بدأ أحمد ابو القاسم سكرتير اللجنة الأولمبية السودانية متأثر أثناء الاجتماع التاريخي. كان يغالب نفسه لئلا تغافله دموعه أما سكرتير لجنة جنوب السودان توم جوك فقد ظلت يده تساسق بمنديل صغير نحو عينيه حيث بكى تأثرا. الشريط الذي عرض على جدار قاعة شرشل بفندق القراند هوليدى فيلا بالخرطوم كان يوثق إعلان إنضمام دولة جنوب السودان للجنة الأولمبية الدولية. اللجنة الأولمبية السودانية برئاسة هاشم هارون واحمد ابو القاسم السكرتير عقدت لقاءها الدوري بالفندق الكبير بضيافة كريمة ووجوه ممرحبة حيث تم تنوير الحضور بالمناسبة السعيدة. على الشريط تحدث باتش رئيس اللجنة الأولمبية عن المناسبة السعيدة وقدم ممثل اللجنة الدولية ليشرح للإجتماع .جلس الوفد السوداني للشمال والجنوب جنب إلى جنب بحيث يصعب تخيل ان الأربعة يمثلون دولتين وليس دولة واحدة. في الإجتماع رقم 128 بكوالامبور اعلن عن إنضمام دولة جنوب السودان العضو رقم 206. تم الإعلان وسط اجواء مؤثرة فليس كل يوم يشهد إنضمام دولة وليدة .القى رامسي كلمة اللجنة الاولمبية الأفريقية مرحبا بالعضو الجديد وأعقبه أحمد الفهد الصباح بكلمة نيابة عن اللجنة الاولمبية الأسيوية اينوك . تسلم رئيس اللجنة الجديدة ولسون دينق علم الأولمبياد الأبيض بحلقاته الخمس الملونة التي تمثل القارات القديمة وشهادة الإعتماد.رافقه السكرتير جوك . ألقى دينق كلمة شكر فيها الجنة الأولمبية نيابة عن شعب جنوب السودان واعتبرها بداية للشعب الشاب من أجل السلام والتعاون الدولي. تحدث هاشم هارون رئيس اللجنة عن نشاطات وخطط اللجنة الأولمبية السودانية . كما تحدث ابو القاسم سكرتيرها و أجاب على اسئلة الحضور عن المشاركات الخارجية وعن الدبلوماسية الشعبية ومواصلة التنسيق فيما يخص التدريب والمنافسات المشتركة بين شمال السودان والجنوب وإقامة المنافسات في إطار الإعداد. ابو القاسم ثمن جهود اليابان التي دعمت السودان في منشط المصارعة. القرار ثمرة جهود استمرت لسنوات. تواصلت الزيارات والإجتماعات بين اللجنة الأولمبية السودانية والدولية والأخوة في جنوب السودان واللجان الأفريقية والعربية في بتسوانا وغيرها. اختار الأخوة الجنوبيون لجنتهم بالتوافق. الحد الأدني المطلوب سبعة إتحادات سجل الجنوب: العاب القوى والسلة والتاكوندو وتنس الطاولة و كرة اليد والجودو.واعتمدوا النظام الاساسي لقيام جمعية تأسيسية لإنتخاب المكتب التنفيذي . ثمّن أحمد ابو القاسم جهود الفاتح عبد العال ومحمود السر وموافقة الإتحادات المختلفة. اللجنة الاولمبية لجنوب السودان تتكون من الرئيس ولسون دينق والسكرتير توم جوك ونائبيه استيفن روبن واندريه عبدالله وامين المال محمد باب الله. لم يتمكن أي منهم من الحضور للمؤتمر الصحفي المقام على شرف إنضمامهم للجنة الاولمبية الدولية . لم يصرح سكرتير اللجنة الأولمبية السودانية بالسبب مراعاة لمشاعر السودانين شمالا وجنوبا. سكان الجنوب احد عشر ونصف مليون نسمة. نصفهم اقل من 14 عام منهم 400 ألف طفل بدون مدارس. في أولى خطوات تدريبها أمسكت الأرض الحنون بقدمي مارقريت . هذه الأرض التي تسقط عليها القذائف الثقيلة لسنوات طويلة لم ترد لقدمين صغيرتين أن تنطلقا بعيد عنها. مدرب مارقريت عمل في ظروف صعبة لكنه أوصلها للأولمبياد مثل مواطنها قور ماريال. .اللاعبة مارقريت روضات اقل من 16 عام تدربت بعزيمة قوية في ظروف صعبة لتجد نفسها في مضمار الجري العالمي وسط النجوم وهالات المجد والشهرة كمشاركة مع مواطنها اللاعب قول ماريال. مارقريت الصغيرة مثلت بجدارة المرأة ونصف المجتمع الشاب في جنوب السودان ربما لم تفز بميدالية لكن بمشاركتها فاز الأرادة القوية للسلام. تحدثت بعربي جوبا شاكرة اللجنة الدولية بينما واصل مدربها إعدادها في فضاء مفتوح. المجتمع في جنوب السودان مجتمع أفريقي يجاور مجتمع عربي والإثنان يعتمدان النظام الذكوري الأبوي في الإدارة وتسيير شئون الناس. بعكس المجتمع النوبي القديم الذي ادارته المرأة بإقتدار . ربما آن الآوان لزيادة حصة المرأة في الجنوب في مختلف المجالات لترسيخ دعائم السلام في بلد يحتاج السلام بشدة. في شمال السودان تحكم المرأة السودان بطريقة مباشرة وغير مباشرة لسنين عددا. الحرب في جنوب السودان استمرت لشهور عديدة كأن الحرب التي استمرت عقدين من الزمان وانتهت بنيفاشا لا تكفي. السؤال الكبير: كيف يتدرب الشباب والشابات في جنوب السودان وسط أجواء الحرب؟ كيف يشاركون بإسم بلد في حالة حرب ويرفعون علمه في المحافل الدولية ؟ يمكن للشباب أن يقذفوا بالحراب وان يركضوا بقوة وان يمارسوا الرماية وحمل الأثقال. كل ما يفعلونه في الحرب يمكنهم أن يفعلوه وأن يفعلوا أكثر منه في منافسات الأولمبياد. والمفاجأة يمكنهم في حال التفوق الفوز بالميداليات والشهرة. أو على الأقل يمكنهم العيش في أجواء المجد والتعرف على الأبطال المشاهير والدردشة معهم. [email protected]