الامارات .. الشينة منكورة    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الراكوبة يوم 07 - 07 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
المهارب الحقيقية للمبدعين
في كتاب النور حمد «مهارب المبدعين» نجد ان المبدعين هربوا من المدينة إلى البادية السودانية التي تقل فيها القيود الاجتماعية الممثلة في القيم الثقافية والدينية..
هذا كان تفسير الدكتور النور للظاهرة.. ولكن التفسير الأكثر إحاطة بالمسألة هو ما نجده في التحليلات السايكولوجية المعاصرة.. إذ ان الفنان يريد ان يتخلص من القيود الاجتماعية، فهو لا منتمي بالضرورة حيث يندفع في كل الاحيان لتحقيق ذاته الفردية، وذلك عن طريق الابداع الفني.. والفن ضد القيود لأنه هو حرية تريد ان تتحقق وذات الفنان الفردية لا تتحقق إلا عبر الانطلاق في سموات الحرية.. وبما ان المدينة هي المكان الذي تتشكل فيه الحضارة كفعل يسعى لتدجين التمرد الفرد ودفع القوة الابداعية الفردية لان تتمازج مع الجماعة.. ومن ثم غير مسموح للفنان بمزاولة حرية فردية قد تهدم الحرية الجماعية ..
الورشة الإبداعية
المراكز الثقافية أصبحت الآن مكاناً للترفيه.. إذ تؤمها الأسر لقضاء نهايات الأسبوع.. ولهذا أصبحت البرامج المعدة، تنحصر في غاية واحدة، هي الترفيه.. مما جعل هذه المراكز تتناسى الأهداف الأخرى.. كأن تقوم هذه المراكز بتثقيف فئات المجتمع الأخرى فتعد الخطط للتنمية الثقافية الاجتماعية وذلك عن طريق رفع الكفاءة الإنتاجية الإبداعية.. ورفع الكفاءة الانتاجية يعم كل حقول الانتاج الاقتصادي والثقافي بانواعه من حيث ارتباطه بتطوير الخدمات الاجتماعية والثقافية..
? وخير وسيلة هنا، وأكثرها مباشرة ونفاذاً في الوصول إلى غاياتها هنا، هي إقامة الورش لتدريب الشباب المنتج في حقل الفنون والآداب، مهارات وقدرات مهنية ترتبط بالأفكار النظرية وبالتطبيق العملي.. في الغناء والموسيقى وفي الكتابة الابداعية وفي الفنون التطبيقية .. وبذا يمكن لهذه المراكز ان تكون مصدر إشعاع حضاري فاعل، خاصة في البلدان النامية..
التمثيل.. بين التظاهروالكينونة
ان تتظاهر بحالة نفسية أو فكرية، على غير ما أنت عليه في الحقيقة يسمى علم النفس الوجودي هذه الحالة بالتظاهر.. أي السلوك الزائف.. وهو انحراف في الدافع النفسي وفي المقصد في ذات الوقت.. أما السلوك الحقيقي والصحي، هو ان تتطابق الحالة الداخلية مع الحالة الخارجية.. ان يكون هناك صدق يشمل السلوك والنوايا ويجعلهما متطابقين.. هذا هو معيار السلوك في الحياة اليومية الوجودية..
? أما السلوك في التمثيل.. عندما نقوم بدور في مسرحية.. فعلي الممثل ان يتمثل ويتصور حالة الشخصية التي يقوم بتمثيلها.. وان يضيف لهذه الحالة ما يعرفه وما خبره من صفات لاحوال هي جزء من تجربته الحياتية.. إذاً فالسلوك هنا يقوم على عدد من الحالات الانسانية وهي موضوعة بين العام والخاص.. فالأداء التمثيلي ليس هو تقليد سلوك شخصي للممثل، وليس هو تقليدا لنموذج ما..
مشهد من مسرحية زواج السمر
في ندوات الاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل الدكتور عبد الله الطيب.. عرض جزء من مسرحيته «زواج سمر».. والمشهد مكون من أخوين يتحاوران حول زواج أحدهما.. والحوار مكتوب بلغة معجمية كثيفة.. لغة لها صليل ورنين قوي الايقاع.. لغة مختارة بعناية كادت تجمد الحركة الدرامية تماماً.. فما كان من الممثلين القائمين بدوري الأخوين إلا ان يبتكرا طريقة في الأداء تنقذ الحركة الدرامية من الجمود.. فكان الأخ الأول يتحرك في اطار أداء كلاسيكي معتمداً على انفعالات الجسد.. أما الثاني فقد اختار طريقة أخرى هي ان يتحرك مثل انسان آلي مكنيكياً.. كما لو كان يتحرك وفق سيطرة الريموت كنترول.. وبذا أنقذا المشهد من السكون والجمود..
الشاعر والذات الأخرى
المتنبى شاعر لم يتكرر في الأدب العربي حتى الآن.. ومن صفات المتنبي النفسانية، هو انه متمركز حول ذاته.. وقد عبر عن غروره واعتداده بذاته في شعره كقوله «أنا من نظر الأعمى إلى أدبي/ وأسمعت كلماتي من به صمم».. والانسان عموماً ينظر إلى نفسه بعين الآخرين حينما يريد ان يرى صورته الاجتماعية «الصورة التي يكونها عنه الآخرون».. ولكن في أحيان أخرى ولأسباب نفسانية معقدة ينظر الانسان إلى نفسه بوصفه آخر.. لا كما يراه الآخرون ولكن كما يريد هو ان يرى نفسه..
وهو هنا يصعد صورته إلى مرتبة عالية من علو الشأن.. ومن هنا كان هذا الشعر الشديد الألق.. هذا الشعر العظيم الذي يعبر عن جرح الذات العميق.. وهنا ينشأ جدل الذات التي يملأها شعورها بالدونية من جانب ومن الجانب الآخر تصنع شعوراً مضاداً لهذا الشعور.. ومن استواء الأضداد هذا كان يتدفق شعر المتنبي وكانت صورته عن نفسه تتكون وتتأكد أمام مرآة الذات..
رواية المريض الإنجليزي
الروائي مايكل اونداتاجي، من تايلاند.. كتب روايته (المريض الإنجليزي) ليصور حال بلدان الشرق الادنى والشرق الأوسط إبان الحرب العالمية الثانية.. والرواية تصور هذا الوضع من خلال طيار إنجليزي كان يتسقط أخبار الألمان في الصحراء الليبية حتى حدود السودان.. وكانت الطائرة قد احترقت وأصيب الطيار الإنجليزي بحروق أكلت كل الجسد.. ولم تترك إلا ذاكرة تتكتك مثل ساعة معطوبة.. وها هو الطيار ينام على سرير في ڤيلا حرقتها قنابل الحرب.. تعالجه ممرضة أمريكية كانت على علاقة مع جندي هندي يعمل في إبطال المتفجرات المدفونة في الأرض.. وتتصاعد احداث الرواية بين ذاكرات الابطال..
? الجديد في الرواية ليس هو موضوعها، ولكنه الشكل الفني الذي كتبت به.. فهي ترصد الاحداث الماضية والراهنة من خلال إحساس المريض.. من إحساس هذا الجسد المحروق الجلد.. فالكاتب يستخدم الجسد كوسيلة رصد للحياة وللأحداث رغم ان الرواية في تأريخها العام ترصد الاحداث من خلال «النظرة » أو من خلال حركة الذاكرة.. وهذا هوالفتح الجديد الذي قامت به هذه الرواية..
طيور هيتشكوك المتوحشة
المخرج السينمائي العالمي الفريد هيتشكوك.. هو مخرج أفلام الرعب في السينما الامريكية.. من أهم أفلامه فيلم «سايكو» و«الرجل الذي يعرف كثيراً» وفيلم «الطيور» وقد أخرج الكثير من الأفلام السينمائية ذات الحبكة البوليسية المثيرة.. ثم أخذ فيما بعد ينظر في السيناريوهات الأشد أثارة وغرابة.. فأخرج فيلم «الطيور».. وهي طيور جميلة ذات ريش ملون ومناقير دقيقة وذات اصوات مغردة في غنائية عاطفية.. وهي تحوم فوق مدينة امريكية ريفية.. فتهجم على أحد المنازل.. وتحطم زجاج النوافذ وتشيع في المدينة الرعب والخوف، وتنهش وجوه الناس بمناقيرها الصغيرة الملونة الحادة.. وها هو الجمال والرقة والعذوبة.. كلها تتحول إلى كائنات وحشية مدمرة، تهدد الحياة والناس وتشيع الذعر، والفكرة النهائية للفيلم هي.. من الممكن ان يتحول الجمال إلى كائن وحشي مدمر..
أجاثا كرستي والقاتل
? الروائية البريطانية، والتي قامت شهرتها العالمية على انها كاتبة روايات بوليسية.. حيث يقوم منهج أجاثا كرستي على التشويق كعنصر من عناصر التحفيز للقارئ.. فهي تتعمد اخفاء القاتل في الرواية، حيث لا يظهر إلا في الصفحات الأخيرة جداً من نهاية الرواية.. وذلك باعتمادها على ان يقوم بسرد الرواية بطلها ذاته وهو القاتل الحقيقي الذي يختفي وراء الضمير السارد للرواية.. مما يجعل قدرة تخمين وتأويل وتفسير الأحداث للوصول إلى القاتل بين شخصيات الرواية مستحيلاً، أو على الأقل امراً صعباً.. وهذا ما فعلته في روايتها «مقتل إنجيل كرويد» وهي تقنية استفاد منها كثيرون من كتاب الرواية الادبية الحديثة..
رئيس التحرير.. يريد.. القارئ يريد!!
كل رئيس تحرير صحيفة هو البوابة الأخيرة التي تسمح بمرور المادة للنشر.. وهو الحارس لكل الفعاليات التي تحقق النجاح للصحيفة وتجعلها قادرة على تحقيق اهدافها الاستراتيجية الخاصة والعامة.. ولكل صحيفة خط تحريري يبلور شخصيتها.. وهكذا تتأسس مصداقية الصحيفة لدى قرائها.. والسؤال : هل من صلاحيات هذه القيادة ان يغير رئيس التحرير من هذه الاستراتيجية وان يأتي بأخرى كأن تكون أكثر حداثة وملائمة للعصر او للواقع الحضاري الراهن.. كأن ينقلها من الجمود إلى الحيوية؟
? في تقديري.. ان هذه ليست مسئولية فردية.. هي مسئولية مؤسساتية .. فلا يكفي ان نقول.. رئيس التحرير يريد، ولا ان نقول القارئ يريد!!
الديمقراطية والصندوق
الأزمة السياسية الحادة التي تتفاعل في مصر الآن وتتفاقم.. طرحت العديد من القضايا السياسية وكذلك الكثير من مناقشة مصطلحات سياسية كالديمقراطية وصندوق الانتخاب والشرعية.. وبسبب غياب الممارسة الديمقراطية في السياسات العربية في كل انحاء الوطن العربي.. تختلط الأمور.. فهناك من يرى ان الحفاظ على النتيجة التي جاء بها صندوق الانتخاب هي الشرعية.. رغم ان الشرعية هي أصلاً الحفاظ على الديمقراطية في اجراءات القرار السياسي الرئاسي.. فالديمقراطية ليست شكلاً خالياً من المحتوى بل هي محتوى القرار السياسي الذي يراه الشعب لان ارادة الشعب هي مصدر التشريع..
تطوير الأغنية السودانية
من العوامل التي ساعدت على تطور الأغنية السودانية، تلك البرامج الإذاعية الخاصة ببث الأغنية بشكل خاص وكثيف.. كبرنامج ما يطلبه المستمعون والسهرات الغنائية المقامة على المسرح القومي والتي كانت اذاعة ام درمان تتابعها.. وهذا البث المستمر والمنظم خلق نوعاً من التنافس بين المغنين وصناع الأغنية من شعراء وملحنين وموسيقيين.. وكانت الاذاعة هي السبب في شهرة كبار المطربين الذين قامت بتصنيفهم من حيث قدراتهم الفنية ومن حيث اتساع رقعة انتشارهم بين الجماهير.. فسكنتهم في مراتب فنية وهي : مطربو الدرجة الأولى والثانية والثالثة.. وهي درجات مفتوحة للتفوق والمنافسة والتجاوز إلى الدرجة الفنية الارفع..
? ولعل اضمحلال الأغنية الآن سببه عدم جماهيريتها إذ هي محصورة في مساحات ضيقة ليست هي خريطة السودان كله بل هي المدن الثلاث وأحياؤها مما ضيق من شهرة الأغنية ومغنيها فتوقف هذا التنافس الذي شمل السودان كله..
الروز رويس الصفراء
فيلم الروز رويس الصفراء.. هو عبارة عن عرض لثلاث قصص ، القصة الأولى يقوم بأدوارها الفرنسي ألن ديلون والامريكية شيرلي ماكلين..
والقصة الثانية تمثلها الفرنسية جين موروا.. والثالثة يقوم فيها عمر الشريف بدور مناضل مجري وتقوم فيها انجريد بيرجمان بدور سائحة يستولي الثوار المجر على سيارتها لاستخدامها في حربهم..
ومن خلال كل هذه القصص تكون الروز رويس الصفراء هي بطلة هذا الفيلم حيث تدور كل الأحداث حولها رغم تنوع القصص واختلاف زمان ومكان هذه القصص..
الاتجاهات الفنية في السينما المعاصرة
السينما هي الفن السابع، كما تعرف اليوم.. فهي تأخذ شيئاً من كل الفنون الأخرى.. من المسرح تأخذ حركة الشخوص وانتقالهم في الزمان والمكان.. ومن الرواية الأدبية تأخذ الحبكة وأجواء الاحداث .. و من الشعر تأخذ اللغة المعبرة ومن المسرح تأخذ الحوار أيضاً.. و من التشكيل تأخذ رسم المنظر.. ومن الموسيقى، تأخذ الموسيقى التصويرية ومن الفوتوغرافيا تأخذ ربط الصورة بالصورة «المونتاج. » .
? ولكنها تطورت منذ نشأتها حتى الآن في بناء الفيلم.. فهناك السينما الواقعية كما بدأت بالفيلم الروسي المدمرة بتوشومكين.. وهناك الواقعية الجديدة على يد الايطالي فكتوريو دي سيكا.. وهناك الفيلم الملحمي الكبير «ذهب مع الريح» وهناك الفيلم الموسيقي «قصة الحي الغربي» وهناكالقصة التحليلية النفسية «المأخوذ» وهناك أفلام الرعب كما هي عند الفريد هتشكوك «الطيور» وقد ظهرت في فرنسا السينما الجديدة عند روسوليني وليلولوش و في ايطاليا فوسكونتي فلليني.. وهي ترتبط في تطور الفني بتطورات الكتابة النقدية والروائية..
محفوظ بشرى والرصيف
محفوظ بشرى.. شاعر جديد.. صاحب موهبة عالية وقدرة مدهشة على كتابة قصيدة جديدة في المبنى والمعنى.. وفي قصيدته المدهشة «الرصيف» فالرصيف هو الانتظار الذي يمتلئ مثل ثمرة ناضجة بها الحركة والسكون .. الاحتمال والكينونة.. جدل المتضادات.. تلاقيها وافتراقها من جديد.. وهكذا!!..
? حينما تقرأ قصيدة الرصيف تأتيك فجأة «أنا كارنيننا» بطلة تولستوي في رواية «أنا كارنيننا».. وقد اختلف النقاد حول حادثة انتحارها.. وقال بعض النقاد ان انتحار «أنا كارنيننا» هو ضعف الرواية الفني القاتل.. ودافع آخرون .. ان هناك أحداثا تواطأت وشكلت الحادث بشكل خفي.. رفض زوجها السابق ان ترى ابنها.. محاولة حبيبها التخلص منها.. كل هذه الاسباب تدافعت داخل سياق جدلي هو «تواطؤ التفاصيل» .. وبذا وهنا تلتقي قصيدة محفوظ بشرى «الرصيف» ورواية تولستوي «أنا كارنيننا»..
سوء فهم
عندما لا يستطيع الناس الذين تربطهم علاقة ما.. ان يتفاهموا .. فكل منهم حينئذ يجهل الدوافع التي دفعت هذا الشخص للقيام بهذا الفعل.. وسوء الفهم لا يأتي بسبب تضارب المصالح أو تضارب الآراء واختلافها!.. ولكنه يأتي أساساً لأن كل طرف يتجاهل معرفة وجهة النظر الأخرى..
وهذا التعرف على وجه النظر التي لا تتفق مع وجهة نظري.. لا يعني أنني اتفق مع وجهة النظر المختلفة هذه.. ولكنه يعني أنني استطيع تفهم الاختلاف في الرأي بيني وبين الآخر.. ومن ثم فأنا أعرف أسباب تمسكه بهذا الرأي ورفضه لذاك الرأي..
الجنس ليس أهم عناصر الرواية الأدبية
الروايات الادبية التي تكتب في شرقنا العربي على الخصوص تعلي من قيمة الجنس كمحفز أساسي في الكتابة الروائية.. رغم ان الكتابة الروائية تعتمد على مادة خام عمادها الجنس والخبز والحرية.. وكثير من الكتاب يدخلون الجنس في رواياتهم بسبب الإثارة والرواج التجاري للرواية.. فإذا لم يكن الجنس عنصراً فعالاً في درامية الرواية فهو عنصر مقحم يؤدي إلى فساد العمل الفني جمالياً.. وعلى الروائي ان يدرك ان الجنس عنصر من عناصر الحياة الانسانية بالإضافة للعنصرين الآخرين الخبز والحرية.. والاستخدام السيئ للجنس يعجل بحتف الرواية وبوارها..
وهذا ما فات على الروايات السودانية التي صدرت خلال الشهرين ا لماضيين.. ان ما يؤدي لأن تكون الرواية قوية وجميلة هو إحضارها للشئ المدهش رغم عاديته وظهوره اليومي المتكرر، فهي عندئذ تكشف لنا عن صورته الجديدة تلك الخفية «التي لم نستطع رؤيتها من قبل.
اشبنغلر والخطر الذي يهدد الفكر
اشبنغلر صاحب كتاب «سقوط الحضارة الغربية» والمشارك بقوة في تحليل الثقافة الامريكية.. يقول ويحذر من حالة الوعي الانساني الذي يأخذ باستسلام كامل الاشياء والافكار كمسلمات غير قابلة للبحث من جديد، كما يقف من التقاليد والعادات والأعراف موقفاً يجعلها جميعاً خاضعة للبحث مجدداً.. وهو يقول ان هذه الأمور أخطر من حالة «الجهل» التي نعتبرها أشد الضلالات تدميراً للوعي. وبذا فان البحث عن الحقيقة يتطلب ان نكشف أولاً على كل أفكارنا السابقة وألا ندخل في حوار مع القضايا الجديدة قبل هذه الخطوة الأولية..
فكرة البطولة في الحياة وفي الفن
البطولة هي فكرة يتغير معناها بتغير الحقب التأريخية، ويتشكل هذا المعنى وفق الحياة الثقافية والاجتماعية للأمة.. وفي زمن الأغريق كانت البطولة موضوعة على مرتبة عالية تعلو على المعاني الأرضية والواقعية.. فأبطال الأغريق القدامى هم أساطير لا يشبهون الناس العاديين.. ثم أخذت البطولة في فترات تأريخية أخرى معنى الفروسية والتميز بين الناس العاديين وجعلتهم أناساً عاديين.. وفي فترة أخرى اختلطت الفكرة بالخيالي فكان «السيوبرمان» .. وقليلاً قليلاً أصبح البطل هو الرجل العادي المميز بصفات أخلاقية نادرة وهو غالباً المدافع عن القيم والذي يضحي بنفسه في سبيل الخير العام.. وهو على درجة من الضعف البشري، وبذا فهو يختلف عن صفات البطل السيوبرمان.. وفي عصرنا الحديث أصبح البطل هو الانسان الذي يواجه اقداره في بسالة رغم ضعفه و قلة حيلته وهكذا يظهر البطل في الفنون الحديثة..
الرأي العام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.