:: الطيب صالح و أنيس منصور، رحمهما الله، جمع بينهما الأدب ثم صداقة بلغ مداها صناعة المقالب في بعضهما .. أنيس يطلب من الطيب أن يدبر له شقة في لندن، فيدبر له الطيب ( مقلباً)، إذ يقصد أنيس عنوان الشقة المطلوبة - حسب وصف الطيب - ولا يجدها، ويتجول في شوارع لندن بالتاكسي حتى ينقذه صديق آخر ويكون قد دفع للتاكسي (ضعف الأجرة)..ثم يطلب الطيب من أنيس أن يدبر له شقة في القاهرة، فيدبر له (مقلبا)، إذ يستقبله في المطار ويسلمه مفتاح الشقة، وعندما يقصدها يجدها ( شقة مسكونة).. !! :: ومع بعض حسن الظن، يبدو أن العلاقة بين السودان ومصر بلغ مداها صداقة حدها صناعة المقالب في بعضهما..وعلى سبيل المثال الأخير، هنا قبل أن يجف قرار الرئيس بالعفو عنهم في ليلة ( 5 أغسطس)، أطلقت السلطات السودانية سراح الصيادين المصريين الذي خالفوا القانون، ليغادروا السجون والبلاد - مع أول الفجر - بطائرة خاصة أرسلتها حكومتهم لتعود بهم إلى أسرهم ..ولكن يبدو أن الرد المصري لهذه التحية السودانية ( مقلب طريف)، إذ لم تطلق السلطات المصرية سراح المعدنين السودانيين من سجونها إلى يومنا هذا (16 أغسطس)، رغم العفو الرئاسي الصادر عن الرئيس السيسي ..!! :: والسلطات المصرية تلتزم الصمت أما هذا (التصرف الغريب).. ولكن عبد المحمود عبد الحليم، سفيرنا بالقاهرة يبرر للسلطات المصرية عدم رد التحية السودانية بأحسن - وأسرع - منها قائلاً : (نطمئن أسر المعدنين السودانيين، فالسفارة تعمل بجد وتعاون لإستكمال إجراءات الإفراج عنهم)..كلام طيب، ولكن هنا السفارة المصرية لم تعمل شيئاً، لا بجد ولا بغير الجد، ومع ذلك غادر الصيادين المصريين البلاد وسجونها بعد ست ساعات من (العفو السوداني)، فلماذا لا يكون التعامل بالمثل؟، أي بدون إرهاق السفارة السودانية على العمل ( بجد أو غير جد )..وكذلك هنا، أكملت السلطات السودانية إجراءات إطلاق سراح الصيادين في لحظة صدور العفو الرئاسي، بدليل أنهم ناموا في الليلة التالية - لليلة العفو عنهم - مع أسرهم، فلماذا السلحفائية في إستكمال إجراءات إطلاق سراح المعندين السودانين..؟؟ :: ويقول سفيرنا - في إطار التبرير للسلطات المصرية - أن هذا التأخير الغريب في إطلاق سراح المعدنين السودانيين مرده أن السجناء السودانيين محتجزين في أكثر من مكان، وأن هناك إجراءات لحصرهم وجمعهم ..تبرير مقنع طبعا، وشكرا لسفيرنا هناك والذي يبدو - في التبرير - بهيئة (سفيرهم).. إذ ربما - حسب تبريره - كان قد تم توزيع المعدنين السودانيين بعد القبض عليهم - ومصادرة عرباتهم وألياتهم - في سجون غوانتنامو و أبوغريب و الباستيل وغيرها من سجون بقاع العالم لخطورتهم على ( أمن مصر)، وأن عملية حصرهم وجمعهم وإرسالهم الى السودان بحاجة إلى شهر أو عام أو ( مدى الحياة)..!! [email protected]