أقرب إلى القلب: (1) كتب إحسان عباس: ( إني لأعلم أن الاتجاه في الحياة المعاصرة، أخذ يتشكل نحو الجماعة بخطىً سريعة، وهذا يقلل من تقديس الأبطال، ويخمل دور الفرد في الحياة، ويغيّر مفهومات الناس عن قيمة ذلك الدور، ومن ثمّ تقلّ الرغبة في السيّر عامة، ولكننا نسيء إلى روح الجماعة إذا اعتقدنا أن التجربة الفردية لا قيمة لها، فقد تزول عبادة الأفراد من النفوس، وقد يفقد الفردُ معنى التفرّد الأناني، ولكن شيئاً واحداً لا يزول هو هذه التجارب الحية، وطريقة التعبير عنها ، وكل ما سيحدث أن المفهومات الجماعية ستنعكس على تلك التجارب وتصبغها بلون جديد..) إحسان عباس: فن السيرة: دار صادر بيروت، ط 1، 1996، ص 7. عن دار "الحضارة للنشر" في القاهرة، صدرتْ في يونيو 2015، السيرة الذاتية للدكتور حيدر إبراهيم علي، وهي بعنوان "أزمنة الريح والقلق والحرية". و د. حيدر أستاذ في علم الأنثروبولوجيا والاجتماع، وباحث وكاتب معروف في الشئون السودانية، وناشط على المستوى الوطني والإقليمي. هو أيضاً مؤسّس "مركز الدراسات السودانية"، الذي ضاق صدر السلطة بنشاطه، فجرى حظره وإغلاقه بصورة فظة، قبل أكثر من عام. وما يدعو للأسف، فإن جهود د.حيدر التي التزمت بطرقِ السبل القانونية ليستأنف ذلك المركز نشاطه، قد قوبلت بأذن صمّاء. لأن كان عنوان سيرته الذاتية: "أزمنة الريح والقلق والحرية"، يوحي بعصفِ الرياح، واضطرابات القلق، وانطلاق الحرية، فإنّ مسيرة الرجل قد شهدت رياحاً تهبّ، وقلقاً يفيض، وحرية تُكبت. (2) يقول الناشر مُقدماً كتاب د.حيدر (أنه يستعرض حياة المؤلف العريضة، نوعاً وكَمّاً، منذ النشأة والدراسة في السودان وألمانيا، وعلاقاته بالمثقفين، وبكثيرٍ من الشخصيات العامة ومواقفه السياسية، وكذلك عمله وترحاله في كثير الدول العربية. . . الكتاب بانوراما شاملة وممتعة لفترة مليئة بالاضطرابات في منطقتنا والعالم). يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع المتوسط، ويضم بعد فصوله الممتعة، ألبوم صور ملونة توثق لجوانب من حياة المؤلف. يطل سؤالٌ يلحّ عليك، وأنت تمسك كتاباً، بلغت صفحاته 328 صفحة: لماذا يكتب باحث ومفكر وناشط سياسي، ما زال في غمار نشاطاته، مثل د. حيدر، سيرته الذاتية في هذا الوقت بالتحديد. .؟ لا يقدم الدكتور حيدر نفسه بطلاً في سيرته الذاتية، ولا يرفع من قدر تجربته لتكون مثلاً يحتذى، أو يروّج لنجومية تجذب قراءه، أو من تستهويهم رؤيته الفكرية. فهل كتب حيدر تجربته، لتكون مرجعاً لتلاميذه النجباء، أو لأولئك المعجبين بكتاباته، والمتابعين لمسيرته الغنية بالتحديات. .؟ أم هو كتب لسبب يتصل بكل الذي ذكرت لك هنا. .؟ (3) يكتب حيدر في السطور الأخيرة من كتاب سيرته الذاتية، وكأنّهُ يردّ على من يسأل عن مبررات كتابة أيّ سيرة ذاتية: (حيلُ التملصِ من الموت كثيرة، وطرق إدّعاء الخلود تمتدّ من بناء الأهرامات وتاج محل وكل الفنون، وصولاً إلى كتابة السيّر الذاتية..) حيدر ابراهيم، ص 303. ألمح في آخر صفحات سيرته الذاتية، صادقاً مؤتمنا، أنها محاولة في النزول من الجانب الآخر من الجبل. ذلك يوحي لك أن القصة هي عن الطلوع إلى تلك القمة، والتي بعدها بدأ النزول من الجانب الآخر عن الجبل. غير أن السيرة لا تنبيك عن كاتب هده الرهق وحاصره الملال، وصار أقرب إلى رمي سلاحه، أو الركون إلى إجازة تعفيه من مزاولة نشاطه الفكري والسياسي. كلا. . ليس ذلك حيدر ولا هو ذاك طبع عقله المتمرّد. لن يكون الفكر عرضة للتقاعد.. (4) خلفية نشأة د.حيدر تعود إلى أواسط القرن العشرين، وهيَ سنوات فاصلة في تاريخ البشرية، إذا جاز لي أن أصفها، وما بيدي من الحجج ما يقنع بمنطق سوى منطق الإحساس بنبض ذلك الزمان.. ليس طرحاً متعجلاً فطيراً، ذلك الذي يدفعنا للإدعاء أن المجتمعات الإنسانية بمختلف مجاميعها، في الغرب أو في الشرق، وبرغم جزافية التصنيف الجغرافي، قد استفتحت-بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها-حقبة بدا فيها التعاون بين تلك المجتمعات، أمراً لازماً لضمان الاستقرار بعد الاهتزاز، ولبسط السلام بعد الدمار.. تلك التكلفة العالية للحرب من عام 1939م وحتى عام 1945م، وبعد ذلك الدمار الذي أحدثته، فرضتْ نهجاً للتقارب والتعاون والتشارك، بما يجنب البشرية ويلات القتال والحروبات، كرة ثانية. لقد ألقتْ تلك الحقبة التي سُميت بحقبة الحرب الباردة، بظلالها على الجميع. من حسناتها أن المواثيق العالمية التي أفرزها ذلك التعاون، فتحت الباب مشرعا للدول وللشعوب المستضعفة، لرفع صوتها والمطالبة بحقها في الحرية والاستقلال السياسي والاقتصادي. دون التوغل في أحوال العالم الثالث خلال تلك الحقبة، ومحاولات بعض زعماء العالم الثالث النأي ببلدانهم عن واقع الاستقطاب، بين عالمٍ رأسمالي وعالمٍ شيوعي/اشتراكي، سنجد أن السودان الواقع تحت حكم كولونيالي ثنائي الطابع، هو من بين البلدان التي أخذت بيدها القوى الكولونيالية، في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي السلطة التي مثلتها بريطانيا ومصر. (5) "يسقط الاستعمار".. ! أجل، كان ذلك شعار المرحلة، لكن لابدّ من أن نقرّ، أن تلك السلطة الكولونيالية قد ارتقتْ بالتعليم في البلاد، من أطره التقليدية إلى التعليم الأحدث، وإن كان محدوداً في بداياته. يقف معهد "بخت الرضا" التعليمي، وكلية "غردون" الجامعية، ومدرسة "كيتشنر" الطبية، شهوداً على تلك الطفرة. ازدهرت المشاريع الاقتصادية التي استثمرت في الموارد والثروات الطبيعية، وأدخلت البلاد بالتالي، إلى آفاق جديدة في النماء والتطور. تركت تلك السلطة الكولونيالية، مشروعا زراعياً مميزاً على مستوى القارة، بل وعلى مستوى العالم، هو مشروع الجزيرة. في بلادٍ شاسعة المساحة، فإن إنشاء سكك حديدية تربط أطرافها القصية بشبكات تقرّب المسافات، حقق قدراً من التماسك والترابط والانصهار. في بلاد تنبهت سريعاً لأقدارها، فإن ميثاق الأممالمتحدة من جهة، وشرعة حقوق الإنسان التي أقرّها العالم عام 1948م من جهة أخرى، ساعدا في إنهاء حالات الاستعمار والظلم الكولونيالي، التي طالت الكثير من الشعوب المستضعفة. في السودان، ومثل غيره من بلدان القارة الأفريقية، جرى تليين مواقف السلطات الكولونيالية، إزاء تنامي الوعي بعد جهود الارتقاء بالتعليم، والذي أحدث حراكاً أفضى إلى بروز حركة قادتها رموز وطنية، سمها صفوة أو نخبة، طالبت بحقوقها في الحرية والاستقلال، وفي إدارة البلاد وفق الأسلوب الذي يرتأون. (6) لقد شكلت هذه الخلفية السياسية، المساحة التي نشأ فيها جيل الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين في السودان، ولازمت حراكه شدّاً وجذباً، انعتاقاً خجولاً من قيود التقليد، وتطلعاً وثاباً نحو حداثة بعيدة المنال. ولأنّ الطبيعة الثنائية للوضع الكولونيالي في إدارة السودان بين بريطانيا ومصر، فقد تطورت الأوضاع السياسية في السودان، بما عكس ذلك التجاذب بين الطرفين، فجعل من هذه الثنائية ملمحاً رئيساً في التطور السياسي في السودان. لقد كان انشغال الحركة الوطنية في السودان، والتي قادها المتعلمون، منصبّاً على الاقتراب أو الابتعاد من هذا الطرف أو ذاك، من طرفي الحكم الثنائي، فتشكلت ثنائية الحزبين الرئيسيين في البلاد، وليس بعيداً عن الزعامات التقليدية، إما في تبني فكرة الوحدة مع الطرف المصري، أو الاستقلال بعيداً عن مصر، بما يقترب من توجهات الطرف البريطاني. هكذا شهد السودان حزبي الاتحاديين برعاية السيد على الميرغني القريب من مصر، وحزب الأمة المنادي بشعار "السودان للسودانيين" القريب من بريطانيا، برعاية السيد عبدالرحمن المهدي . (7) فيما وزّعت زعامات البلاد جهودها، تأييداً لطرفٍ وابتعادا من طرفٍ آخر، فقد غابت حقيقة بالغة الأهمية. إن السودان الذي تشكل كيانه إبان دولة سنار، قد تكون إثر تحالف بين عناصر تدّعي أنها من أصول عربية، وعناصر أخرى من أصول أفريقية. هي مصاهرة بين التاريخ القادم بالأثر العربي الإسلامي مع جغرافيا الأرض الأفريقية. تلك هي الثنائية التي جمعت "عبد الله جماع" و"عمارة دنقس"، لإنشاء مملكة، في جيناتها هجنة حضارية تمثلتها دولة الفونج (1504م-1820م). بعد أكثر من ثلاثمائة عام من التماسك، فإن أسباباً عديدة قادت إلى انهيار تلك الدولة، ولكن من الواضح أن" تحالف التاريخ والجغرافيا"، الذي استوت عليه الدولة في سنواتها الأولى، قد آل إلى ضعف وتآكل. لم تنفتح شهية الغزاة إلا بعد أن لاحظ الطامعون أن البلاد قد انفرط عقدها إلى جماعات متصارعة، وَضعُفَ المركز واستقوت الأطراف والهوامش. تحللتْ المصاهرة والهجنة إلى مكوناتها الأولى، ثمّ آلت إلى انهيار. (8) دون التوغّل في الظروف التاريخية، فإن الثنائية التي حكمت الحراك الوطني في سنوات الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، أغفلت تجلّيات التنوّع، وأهملت التناقض الذي لم يكن بيناً بالوضوح الكافي، بين المكوّن العربي والمكوّن الأفريقي في البلاد. . أيقظ التمرّد في مدينة "توريت" في جنوب السودان عام 1955م-بغض النظر عن الدور الكولونيالي الذي مهّد له-مارد التناقض النائم، ونبّه الحركة الوطنية متأخراً، إلى ضرورة الالتفات لتعقيدات بناء وطنٍ، في أحشائه اختلافات قاتلة بين شماله وجنوبه. يقظة المكوّن الأفريقي، وبحكم تكوين الحركة الوطنية، المشغولة باستعرابها المتوهّم في شمال البلاد، لم تجد استجابة آنية، لتفهّمٍ لازمٍ لذلك المكوّن المتفرّد. الحقبة التي شهدت هدوءاً بين الشمال والجنوب بعد اتفاقية 1972، امتدت لعقدٍ كامل، بدا فيه الطرف الجريح، أكثر وثوقاً للبقاء في كنف الوطن الواحد. لكن سرعان ما جرى تلاعبٌ بتناقضات الإثنيات في جنوب السودان، بما أشعل نيران الفتنة والقتال الشرس من جديد، بعد عام 1983م. ذلك في اختصار التحليل، هو الذي مهّد لاختبار الإرادة في الشقّ الجنوبي، فإذا باستفتاءٍ فطير، عجّل بانفصالٍ بدا كالمفاجأة الصاعقة، ولكن هو في الحقيقة، صنيعة أيدينا وبترتيبٍ إرادي متعمّد، لم تحيكه الصدف ولا تآمرات الخارج. فكانت "دولة جنوب السودان"، هي الوليد الشرعي لفشل النخب السودانية. . (9) خروجاً من الثنائية التقليدية التي قويت شوكتها بعد الاستقلال عام 1956م، وجدتْ التيارات المتطلعة للتغيير، اليمين الإسلامي أو اليسار الشيوعي، فرصاً للتنافس بعيداً عن القوى التقليدية. برز هذان التياران، ككتلتين حديثتين، قدمتا طروحات جديدة، على سبيل بناء دولة الوطن، خروجاً من قدر الثنائية المهلكة، وفي مواجهة قوى تقليدية مهترئة، بان خسرانها على طريق الإفلاس السياسي. . في تلك الحقبة التي شهدتْ طلعات "الحرب الباردة" سجالاً طويلاً، على مستوى العالم والإقليم، برز جيلٌ في السودان، كبر وعيه بالظرف الماثل، فآثر البقاء بعيداً، دون التورّط في تنازعات القوى التقليدية، أو الانخراط في تناقضات القوى الحديثة. لقد قرأ كثيرون ممّن يمكن تصنيفهم ب"المستنيرين الجدد"، تلك الاخفاقات التي ولغتْ فيها نخب من المتعلمين، ممّن تصدوا لإدارة البلاد: السياسيين "الأفندوية"، كما وصفهم حيدر إبراهيم في مصطلح دقيق، يحتويهم احتواء الغمد للسكين، وأيضاً جاءت زمرٌ من العسكريين الذين مالوا للتدخل، تحريضاً من القوى التقليدية في حالة، وتشجيعاً من القوى الحديثة في حالات أخرى. . (10) من فئة "المستنيرين الجدد"، يمكن اعتماد د. حيدر مثالاً أكيداً للمثقف غير المنتمي، النائي عن التيارات المتصارعة في الساحة السودانية – التقليدي القحّ والأحدث وجهاً منها- لكنه لم يسلَم من مناوشات ومكايدات تلكم الأطراف . في تخصصه الدراسي الأكاديمي في العلوم الاجتماعية، اقترب د. حيدر من أفكارٍ ظلت تأسره منذ صباه، وتأثر بها تأثراً كبيراً، وهي تحديداً الأفكار الفلسفية المتصلة بالمذهب الوجودي، وأبرز مفكريه "جان بول سارتر" و "البير كامي"، ثم "هيدجر"، الذي توسع حيدر في التعرف على أفكاره، وهو منخرط في جامعات ألمانيا، بلاد "هيدجر" نفسه. طالع حيدر كتابات الوجوديين، من ترجمات أنجزها لبنانيون ومصريون. تلك حقبة رسّخت توجهات حيدر وولعه بمبادئ الحرية في أبعادها المجتمعية. ظلّ حيدر على استقلاله الفكري، بعيداً عن تأثيرات "القوى التقليدية" أو "القوى الحديثة". توطدت تجربة حيدر، وهو يتقلب في وظائف أكاديمية، أخذته إلى أطراف الخليج، وأيضاً إلى أطراف المغرب العربي. لم تكن تلك التجارب خاوية على عروشها، بل كانت إثراءً لرؤيته الثاقبة للتحولات السياسية والاجتماعية، الدائرة في الإقليم من حوله. لكن لم يغب السودان، ب"دويماته" و"أم درمانه" و"خرطومه"، مدنه وقراه وبقاعه الأبعد، عن فكره ووجدانه، فكلما زاد ابتعاده الجغرافي عنه، زاد نبض الوطن في دواخله، وتضاعف قلقه الفلسفي على أحوال بلاده. ظلّ الترحال يشدّه، لا إلى حيث هو مقيم، بل إلى حيث تؤشر بوصلة همّه الأول، إلى ذلك الوطن الذي تشكل رؤية كاملة، منذ طفولته في "الدويمات"، وإلى صباه وشبابه، وسط أسرته ومجتمعه الصغير والكبير. . (11) في الخرطوم، شهد د.حيدر تداعي القوى التقليدية وتآكل كسبها، فيما بدتْ نجوم القوة العسكرية في ارتفاعها والتماعها. الانقلاب العسكري الثالث جاء في 1989 لحكم البلاد بأجندة لإنقاذها من سقوطٍ وشيك، مثلما جاء في الحيثيات. آخر مغامرات من صنفوا أنفسهم لهذه الأجندة أبعدوا القوى التقليدية، وأيضاً حاصروا قوى اليسار الحديثة وعكفوا على "تنظيف" مؤسسات البلاد، عبر سياسة تمكين واسعة النطاق. وجد الإسلاميون في النظام الجديد، والذين نادوا بمزج الدين بإدارة الدولة، وجدوا في د. حيدر وفي كتاب خصصه لنقد الإسلام السياسي في السودان، ذلك الصوت المزعج في بريّة دانت لهم بالكامل، ولا عاد ممكناً لأيّ صوتٍ أن يصرخ خارج دويّ صوت تلك السلطة الحاكمة. حيدر الذي صاح بأعلى أوتار حنجرته، أنه الصوت المستقل المنادي بالحرية، برياحها ورياحينها، بهدوئها وزعازع قلقها، لم يجد آخر المطاف مكاناً يسع مركزه الذي خصصه للتداول والتدارس الفكري حول الشأن السوداني. إنهُ ممّا يدعو للأسى، أن يخرج صوتٌ مستقل خروجا قسرياً من مكانه الطبيعي، وأن تضيق البلاد بمن شكل رؤيته دفاعاً عن فطرة تنوّعها، عن هجنتها الحضارية-بعيداً عن التطرف ونأياً عن غلواء أعوانه في اليسار أو اليمين-عن دورها المتفرّد، في قيادة أفق جديد للتطوّر في القارة الأفريقية بأكملها، وفي جذر انتمائها العربي أيضاً. . بدا الأمر وكأن د.حيدر، أيقونة "المستنيرين الجدد"، قد رمى سلاحه.. فهل تلك الصورة، حقيقية أم مموهة. ؟ (يتبع..) ++++ الخرطوم في 14 أغسطس 2015 [email protected]