية‘ وصمت العشر الأواخر من رمضان بحمد الله وتوفيقه أكثر من مرة بالأراضي المقدسة. *لأول مرة أصوم في هذه الدولة القارة وأعيد مع أسرة إبنتي هنادي وإبني غسان سعيد في ظروف مختلفة تماماً عن ظروف السودان‘ في أجواء شديدة البرودة وصفها الذين أمضوا فترة طويلة في أستراليا بأنها الأبرد منذ سنوات خلت. *مع ذلك حمدنا الله الرحمن الرحيم على جزيل نعمه علينا ونحن نتابع حال أهلنا في السودان وهم يعانون من إرتفاع درجات الحرارة وعدم إنتظام الإمداد الكهربائي والمائي بصورة مقلقة طوال أيام الشهر الفضيل‘ إضافة لمعاناتهم من جراء الأزمة الإقتصادية وانفلات الأسعار خاصة أسعار حاجات رمضان التي لم تسلم من مرضى الإستغلال والجشع البغيض. *أعود للكتابة إليكم بعد عطلة العيد وكلي شوق لمتابعة عيونكم المرهقة‘ لأطمئنكم بأن أهلكم في استراليا بخير رغم بعد المسافات والأزمنة‘ فقد وجدتهم رغم انتقال بعض أمراض الداخل إليهم‘ يحرصون قدر استطاعتهم على الحفاظ على قيمهم وعاداتهم وممارساتهم السمحة. *وجدتهم يحرصون على التواصل الحميم خاصة في شهر الصيام‘ عبر الإفطارات الجماعية الأسرية والمجتمعية‘ وقدشهدت أكثر من إفطار رمضاني جماعي داخل البيوت وفي مواقع تجمعات السودانيين بنواحي سدني‘ وتميزت هذا العام ببدء إنطلاقة نشاط الشباب الذين تبنوا مشروع المنتدى الادبي السوداني بسدني‘ على أمل أن يستمر نشاطهم الذي يجمعهم على صعيد سوداني واحد. *مضت أيام العيد وسط احتفالات أسرية ومجتمعية‘ شهدت فيها حرصهم على أداء صلاة العيد رغم البرد القارص والأمطار التي هطلت صباح أول أيام العيد وكانت المساجد والساحات المعدة للصلاة مكتظة بالمصلين من جميع الإجناس من مختلف أنحاء المعمورة‘ ولم يخل بعضها من هدايا للأطفال وبلح وحلويات. *لم يمر يوم من أيام العيد دون لقاء سوداني جامع‘ بدأ أول أيام العيد بلقاء المعايدة الأسرية في لاكمبا في إفطار حافل بالأطعمة السودانية الخاصة التي لم تغب عن موائد الإفطار طوال شهر رمضان‘ وكانت المعايدة الجماعية الثانية في ليفربول‘ كما كانت الأمسية الختامية في ليفربول أيضاً‘ أحياها الفنان السوء ل سرالختم الذي قدم باقة من الاغنيات السودانية التي نالت إعجاب الحضور النوعي من الأسر السودانية التي لبت دعوة الجمعية السودانية بها. *كل عام وأنتم بخير. [email protected]