صباح يوم أمس شاهدت لقاءً تلفزيوناً علي قناة الBBC ، أستضيف فيه القيادي البارز والأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان ، وعلى الرغم من ان اللقاء كان قوياً "ذا شجون" أمتاز بالبراعة ، ذلك ان "عرمان" ذا حضور بهي وقوي في الحياة السياسية ، إلا انه _أي اللقاء التلفزيوني_ لم يختلف عما سبقه من لقاءات وحوارات ، ولم يكن سوى إجترار للأحزان ، وإعادة لأحاديث ظلت تتكرر من الجبهة الثورية و المعارضة ككل مؤداها إنتقاد النظام ، وأظهار سوءاته المعلومة لدى الجميع ، دون ان تحمل بين طياتها جديداً سوي تأجيج سخطنا على النظام ، وأثارة بغضنا وكرهنا له ، وأعادة تذكيرنا بمساويه التي ما أنفك يذيقنا لها ، أحاديث نكاد نحفظها عن ظهر قلب دون ان نرى أي فعل مؤثر لها على أرض الواقع ، إذ ظل الحال كما هو ، حتى وصل بنا الأمر حد ان سئمنا معه الأقوال التي لا يتخللها أي فعل ؛ حيث أعاد "حديث عرمان" إلى ذهني ذكريات إتفاقات أبرمت ووعوداً أطلقت أثارت ضجة ثم ما لبثت ان أفلت... فقد تم من قبل إبرام عدة إتفاقيات من قبل الحركة الشعبية أو الجبهة الثورية ككل مع جهات مختلفة ، سنأخذ نموزجين منهما علي سبيل المثال( وثيقتي الفجر الجديد ونداء السودان) سنغض الطرف عن الإتفاق الأخير بإعتبار انه لم يمر وقت طويل على إبرامه ، ولكن تكمن المشكلة في ان الأتفاق الأول _ الفجر الجديد_وبعد الفرقعة والضجة الكبيرة التي أحدثها -بعد إبرامه في بدايات العام 2013م - إلا انه سرعان ما أصبح أثر بعد عين ، كدخان أطلق في الهواء ثم أختفي إلى الأبد . واثناء مشاهدتي للقاء تذكرت اني أول أمس كنت قد سألت الدكتور/ يوسف الكودة_ رئيس حزب الوسط الأسلامي_ على صفحة حوارات بالفيسبوك ، سالته عن وضع وثيقة الفجر الجديد حالياً ( بإعتباره أحد الأطراف الأصيلة الموقعة عليه) وما إذا كان (الصمت الطويل) الذي صاحبها منذ إبرامها يرجع لإنعدام إرادة أطرافها.. أم انه دليل للتخلي عنها بسبب ان ما تحتويه كان دون المستوى وانها لا يمكن ان يرجئ منها نتائج جيدة لحلحلة مشكلات السودان؟ فكان ردة مقتضباً : ..... (ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ "ﻓﺮﻗﻌﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ" ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ إلى أي ﺷﻲء ﺍﺧﺮ ، على ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻓﻬﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﺣﺘﻲ ﺍلآن....)أنتهى رده ...وهنا نتساءل بقلق هل سيكون مصير كل الأتفاقات ، والاحاديث التي تترى علينا آناء الليل واطراف النهار ، مثل مصير وثيقة الفجر الجديد ، وهل يمكن ان ينتهي بهم الحال جميعاً إلى مزبلة التاريخ أم ان للجبهة الثورية والمعارضة ككل رأي آخر !!!؟ 27/7/2015. Mohamed Mahdi Khartoum [email protected]