مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    وزير رياضة الجزيرة يهنئ بفوز الأهلي مدني    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    ريجيكامب بين معركة العناد والثقة    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 06 - 07 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
المهارب الحقيقية للمبدعين
في كتاب النور حمد «مهارب المبدعين» نجد ان المبدعين هربوا من المدينة إلى البادية السودانية التي تقل فيها القيود الاجتماعية الممثلة في القيم الثقافية والدينية..
هذا كان تفسير الدكتور النور للظاهرة.. ولكن التفسير الأكثر إحاطة بالمسألة هو ما نجده في التحليلات السايكولوجية المعاصرة.. إذ ان الفنان يريد ان يتخلص من القيود الاجتماعية، فهو لا منتمي بالضرورة حيث يندفع في كل الاحيان لتحقيق ذاته الفردية، وذلك عن طريق الابداع الفني.. والفن ضد القيود لأنه هو حرية تريد ان تتحقق وذات الفنان الفردية لا تتحقق إلا عبر الانطلاق في سموات الحرية.. وبما ان المدينة هي المكان الذي تتشكل فيه الحضارة كفعل يسعى لتدجين التمرد الفرد ودفع القوة الابداعية الفردية لان تتمازج مع الجماعة.. ومن ثم غير مسموح للفنان بمزاولة حرية فردية قد تهدم الحرية الجماعية ..
الورشة الإبداعية
المراكز الثقافية أصبحت الآن مكاناً للترفيه.. إذ تؤمها الأسر لقضاء نهايات الأسبوع.. ولهذا أصبحت البرامج المعدة، تنحصر في غاية واحدة، هي الترفيه.. مما جعل هذه المراكز تتناسى الأهداف الأخرى.. كأن تقوم هذه المراكز بتثقيف فئات المجتمع الأخرى فتعد الخطط للتنمية الثقافية الاجتماعية وذلك عن طريق رفع الكفاءة الإنتاجية الإبداعية.. ورفع الكفاءة الانتاجية يعم كل حقول الانتاج الاقتصادي والثقافي بانواعه من حيث ارتباطه بتطوير الخدمات الاجتماعية والثقافية..
? وخير وسيلة هنا، وأكثرها مباشرة ونفاذاً في الوصول إلى غاياتها هنا، هي إقامة الورش لتدريب الشباب المنتج في حقل الفنون والآداب، مهارات وقدرات مهنية ترتبط بالأفكار النظرية وبالتطبيق العملي.. في الغناء والموسيقى وفي الكتابة الابداعية وفي الفنون التطبيقية .. وبذا يمكن لهذه المراكز ان تكون مصدر إشعاع حضاري فاعل، خاصة في البلدان النامية..
التمثيل.. بين التظاهروالكينونة
ان تتظاهر بحالة نفسية أو فكرية، على غير ما أنت عليه في الحقيقة يسمى علم النفس الوجودي هذه الحالة بالتظاهر.. أي السلوك الزائف.. وهو انحراف في الدافع النفسي وفي المقصد في ذات الوقت.. أما السلوك الحقيقي والصحي، هو ان تتطابق الحالة الداخلية مع الحالة الخارجية.. ان يكون هناك صدق يشمل السلوك والنوايا ويجعلهما متطابقين.. هذا هو معيار السلوك في الحياة اليومية الوجودية..
? أما السلوك في التمثيل.. عندما نقوم بدور في مسرحية.. فعلي الممثل ان يتمثل ويتصور حالة الشخصية التي يقوم بتمثيلها.. وان يضيف لهذه الحالة ما يعرفه وما خبره من صفات لاحوال هي جزء من تجربته الحياتية.. إذاً فالسلوك هنا يقوم على عدد من الحالات الانسانية وهي موضوعة بين العام والخاص.. فالأداء التمثيلي ليس هو تقليد سلوك شخصي للممثل، وليس هو تقليدا لنموذج ما..
مشهد من مسرحية زواج السمر
في ندوات الاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل الدكتور عبد الله الطيب.. عرض جزء من مسرحيته «زواج سمر».. والمشهد مكون من أخوين يتحاوران حول زواج أحدهما.. والحوار مكتوب بلغة معجمية كثيفة.. لغة لها صليل ورنين قوي الايقاع.. لغة مختارة بعناية كادت تجمد الحركة الدرامية تماماً.. فما كان من الممثلين القائمين بدوري الأخوين إلا ان يبتكرا طريقة في الأداء تنقذ الحركة الدرامية من الجمود.. فكان الأخ الأول يتحرك في اطار أداء كلاسيكي معتمداً على انفعالات الجسد.. أما الثاني فقد اختار طريقة أخرى هي ان يتحرك مثل انسان آلي مكنيكياً.. كما لو كان يتحرك وفق سيطرة الريموت كنترول.. وبذا أنقذا المشهد من السكون والجمود..
الشاعر والذات الأخرى
المتنبى شاعر لم يتكرر في الأدب العربي حتى الآن.. ومن صفات المتنبي النفسانية، هو انه متمركز حول ذاته.. وقد عبر عن غروره واعتداده بذاته في شعره كقوله «أنا من نظر الأعمى إلى أدبي/ وأسمعت كلماتي من به صمم».. والانسان عموماً ينظر إلى نفسه بعين الآخرين حينما يريد ان يرى صورته الاجتماعية «الصورة التي يكونها عنه الآخرون».. ولكن في أحيان أخرى ولأسباب نفسانية معقدة ينظر الانسان إلى نفسه بوصفه آخر.. لا كما يراه الآخرون ولكن كما يريد هو ان يرى نفسه..
وهو هنا يصعد صورته إلى مرتبة عالية من علو الشأن.. ومن هنا كان هذا الشعر الشديد الألق.. هذا الشعر العظيم الذي يعبر عن جرح الذات العميق.. وهنا ينشأ جدل الذات التي يملأها شعورها بالدونية من جانب ومن الجانب الآخر تصنع شعوراً مضاداً لهذا الشعور.. ومن استواء الأضداد هذا كان يتدفق شعر المتنبي وكانت صورته عن نفسه تتكون وتتأكد أمام مرآة الذات..
رواية المريض الإنجليزي
الروائي مايكل اونداتاجي، من تايلاند.. كتب روايته (المريض الإنجليزي) ليصور حال بلدان الشرق الادنى والشرق الأوسط إبان الحرب العالمية الثانية.. والرواية تصور هذا الوضع من خلال طيار إنجليزي كان يتسقط أخبار الألمان في الصحراء الليبية حتى حدود السودان.. وكانت الطائرة قد احترقت وأصيب الطيار الإنجليزي بحروق أكلت كل الجسد.. ولم تترك إلا ذاكرة تتكتك مثل ساعة معطوبة.. وها هو الطيار ينام على سرير في ڤيلا حرقتها قنابل الحرب.. تعالجه ممرضة أمريكية كانت على علاقة مع جندي هندي يعمل في إبطال المتفجرات المدفونة في الأرض.. وتتصاعد احداث الرواية بين ذاكرات الابطال..
? الجديد في الرواية ليس هو موضوعها، ولكنه الشكل الفني الذي كتبت به.. فهي ترصد الاحداث الماضية والراهنة من خلال إحساس المريض.. من إحساس هذا الجسد المحروق الجلد.. فالكاتب يستخدم الجسد كوسيلة رصد للحياة وللأحداث رغم ان الرواية في تأريخها العام ترصد الاحداث من خلال «النظرة » أو من خلال حركة الذاكرة.. وهذا هوالفتح الجديد الذي قامت به هذه الرواية..
طيور هيتشكوك المتوحشة
المخرج السينمائي العالمي الفريد هيتشكوك.. هو مخرج أفلام الرعب في السينما الامريكية.. من أهم أفلامه فيلم «سايكو» و«الرجل الذي يعرف كثيراً» وفيلم «الطيور» وقد أخرج الكثير من الأفلام السينمائية ذات الحبكة البوليسية المثيرة.. ثم أخذ فيما بعد ينظر في السيناريوهات الأشد أثارة وغرابة.. فأخرج فيلم «الطيور».. وهي طيور جميلة ذات ريش ملون ومناقير دقيقة وذات اصوات مغردة في غنائية عاطفية.. وهي تحوم فوق مدينة امريكية ريفية.. فتهجم على أحد المنازل.. وتحطم زجاج النوافذ وتشيع في المدينة الرعب والخوف، وتنهش وجوه الناس بمناقيرها الصغيرة الملونة الحادة.. وها هو الجمال والرقة والعذوبة.. كلها تتحول إلى كائنات وحشية مدمرة، تهدد الحياة والناس وتشيع الذعر، والفكرة النهائية للفيلم هي.. من الممكن ان يتحول الجمال إلى كائن وحشي مدمر..
أجاثا كرستي والقاتل
? الروائية البريطانية، والتي قامت شهرتها العالمية على انها كاتبة روايات بوليسية.. حيث يقوم منهج أجاثا كرستي على التشويق كعنصر من عناصر التحفيز للقارئ.. فهي تتعمد اخفاء القاتل في الرواية، حيث لا يظهر إلا في الصفحات الأخيرة جداً من نهاية الرواية.. وذلك باعتمادها على ان يقوم بسرد الرواية بطلها ذاته وهو القاتل الحقيقي الذي يختفي وراء الضمير السارد للرواية.. مما يجعل قدرة تخمين وتأويل وتفسير الأحداث للوصول إلى القاتل بين شخصيات الرواية مستحيلاً، أو على الأقل امراً صعباً.. وهذا ما فعلته في روايتها «مقتل إنجيل كرويد» وهي تقنية استفاد منها كثيرون من كتاب الرواية الادبية الحديثة..
رئيس التحرير.. يريد.. القارئ يريد!!
كل رئيس تحرير صحيفة هو البوابة الأخيرة التي تسمح بمرور المادة للنشر.. وهو الحارس لكل الفعاليات التي تحقق النجاح للصحيفة وتجعلها قادرة على تحقيق اهدافها الاستراتيجية الخاصة والعامة.. ولكل صحيفة خط تحريري يبلور شخصيتها.. وهكذا تتأسس مصداقية الصحيفة لدى قرائها.. والسؤال : هل من صلاحيات هذه القيادة ان يغير رئيس التحرير من هذه الاستراتيجية وان يأتي بأخرى كأن تكون أكثر حداثة وملائمة للعصر او للواقع الحضاري الراهن.. كأن ينقلها من الجمود إلى الحيوية؟
? في تقديري.. ان هذه ليست مسئولية فردية.. هي مسئولية مؤسساتية .. فلا يكفي ان نقول.. رئيس التحرير يريد، ولا ان نقول القارئ يريد!!
الديمقراطية والصندوق
الأزمة السياسية الحادة التي تتفاعل في مصر الآن وتتفاقم.. طرحت العديد من القضايا السياسية وكذلك الكثير من مناقشة مصطلحات سياسية كالديمقراطية وصندوق الانتخاب والشرعية.. وبسبب غياب الممارسة الديمقراطية في السياسات العربية في كل انحاء الوطن العربي.. تختلط الأمور.. فهناك من يرى ان الحفاظ على النتيجة التي جاء بها صندوق الانتخاب هي الشرعية.. رغم ان الشرعية هي أصلاً الحفاظ على الديمقراطية في اجراءات القرار السياسي الرئاسي.. فالديمقراطية ليست شكلاً خالياً من المحتوى بل هي محتوى القرار السياسي الذي يراه الشعب لان ارادة الشعب هي مصدر التشريع..
تطوير الأغنية السودانية
من العوامل التي ساعدت على تطور الأغنية السودانية، تلك البرامج الإذاعية الخاصة ببث الأغنية بشكل خاص وكثيف.. كبرنامج ما يطلبه المستمعون والسهرات الغنائية المقامة على المسرح القومي والتي كانت اذاعة ام درمان تتابعها.. وهذا البث المستمر والمنظم خلق نوعاً من التنافس بين المغنين وصناع الأغنية من شعراء وملحنين وموسيقيين.. وكانت الاذاعة هي السبب في شهرة كبار المطربين الذين قامت بتصنيفهم من حيث قدراتهم الفنية ومن حيث اتساع رقعة انتشارهم بين الجماهير.. فسكنتهم في مراتب فنية وهي : مطربو الدرجة الأولى والثانية والثالثة.. وهي درجات مفتوحة للتفوق والمنافسة والتجاوز إلى الدرجة الفنية الارفع..
? ولعل اضمحلال الأغنية الآن سببه عدم جماهيريتها إذ هي محصورة في مساحات ضيقة ليست هي خريطة السودان كله بل هي المدن الثلاث وأحياؤها مما ضيق من شهرة الأغنية ومغنيها فتوقف هذا التنافس الذي شمل السودان كله..
الروز رويس الصفراء
فيلم الروز رويس الصفراء.. هو عبارة عن عرض لثلاث قصص ، القصة الأولى يقوم بأدوارها الفرنسي ألن ديلون والامريكية شيرلي ماكلين..
والقصة الثانية تمثلها الفرنسية جين موروا.. والثالثة يقوم فيها عمر الشريف بدور مناضل مجري وتقوم فيها انجريد بيرجمان بدور سائحة يستولي الثوار المجر على سيارتها لاستخدامها في حربهم..
ومن خلال كل هذه القصص تكون الروز رويس الصفراء هي بطلة هذا الفيلم حيث تدور كل الأحداث حولها رغم تنوع القصص واختلاف زمان ومكان هذه القصص..
الاتجاهات الفنية في السينما المعاصرة
السينما هي الفن السابع، كما تعرف اليوم.. فهي تأخذ شيئاً من كل الفنون الأخرى.. من المسرح تأخذ حركة الشخوص وانتقالهم في الزمان والمكان.. ومن الرواية الأدبية تأخذ الحبكة وأجواء الاحداث .. و من الشعر تأخذ اللغة المعبرة ومن المسرح تأخذ الحوار أيضاً.. و من التشكيل تأخذ رسم المنظر.. ومن الموسيقى، تأخذ الموسيقى التصويرية ومن الفوتوغرافيا تأخذ ربط الصورة بالصورة «المونتاج. » .
? ولكنها تطورت منذ نشأتها حتى الآن في بناء الفيلم.. فهناك السينما الواقعية كما بدأت بالفيلم الروسي المدمرة بتوشومكين.. وهناك الواقعية الجديدة على يد الايطالي فكتوريو دي سيكا.. وهناك الفيلم الملحمي الكبير «ذهب مع الريح» وهناك الفيلم الموسيقي «قصة الحي الغربي» وهناكالقصة التحليلية النفسية «المأخوذ» وهناك أفلام الرعب كما هي عند الفريد هتشكوك «الطيور» وقد ظهرت في فرنسا السينما الجديدة عند روسوليني وليلولوش و في ايطاليا فوسكونتي فلليني.. وهي ترتبط في تطور الفني بتطورات الكتابة النقدية والروائية..
محفوظ بشرى والرصيف
محفوظ بشرى.. شاعر جديد.. صاحب موهبة عالية وقدرة مدهشة على كتابة قصيدة جديدة في المبنى والمعنى.. وفي قصيدته المدهشة «الرصيف» فالرصيف هو الانتظار الذي يمتلئ مثل ثمرة ناضجة بها الحركة والسكون .. الاحتمال والكينونة.. جدل المتضادات.. تلاقيها وافتراقها من جديد.. وهكذا!!..
? حينما تقرأ قصيدة الرصيف تأتيك فجأة «أنا كارنيننا» بطلة تولستوي في رواية «أنا كارنيننا».. وقد اختلف النقاد حول حادثة انتحارها.. وقال بعض النقاد ان انتحار «أنا كارنيننا» هو ضعف الرواية الفني القاتل.. ودافع آخرون .. ان هناك أحداثا تواطأت وشكلت الحادث بشكل خفي.. رفض زوجها السابق ان ترى ابنها.. محاولة حبيبها التخلص منها.. كل هذه الاسباب تدافعت داخل سياق جدلي هو «تواطؤ التفاصيل» .. وبذا وهنا تلتقي قصيدة محفوظ بشرى «الرصيف» ورواية تولستوي «أنا كارنيننا»..
سوء فهم
عندما لا يستطيع الناس الذين تربطهم علاقة ما.. ان يتفاهموا .. فكل منهم حينئذ يجهل الدوافع التي دفعت هذا الشخص للقيام بهذا الفعل.. وسوء الفهم لا يأتي بسبب تضارب المصالح أو تضارب الآراء واختلافها!.. ولكنه يأتي أساساً لأن كل طرف يتجاهل معرفة وجهة النظر الأخرى..
وهذا التعرف على وجه النظر التي لا تتفق مع وجهة نظري.. لا يعني أنني اتفق مع وجهة النظر المختلفة هذه.. ولكنه يعني أنني استطيع تفهم الاختلاف في الرأي بيني وبين الآخر.. ومن ثم فأنا أعرف أسباب تمسكه بهذا الرأي ورفضه لذاك الرأي..
الجنس ليس أهم عناصر الرواية الأدبية
الروايات الادبية التي تكتب في شرقنا العربي على الخصوص تعلي من قيمة الجنس كمحفز أساسي في الكتابة الروائية.. رغم ان الكتابة الروائية تعتمد على مادة خام عمادها الجنس والخبز والحرية.. وكثير من الكتاب يدخلون الجنس في رواياتهم بسبب الإثارة والرواج التجاري للرواية.. فإذا لم يكن الجنس عنصراً فعالاً في درامية الرواية فهو عنصر مقحم يؤدي إلى فساد العمل الفني جمالياً.. وعلى الروائي ان يدرك ان الجنس عنصر من عناصر الحياة الانسانية بالإضافة للعنصرين الآخرين الخبز والحرية.. والاستخدام السيئ للجنس يعجل بحتف الرواية وبوارها..
وهذا ما فات على الروايات السودانية التي صدرت خلال الشهرين ا لماضيين.. ان ما يؤدي لأن تكون الرواية قوية وجميلة هو إحضارها للشئ المدهش رغم عاديته وظهوره اليومي المتكرر، فهي عندئذ تكشف لنا عن صورته الجديدة تلك الخفية «التي لم نستطع رؤيتها من قبل.
اشبنغلر والخطر الذي يهدد الفكر
اشبنغلر صاحب كتاب «سقوط الحضارة الغربية» والمشارك بقوة في تحليل الثقافة الامريكية.. يقول ويحذر من حالة الوعي الانساني الذي يأخذ باستسلام كامل الاشياء والافكار كمسلمات غير قابلة للبحث من جديد، كما يقف من التقاليد والعادات والأعراف موقفاً يجعلها جميعاً خاضعة للبحث مجدداً.. وهو يقول ان هذه الأمور أخطر من حالة «الجهل» التي نعتبرها أشد الضلالات تدميراً للوعي. وبذا فان البحث عن الحقيقة يتطلب ان نكشف أولاً على كل أفكارنا السابقة وألا ندخل في حوار مع القضايا الجديدة قبل هذه الخطوة الأولية..
فكرة البطولة في الحياة وفي الفن
البطولة هي فكرة يتغير معناها بتغير الحقب التأريخية، ويتشكل هذا المعنى وفق الحياة الثقافية والاجتماعية للأمة.. وفي زمن الأغريق كانت البطولة موضوعة على مرتبة عالية تعلو على المعاني الأرضية والواقعية.. فأبطال الأغريق القدامى هم أساطير لا يشبهون الناس العاديين.. ثم أخذت البطولة في فترات تأريخية أخرى معنى الفروسية والتميز بين الناس العاديين وجعلتهم أناساً عاديين.. وفي فترة أخرى اختلطت الفكرة بالخيالي فكان «السيوبرمان» .. وقليلاً قليلاً أصبح البطل هو الرجل العادي المميز بصفات أخلاقية نادرة وهو غالباً المدافع عن القيم والذي يضحي بنفسه في سبيل الخير العام.. وهو على درجة من الضعف البشري، وبذا فهو يختلف عن صفات البطل السيوبرمان.. وفي عصرنا الحديث أصبح البطل هو الانسان الذي يواجه اقداره في بسالة رغم ضعفه و قلة حيلته وهكذا يظهر البطل في الفنون الحديثة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.