الجيش السوداني يسترد "الدانكوج" واتهامات للدعم السريع بارتكاب جرائم عرقية    مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 06 - 07 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
المهارب الحقيقية للمبدعين
في كتاب النور حمد «مهارب المبدعين» نجد ان المبدعين هربوا من المدينة إلى البادية السودانية التي تقل فيها القيود الاجتماعية الممثلة في القيم الثقافية والدينية..
هذا كان تفسير الدكتور النور للظاهرة.. ولكن التفسير الأكثر إحاطة بالمسألة هو ما نجده في التحليلات السايكولوجية المعاصرة.. إذ ان الفنان يريد ان يتخلص من القيود الاجتماعية، فهو لا منتمي بالضرورة حيث يندفع في كل الاحيان لتحقيق ذاته الفردية، وذلك عن طريق الابداع الفني.. والفن ضد القيود لأنه هو حرية تريد ان تتحقق وذات الفنان الفردية لا تتحقق إلا عبر الانطلاق في سموات الحرية.. وبما ان المدينة هي المكان الذي تتشكل فيه الحضارة كفعل يسعى لتدجين التمرد الفرد ودفع القوة الابداعية الفردية لان تتمازج مع الجماعة.. ومن ثم غير مسموح للفنان بمزاولة حرية فردية قد تهدم الحرية الجماعية ..
الورشة الإبداعية
المراكز الثقافية أصبحت الآن مكاناً للترفيه.. إذ تؤمها الأسر لقضاء نهايات الأسبوع.. ولهذا أصبحت البرامج المعدة، تنحصر في غاية واحدة، هي الترفيه.. مما جعل هذه المراكز تتناسى الأهداف الأخرى.. كأن تقوم هذه المراكز بتثقيف فئات المجتمع الأخرى فتعد الخطط للتنمية الثقافية الاجتماعية وذلك عن طريق رفع الكفاءة الإنتاجية الإبداعية.. ورفع الكفاءة الانتاجية يعم كل حقول الانتاج الاقتصادي والثقافي بانواعه من حيث ارتباطه بتطوير الخدمات الاجتماعية والثقافية..
? وخير وسيلة هنا، وأكثرها مباشرة ونفاذاً في الوصول إلى غاياتها هنا، هي إقامة الورش لتدريب الشباب المنتج في حقل الفنون والآداب، مهارات وقدرات مهنية ترتبط بالأفكار النظرية وبالتطبيق العملي.. في الغناء والموسيقى وفي الكتابة الابداعية وفي الفنون التطبيقية .. وبذا يمكن لهذه المراكز ان تكون مصدر إشعاع حضاري فاعل، خاصة في البلدان النامية..
التمثيل.. بين التظاهروالكينونة
ان تتظاهر بحالة نفسية أو فكرية، على غير ما أنت عليه في الحقيقة يسمى علم النفس الوجودي هذه الحالة بالتظاهر.. أي السلوك الزائف.. وهو انحراف في الدافع النفسي وفي المقصد في ذات الوقت.. أما السلوك الحقيقي والصحي، هو ان تتطابق الحالة الداخلية مع الحالة الخارجية.. ان يكون هناك صدق يشمل السلوك والنوايا ويجعلهما متطابقين.. هذا هو معيار السلوك في الحياة اليومية الوجودية..
? أما السلوك في التمثيل.. عندما نقوم بدور في مسرحية.. فعلي الممثل ان يتمثل ويتصور حالة الشخصية التي يقوم بتمثيلها.. وان يضيف لهذه الحالة ما يعرفه وما خبره من صفات لاحوال هي جزء من تجربته الحياتية.. إذاً فالسلوك هنا يقوم على عدد من الحالات الانسانية وهي موضوعة بين العام والخاص.. فالأداء التمثيلي ليس هو تقليد سلوك شخصي للممثل، وليس هو تقليدا لنموذج ما..
مشهد من مسرحية زواج السمر
في ندوات الاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل الدكتور عبد الله الطيب.. عرض جزء من مسرحيته «زواج سمر».. والمشهد مكون من أخوين يتحاوران حول زواج أحدهما.. والحوار مكتوب بلغة معجمية كثيفة.. لغة لها صليل ورنين قوي الايقاع.. لغة مختارة بعناية كادت تجمد الحركة الدرامية تماماً.. فما كان من الممثلين القائمين بدوري الأخوين إلا ان يبتكرا طريقة في الأداء تنقذ الحركة الدرامية من الجمود.. فكان الأخ الأول يتحرك في اطار أداء كلاسيكي معتمداً على انفعالات الجسد.. أما الثاني فقد اختار طريقة أخرى هي ان يتحرك مثل انسان آلي مكنيكياً.. كما لو كان يتحرك وفق سيطرة الريموت كنترول.. وبذا أنقذا المشهد من السكون والجمود..
الشاعر والذات الأخرى
المتنبى شاعر لم يتكرر في الأدب العربي حتى الآن.. ومن صفات المتنبي النفسانية، هو انه متمركز حول ذاته.. وقد عبر عن غروره واعتداده بذاته في شعره كقوله «أنا من نظر الأعمى إلى أدبي/ وأسمعت كلماتي من به صمم».. والانسان عموماً ينظر إلى نفسه بعين الآخرين حينما يريد ان يرى صورته الاجتماعية «الصورة التي يكونها عنه الآخرون».. ولكن في أحيان أخرى ولأسباب نفسانية معقدة ينظر الانسان إلى نفسه بوصفه آخر.. لا كما يراه الآخرون ولكن كما يريد هو ان يرى نفسه..
وهو هنا يصعد صورته إلى مرتبة عالية من علو الشأن.. ومن هنا كان هذا الشعر الشديد الألق.. هذا الشعر العظيم الذي يعبر عن جرح الذات العميق.. وهنا ينشأ جدل الذات التي يملأها شعورها بالدونية من جانب ومن الجانب الآخر تصنع شعوراً مضاداً لهذا الشعور.. ومن استواء الأضداد هذا كان يتدفق شعر المتنبي وكانت صورته عن نفسه تتكون وتتأكد أمام مرآة الذات..
رواية المريض الإنجليزي
الروائي مايكل اونداتاجي، من تايلاند.. كتب روايته (المريض الإنجليزي) ليصور حال بلدان الشرق الادنى والشرق الأوسط إبان الحرب العالمية الثانية.. والرواية تصور هذا الوضع من خلال طيار إنجليزي كان يتسقط أخبار الألمان في الصحراء الليبية حتى حدود السودان.. وكانت الطائرة قد احترقت وأصيب الطيار الإنجليزي بحروق أكلت كل الجسد.. ولم تترك إلا ذاكرة تتكتك مثل ساعة معطوبة.. وها هو الطيار ينام على سرير في ڤيلا حرقتها قنابل الحرب.. تعالجه ممرضة أمريكية كانت على علاقة مع جندي هندي يعمل في إبطال المتفجرات المدفونة في الأرض.. وتتصاعد احداث الرواية بين ذاكرات الابطال..
? الجديد في الرواية ليس هو موضوعها، ولكنه الشكل الفني الذي كتبت به.. فهي ترصد الاحداث الماضية والراهنة من خلال إحساس المريض.. من إحساس هذا الجسد المحروق الجلد.. فالكاتب يستخدم الجسد كوسيلة رصد للحياة وللأحداث رغم ان الرواية في تأريخها العام ترصد الاحداث من خلال «النظرة » أو من خلال حركة الذاكرة.. وهذا هوالفتح الجديد الذي قامت به هذه الرواية..
طيور هيتشكوك المتوحشة
المخرج السينمائي العالمي الفريد هيتشكوك.. هو مخرج أفلام الرعب في السينما الامريكية.. من أهم أفلامه فيلم «سايكو» و«الرجل الذي يعرف كثيراً» وفيلم «الطيور» وقد أخرج الكثير من الأفلام السينمائية ذات الحبكة البوليسية المثيرة.. ثم أخذ فيما بعد ينظر في السيناريوهات الأشد أثارة وغرابة.. فأخرج فيلم «الطيور».. وهي طيور جميلة ذات ريش ملون ومناقير دقيقة وذات اصوات مغردة في غنائية عاطفية.. وهي تحوم فوق مدينة امريكية ريفية.. فتهجم على أحد المنازل.. وتحطم زجاج النوافذ وتشيع في المدينة الرعب والخوف، وتنهش وجوه الناس بمناقيرها الصغيرة الملونة الحادة.. وها هو الجمال والرقة والعذوبة.. كلها تتحول إلى كائنات وحشية مدمرة، تهدد الحياة والناس وتشيع الذعر، والفكرة النهائية للفيلم هي.. من الممكن ان يتحول الجمال إلى كائن وحشي مدمر..
أجاثا كرستي والقاتل
? الروائية البريطانية، والتي قامت شهرتها العالمية على انها كاتبة روايات بوليسية.. حيث يقوم منهج أجاثا كرستي على التشويق كعنصر من عناصر التحفيز للقارئ.. فهي تتعمد اخفاء القاتل في الرواية، حيث لا يظهر إلا في الصفحات الأخيرة جداً من نهاية الرواية.. وذلك باعتمادها على ان يقوم بسرد الرواية بطلها ذاته وهو القاتل الحقيقي الذي يختفي وراء الضمير السارد للرواية.. مما يجعل قدرة تخمين وتأويل وتفسير الأحداث للوصول إلى القاتل بين شخصيات الرواية مستحيلاً، أو على الأقل امراً صعباً.. وهذا ما فعلته في روايتها «مقتل إنجيل كرويد» وهي تقنية استفاد منها كثيرون من كتاب الرواية الادبية الحديثة..
رئيس التحرير.. يريد.. القارئ يريد!!
كل رئيس تحرير صحيفة هو البوابة الأخيرة التي تسمح بمرور المادة للنشر.. وهو الحارس لكل الفعاليات التي تحقق النجاح للصحيفة وتجعلها قادرة على تحقيق اهدافها الاستراتيجية الخاصة والعامة.. ولكل صحيفة خط تحريري يبلور شخصيتها.. وهكذا تتأسس مصداقية الصحيفة لدى قرائها.. والسؤال : هل من صلاحيات هذه القيادة ان يغير رئيس التحرير من هذه الاستراتيجية وان يأتي بأخرى كأن تكون أكثر حداثة وملائمة للعصر او للواقع الحضاري الراهن.. كأن ينقلها من الجمود إلى الحيوية؟
? في تقديري.. ان هذه ليست مسئولية فردية.. هي مسئولية مؤسساتية .. فلا يكفي ان نقول.. رئيس التحرير يريد، ولا ان نقول القارئ يريد!!
الديمقراطية والصندوق
الأزمة السياسية الحادة التي تتفاعل في مصر الآن وتتفاقم.. طرحت العديد من القضايا السياسية وكذلك الكثير من مناقشة مصطلحات سياسية كالديمقراطية وصندوق الانتخاب والشرعية.. وبسبب غياب الممارسة الديمقراطية في السياسات العربية في كل انحاء الوطن العربي.. تختلط الأمور.. فهناك من يرى ان الحفاظ على النتيجة التي جاء بها صندوق الانتخاب هي الشرعية.. رغم ان الشرعية هي أصلاً الحفاظ على الديمقراطية في اجراءات القرار السياسي الرئاسي.. فالديمقراطية ليست شكلاً خالياً من المحتوى بل هي محتوى القرار السياسي الذي يراه الشعب لان ارادة الشعب هي مصدر التشريع..
تطوير الأغنية السودانية
من العوامل التي ساعدت على تطور الأغنية السودانية، تلك البرامج الإذاعية الخاصة ببث الأغنية بشكل خاص وكثيف.. كبرنامج ما يطلبه المستمعون والسهرات الغنائية المقامة على المسرح القومي والتي كانت اذاعة ام درمان تتابعها.. وهذا البث المستمر والمنظم خلق نوعاً من التنافس بين المغنين وصناع الأغنية من شعراء وملحنين وموسيقيين.. وكانت الاذاعة هي السبب في شهرة كبار المطربين الذين قامت بتصنيفهم من حيث قدراتهم الفنية ومن حيث اتساع رقعة انتشارهم بين الجماهير.. فسكنتهم في مراتب فنية وهي : مطربو الدرجة الأولى والثانية والثالثة.. وهي درجات مفتوحة للتفوق والمنافسة والتجاوز إلى الدرجة الفنية الارفع..
? ولعل اضمحلال الأغنية الآن سببه عدم جماهيريتها إذ هي محصورة في مساحات ضيقة ليست هي خريطة السودان كله بل هي المدن الثلاث وأحياؤها مما ضيق من شهرة الأغنية ومغنيها فتوقف هذا التنافس الذي شمل السودان كله..
الروز رويس الصفراء
فيلم الروز رويس الصفراء.. هو عبارة عن عرض لثلاث قصص ، القصة الأولى يقوم بأدوارها الفرنسي ألن ديلون والامريكية شيرلي ماكلين..
والقصة الثانية تمثلها الفرنسية جين موروا.. والثالثة يقوم فيها عمر الشريف بدور مناضل مجري وتقوم فيها انجريد بيرجمان بدور سائحة يستولي الثوار المجر على سيارتها لاستخدامها في حربهم..
ومن خلال كل هذه القصص تكون الروز رويس الصفراء هي بطلة هذا الفيلم حيث تدور كل الأحداث حولها رغم تنوع القصص واختلاف زمان ومكان هذه القصص..
الاتجاهات الفنية في السينما المعاصرة
السينما هي الفن السابع، كما تعرف اليوم.. فهي تأخذ شيئاً من كل الفنون الأخرى.. من المسرح تأخذ حركة الشخوص وانتقالهم في الزمان والمكان.. ومن الرواية الأدبية تأخذ الحبكة وأجواء الاحداث .. و من الشعر تأخذ اللغة المعبرة ومن المسرح تأخذ الحوار أيضاً.. و من التشكيل تأخذ رسم المنظر.. ومن الموسيقى، تأخذ الموسيقى التصويرية ومن الفوتوغرافيا تأخذ ربط الصورة بالصورة «المونتاج. » .
? ولكنها تطورت منذ نشأتها حتى الآن في بناء الفيلم.. فهناك السينما الواقعية كما بدأت بالفيلم الروسي المدمرة بتوشومكين.. وهناك الواقعية الجديدة على يد الايطالي فكتوريو دي سيكا.. وهناك الفيلم الملحمي الكبير «ذهب مع الريح» وهناك الفيلم الموسيقي «قصة الحي الغربي» وهناكالقصة التحليلية النفسية «المأخوذ» وهناك أفلام الرعب كما هي عند الفريد هتشكوك «الطيور» وقد ظهرت في فرنسا السينما الجديدة عند روسوليني وليلولوش و في ايطاليا فوسكونتي فلليني.. وهي ترتبط في تطور الفني بتطورات الكتابة النقدية والروائية..
محفوظ بشرى والرصيف
محفوظ بشرى.. شاعر جديد.. صاحب موهبة عالية وقدرة مدهشة على كتابة قصيدة جديدة في المبنى والمعنى.. وفي قصيدته المدهشة «الرصيف» فالرصيف هو الانتظار الذي يمتلئ مثل ثمرة ناضجة بها الحركة والسكون .. الاحتمال والكينونة.. جدل المتضادات.. تلاقيها وافتراقها من جديد.. وهكذا!!..
? حينما تقرأ قصيدة الرصيف تأتيك فجأة «أنا كارنيننا» بطلة تولستوي في رواية «أنا كارنيننا».. وقد اختلف النقاد حول حادثة انتحارها.. وقال بعض النقاد ان انتحار «أنا كارنيننا» هو ضعف الرواية الفني القاتل.. ودافع آخرون .. ان هناك أحداثا تواطأت وشكلت الحادث بشكل خفي.. رفض زوجها السابق ان ترى ابنها.. محاولة حبيبها التخلص منها.. كل هذه الاسباب تدافعت داخل سياق جدلي هو «تواطؤ التفاصيل» .. وبذا وهنا تلتقي قصيدة محفوظ بشرى «الرصيف» ورواية تولستوي «أنا كارنيننا»..
سوء فهم
عندما لا يستطيع الناس الذين تربطهم علاقة ما.. ان يتفاهموا .. فكل منهم حينئذ يجهل الدوافع التي دفعت هذا الشخص للقيام بهذا الفعل.. وسوء الفهم لا يأتي بسبب تضارب المصالح أو تضارب الآراء واختلافها!.. ولكنه يأتي أساساً لأن كل طرف يتجاهل معرفة وجهة النظر الأخرى..
وهذا التعرف على وجه النظر التي لا تتفق مع وجهة نظري.. لا يعني أنني اتفق مع وجهة النظر المختلفة هذه.. ولكنه يعني أنني استطيع تفهم الاختلاف في الرأي بيني وبين الآخر.. ومن ثم فأنا أعرف أسباب تمسكه بهذا الرأي ورفضه لذاك الرأي..
الجنس ليس أهم عناصر الرواية الأدبية
الروايات الادبية التي تكتب في شرقنا العربي على الخصوص تعلي من قيمة الجنس كمحفز أساسي في الكتابة الروائية.. رغم ان الكتابة الروائية تعتمد على مادة خام عمادها الجنس والخبز والحرية.. وكثير من الكتاب يدخلون الجنس في رواياتهم بسبب الإثارة والرواج التجاري للرواية.. فإذا لم يكن الجنس عنصراً فعالاً في درامية الرواية فهو عنصر مقحم يؤدي إلى فساد العمل الفني جمالياً.. وعلى الروائي ان يدرك ان الجنس عنصر من عناصر الحياة الانسانية بالإضافة للعنصرين الآخرين الخبز والحرية.. والاستخدام السيئ للجنس يعجل بحتف الرواية وبوارها..
وهذا ما فات على الروايات السودانية التي صدرت خلال الشهرين ا لماضيين.. ان ما يؤدي لأن تكون الرواية قوية وجميلة هو إحضارها للشئ المدهش رغم عاديته وظهوره اليومي المتكرر، فهي عندئذ تكشف لنا عن صورته الجديدة تلك الخفية «التي لم نستطع رؤيتها من قبل.
اشبنغلر والخطر الذي يهدد الفكر
اشبنغلر صاحب كتاب «سقوط الحضارة الغربية» والمشارك بقوة في تحليل الثقافة الامريكية.. يقول ويحذر من حالة الوعي الانساني الذي يأخذ باستسلام كامل الاشياء والافكار كمسلمات غير قابلة للبحث من جديد، كما يقف من التقاليد والعادات والأعراف موقفاً يجعلها جميعاً خاضعة للبحث مجدداً.. وهو يقول ان هذه الأمور أخطر من حالة «الجهل» التي نعتبرها أشد الضلالات تدميراً للوعي. وبذا فان البحث عن الحقيقة يتطلب ان نكشف أولاً على كل أفكارنا السابقة وألا ندخل في حوار مع القضايا الجديدة قبل هذه الخطوة الأولية..
فكرة البطولة في الحياة وفي الفن
البطولة هي فكرة يتغير معناها بتغير الحقب التأريخية، ويتشكل هذا المعنى وفق الحياة الثقافية والاجتماعية للأمة.. وفي زمن الأغريق كانت البطولة موضوعة على مرتبة عالية تعلو على المعاني الأرضية والواقعية.. فأبطال الأغريق القدامى هم أساطير لا يشبهون الناس العاديين.. ثم أخذت البطولة في فترات تأريخية أخرى معنى الفروسية والتميز بين الناس العاديين وجعلتهم أناساً عاديين.. وفي فترة أخرى اختلطت الفكرة بالخيالي فكان «السيوبرمان» .. وقليلاً قليلاً أصبح البطل هو الرجل العادي المميز بصفات أخلاقية نادرة وهو غالباً المدافع عن القيم والذي يضحي بنفسه في سبيل الخير العام.. وهو على درجة من الضعف البشري، وبذا فهو يختلف عن صفات البطل السيوبرمان.. وفي عصرنا الحديث أصبح البطل هو الانسان الذي يواجه اقداره في بسالة رغم ضعفه و قلة حيلته وهكذا يظهر البطل في الفنون الحديثة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.